نشرت الصفحة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، تحت عنوان قصة صورة
إنه في الساعة الخامسة والنصف صباحاً حركة مش عادية فى شارع العباسية.
ناس وشخصيات داخلة الكاتدرائية، سفراء وشخصيات عامة نازلة من السيارات.
مطارنة وأساقفة داخلين المقر البابوى.
كل الشعب فرحان واللى مش فى القاهره قاعد مستنى قدام الشاشات منتظر تجليس بطريرك جديد للكنيسة القبطية.
كشافة فى كل مكان كل واحد داخل معاه دعوه شخصيه باسمه أنه مسموح له يحضر تجليس قداسة البابا.
الشمامسة بدأت تسبح فى الكنيسة وبدأت الكاتدرائية تمتلئ،
والنظام تمام، وبرغم وجود الآلاف من الناس، الا ان الكل هادئ وساكت بيصلى ورافع قلبه لربنا.
في الوقت ده كان فى واحد فرحان قوى .. حاسس انه أخيرا هيسلم المسؤلية الملقاة علي عاتقه. في ليلة التجليس لف بنفسه فى كل ارجاء الكاتدرائية يرتب كل صغيرة وكبيرة فى طقس تجليس البطريرك. تأكد ان ملابس البطريرك جاهزة وكل جزء فيها تمام.
أخد مفتاح الكاتدرائية، ودا مفتاح كبيير وحديد ضخم ونزل بنفسه يتأكد انه يعمل جيداً، يفتح ويغلق الباب لإن بكره سيسلمه للبطريرك الجديد ، كمان الصليب الكبير الخاص بالرسامة ، و راجع بنفسه اللوحة اللى كل الأساقفة هيمضوا عليها لتجليس البطريرك .
يا ترى نام الليله دى ازاى لكن اللى عارفين نيافته كويس عارفين إنه أول واحد كان بره قلايته يوم التجليس، بيراجع، بيسأل، بيهتم بنفسه ، واخيراً راح يخبط على قلاية أنبا تواضروس الأسقف علشان يبدأ طقس التجليس.
بدأ موكب الشمامسة صوتهم مليان فرح.
الأساقفة والمطارنة دخلوا الموكب اثنين اثنين بيقولوا الألحان مشتركين مع الشعب فى فرحتهم وهم بملابسهم البيضاء الرسمية .
وآخر الكل كان نيافة الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريركى ونيافة الأنبا صرابامون اسقف ورئيس دير الانبا بيشوى واب اعتراف أنبا تواضروس، الذى وقف وسطهم بملابسه السوداء .
باب الكاتدرائية مغلق، وهنا تم إعطاء الأنبا تواضروس المفتاح في فتحة وسط صلوات والحان الشعب.
كلنا تابعنا طقس التجليس وخاصة لحظة قول نيافة الأنبا باخوميوس: "والآن نعود الى ايبارشيات صغاراً"، وهنا رأينا قداسة البابا يبكي من هذه المحبة الفياضة المليئة بالتواضع. وعندما قرأ كلمة قداسة البابا على الجميع وهو ممتلئ فرحاً وقد أكمل رسالته كاملة للكنيسة.
بعد قداس التجليس كانت هناك حفلة صغيرة مقامه فى القاعة أسفل الكاتدرائية ، وجلس نيافة الانبا باخوميوس بجوار قداسة البابا ، وفى تواضع جم قال: "إن قداسة البابا يبدأ من الآن عاماً من الصوم، وأخيراً انا اليوم أكسر صومى الذى بدأته مع أول يوم فى تكليفي بأن أكون القائم مقام البطريركى". وهذا ما لا يعرفه الكل .
علاقة عميقة بين أب وابنه، هى علاقة المحبة بين نيافة الأنبا باخوميوس وقداسة البابا تواضروس. بدأت حين تم رسامة نيافة الانبا باخوميوس أسقفا على البحيرة، وعاش فى كنيسة الملاك بدمنهور، وهى الكنيسة التى كان يخدم فيها قداسة البابا اثناء دراسته الجامعية.
كان قداسة البابا يرتب مكتب أنبا باخوميوس ، يخدم معه ، يتعلم منه ، يأخذ مشورته ، وعندما ذهب إلى الدير أخذ مشورته أيضاً.
بعد ٤ سنوات من دخوله الدير، طلب أنبا باخوميوس من أبونا ثيؤدور ( قداسة البابا ) ان يعود لمساعدته فى الخدمه فى البحيره. فبدأ ابونا ثيؤدور خدمته ككاهن فى دمنهور من عام ١٩٩٠ لعام ١٩٩٧ ، وعندما طلب قداسة البابا شنوده رسامته كأسقف عام مساعد له فى القاهره ، أصر نيافة الأنبا باخوميوس على رسامته مساعد له فى البحيرة.
إنها رحلة محبة أبوة وبنوة عميقة ، كللت بأن صار الابن اباً وصار الأب ابناً له ، هذه هي كنيستنا فى عمقها وفى جمال خدامها.
شكراً للبطريرك(بدون رقم)، نيافة الانبا باخوميوس، على الفترة الصعبة التي قدت فيها الكنيسة بحكمة شديدة ونعمة جزيلة من السماء.
قداسة البابا نحن نرى فيك أب وابن لنيافة الأنبا باخوميوس.
لقد علمتونا الكثير ، لقد رأينا فيكم القديس اثناسيوس و انبا انطونيوس هذا العصر.