في خطوة مهمة، أعلنت وزارة الصحة والسكان أنها تُراقب التزايد السريع لمُعدلات الإصابة بفيروس كورونا بسبب المتحور الجديد "نو NU".
ووفقًا لبيان منظمة الصحة العالمية، فإن هذا المتحور ظهر في مقاطعة غاوتنيج بجنوب إفريقيا، وأنه قد يكون المتحور موجود فعلا في 8 مقاطعات أخرى.
وبحسب وزارة الصحة، فإنها على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، سواء فيما يتعلق باجتماع فريق خبراء تابع للمنظمة، أو ما يتوصل اليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة بالإضافة الى المقال المنشور يوم 25 نوفمبر بمجلة نيتشر المُتخصصة، تُشير إلى وجود متحور جديد للفيروس B.1.1.259والذي من المُحتمل أن يُطلق عليه اسم "نو NU" الذي يُسبب الإصابة بالكورونا تم اكتشافه في جنوب افريقيا وبتسوانا يحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة في متغيرات أخرى، بما في ذلك دلتا.
وأضاف، عبد الغفار، أن الباحثين، رصدوا في بيانات تسلسل الجينوم، المُتغير أنه يحتوي على أكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع "سبايك بروتين" وهو البروتين الذي يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسي لمناعة الجسم، ويبدو ان هذا المتحور ينتشر بسرعة عبر جنوب أفريقيا.
وتابع، أنه على الرغم من أنه مازال من المبكر جدًا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناجمة عن اللقاحات، وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المُتغيرات الأخرى، إلا أن الخبراء والباحثين في اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميًا.
وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التي تم رصدها في جنوب أفريقيا، إضافة لأنها ليس لديها تعليق في الوقت الحالي على قيود السفر التي تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الأفريقية المُرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وأنه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة أن كان هذا التحور يحتاج إلى إجراءات خاصة أم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجيني لهذا المتحور.
من جهته، علق الدكتور محمد عبد الحميد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، قائلاً إن المُتحور الجديد له طفرات مرتفعة تصل لأكثر من 30 طفرة في "بروتين سبايك" ولديه استجابة للأجسام المناعية الناتجة عن اللقاحات أقل نسبيًا.
وأضاف، أن المُتحور الجديد لديه القدرة على الهروب منها أيضًا ما يجعله معدى بشكل أكبر من أي متحور أخر ما يعنى أن الشخص المحصن الذى تلقى اللقاح قد يكون عرضة للإصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا بنسب متفاوتة.
وأشار أستاذ الفيروسات إلى أن المتحور الجديد ناتج من تكرار الإصابات وانتقال الفيروس من عائل إلى آخر وليس لها علاقة بنوع العائل أو مرضه سواء نقص مناعة ولكن ترتبط بمكونات الفيروس والأكزيم الخاصة بها، وتبقى أهمية تلقى اللقاحات وتطويرها مع تطور الفيروس للوصول لنسب أعلى في التحصين.
كما قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إنه على الرغم من زيادة وتيرة التطعيمات ضد فيروس كورونا، لكن لايزال معدل الإصابات والوفيات يتزايد بشكل كبير جدًا.
وأضاف، أن ارتفاع حالات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا عليه جدال علمي كبير، وحجم الوفيات والإصابات ما بعد تلقي اللقاح، أقل كثيرا مما قبل تلقي اللقاح، مشيرًا إلى عدم وجود إحصائيات كاملة عن نسبة الوفيات لمن تجاوز على تلقيه اللقاح 8 أشهر.
وأشار عنان إلى أن الإصابات في متحور دلتا الآن كثيفة رغم تلقي اللقاح، مضيفًا أن الفيروس الآن أشرس على الفئات غير المُتلقية للقاح بعد انتشار دلتا بلس، محذرًا من ظهور متحور أقوى وأشرس من دلتا بلس، يقاوم اللقاحات بشكل أكبر، نتيجة بطء تعاطي اللقاحات حول العالم.