حصلت" البوابة نيوز" على الرسائل الأخيرة التي كتبتها الطفلة " آلاء" ضحية القتل على يد أبيها وزوجته بمنطقة الخصوص، لقيامها بالاتصال بوالدتها التي انفصلت عن الأب قبل 4 سنوات.
البداية
قبل نحو 14 عاما وداخل إحدى قرى مركز طما بمحافظة سوهاج، تقدم شاب يدعى "خالد مصطفى"، لطلب الزواج من فتاة، هدفه بناء أسرة سعيدة خاصة بعدما وافق أهل العروس عليه، لم تمر سوى شهور قليلة، وتم عقد القران في حفل زفاف بهيج حضرته العائلة والأصدقاء. مضت الأيام والسنوات ورزقهما الله خلالها بثلاثة أطفال أكبرهم "آلاء"، وبعدها بدأت المشكلات الزوجية تتسلل تباعًا إلى عش الزوجية، وفشلت جميع المحاولات في الصلح لينهار منزلهما بسبب السلوك السيئ للزوج الذي اعتاد خيانة زوجته مع السيدات، حتى وصل قطار الزوج بينهما لمحطة الأخيرة "الطلاق".
زوجة الأب
بعد انفصال الأب عن أم العيال، قرر الزواج من سيدة تدعي "إيمان م." تلك السيدة التي نجح في تطليقها من زوجها بعد إغرائها بالأموال التي يمتلكها، وهو الأمر الذي تحقق، لتبدأ معاناة الطفلة وأشقائها مع زوجة الأب التي كانت تحرضه دائما على ضربها والاعتداء عليها، إلا أن أحداً من سكان العقار لم يستطع التدخل، خوفا من بطش الأب عليه لأنه صاحب "العمارة"، حتى وصل به الأمر أن يمنعها من التحدث في الهاتف مع الأم التي تقطن في محافظة سوهاج.
عايزه أكلم ماما
عقارب الساعة كانت تشير إلى التاسعة مساء يوم الجمعة الماضي، تسللت الطفلة " آلاء" نحو غرفتها وأمسكت هاتفها المحمول، ثم اختبأت بجوار السرير ويداها ترتعش تطلب رقماً مرة وتحذفه تارة أخرى وتحدث نفسها قائلة: "عايزة أكلم ماما" إلا أن صاحبة الـ 13 عاما، كانت تخشى أن يصل صوتها لزوجة الأب، وهو ما حدث. وصل الصوت للسيدة الشريرة التي تجلس في الخارج كل هدفها التصنت على الصغيرة، والتفنن في تعذيبها علي مدار 4 سنوات.
تعذيب حتى الموت
عقب عودة الأب من الخارج سارعت الزوجة الشيطانة نحوه وأبلغته بما حدث "بنتك كلمت أمها وكسرت كلامك"، فراح الأب يصرخ في كل أرجاء المنزل، حتى عثر عليها داخل غرفتها، لتبدأ جلسة تعذيب بشعة اعتدى خلالها على الصغيرة بكبل كهرباء بمشاركة زوجته، لكن جسدها الهزيل لم يتحمل التعذيب، هانت عليه فلذة كبده، ولم تحرك صرخاتها التي كانت تعلو أرجاء المكان بسبب بعد والدتها عنها ساكنًا في قلبه، وتوج جحوده عليها حتى لقيت مصرعها متأثرة بإصابات بالغة.
الجثة في الميكروباص
جلس الأب بجوار الضحية يفكر في طريقة للخروج من تلك المصيبة التي تحاصره، فقام بالاتصال بسائق سيارة ميكروباص ووضع الجثة داخله حتى وصل قاصدا التوجه لقريته بأحد مراكز محافظة سوهاج، بينما لاذت زوجته بالفرار، وعند وصوله أمسك هاتفه واتصل بمسؤول الوحدة الصحية داخل القرية وطلب استخراج تصريح دفن مدعيا أن نجلته توفيت بعدما أخذت حقنة داخل أحد المستشفيات، وبإرسال مفتش الصحة لمعاينة الجثمان، اكتشف الواقعة والذي أبلغ رئيس مباحث المركز، إذ تبين أن الطفلة تلقت 72 ضربة بكبل كهرباء، ليتم القبض على الأب، فيما تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط زوجة الأب الهاربة.