اتجه العالم خلال الشهور القليلة الماضية لتعزيز التلقيح ضد فيروس كورونا وأُقرت الجرعة الثالثة بأكثر من 20 دولة من ضمنهم دول عربية بلقاحات "أسترزينكا وفايزر ومودرينا"؛ ويرى الخبراء بأن الجرعات المعززة تزيد من الأجسام المناعية ويجب أن تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطقم الطبية، وأشاروا إلى أهمية وجود نظام واضح للتلقيح من خلال قواعد البيانات المتاحة مع ضرورة زيادة الحملات للوصل لـ800 ألف جرعة يوميًا.
جدير بالذكر فقد وافق مجلس الوزراء على مقترح بإعطاء جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، وفقا لما قاله القائم بأعمال وزير الصحة خالد عبد الغفار خلال اجتماع الحكومة، وتشمل الفئات المستهدفة من يعانون من نقص المناعة الأولية والخاضعين للعلاجات المثبطة للمناعة وكبار السن والفئات الأكثر عرضة للإصابة مثل العاملين بالقطاع الطبي دون الكشف عن موعد بدء التنفيذ.
الدكتور محمد عز العرب، استشاري الجهاز الهضمي يقول: يتجه العالم كله نحو إعطاء جرعة معززة ثالثة بعد الجرعتين الأولى والثانية وذلك بعد فترة معينة حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بأواخر سبتمبر الماضي جرعة ثالثة لفئات كبار السن والأمراض المزمنة والسمنة المفرطة بعد مرور 8 شهور من تناول لقاحي "فايزر ومودرنا".
ويضيف "عز العرب": كما بدأ أكثر من 20 دولة ضمنهم دول عربية بدأوا بالجرعة الثالثة "المعززة" ما يعتبر خطوة جيدة في مصر لتعزيز الجرعات، ولكن هناك مخاوف من منظمة الصحة العالمية وبعض منظمات حقوق الإنسان متخوفة من تأثير الجرعات المعززة على نصيب الدول النامية والفقيرة وحرمانها من الجرعة الأولى، كما لم تثبت أي دراسات بحثية علمية حول تعزيز الجرعات في أي نوع من اللقاحات ولكن الاتجاه في كل اللقاحات " أسترازينيكا وفايزر ومودرينا" وجد أن اللقاحات المعززة أدت إلى زيادة الأجسام المناعية والمضادة للفيروس بكمية كبيرة جدا لهؤلاء الأشخاص.
ويواصل "عز العرب": مطلوب زيادة التعاون من الاتحاد العالمي "كوفاكس" لزيادة الجرعات لتوفيرها خاصة أننا في مصر لم نتجاوز تلقيح أكثر من 20% من المصريين ونستهدف الوصول لتلقيح 40 مليون حتى نهاية ديسمبر المقبل ما يعكس حجم التحدي، كما وصلنا لنحو 500 ألف جرعة بشكل يومي ونستهدف الوصول لـ800 ألف جرعة يومية من خلال زيادة الحملات في مترو الأنفاق والمولات الكبيرة والحملات المتنقلة للنجوع والقرى.
جدير بالذكر فقد وفرت وزارة الصحة نحو 80.5 مليون جرعة من مختلف أنواع اللقاحات المعتمدة عالميا سواء اللقاحات تامة الصنع أو التي تم جلبها كمواد خام للتصنيع المحل، وقد بلغ إجمالي التطعيم باللقاح بلغ نحو 44.2 مليون جرعة حتى الآن، ما بين جرعات أولى وثانية.
وفى نفس السياق يقول الدكتور علاء غنّام، بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية يقول: قرار تعزيز الجرعات في غاية الأهمية ولكن يبقى التحدي في إيجاد آليات التنفيذ عبر زيادة الحملات المتنقلة إلى كل ربوع مصر والنجوع والقرى مع التركيز على الفئات المستحقة للجرعة الثالثة التى تتمثل في كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والعاملين بالأطقم الطبية.
ويواصل "غنّام": لا بد من توفير النظام بشكل متكامل من خلال تحديد الإجراءات والتسجيل الإلكتروني أم سيتم استدعاء المواطنين المسجلين بقواعد البيانات مع زيادة الحملات لإقناع الناس بأهمية اللقاح وزيادة النسب بمصر لأكثر من 40% ممن تلقوا اللقاح قبل نهاية العام.