فى الوقت الذى كانت وسائل التواصل الاجتماعى تعج بفيديو لكاهن مطرود من الكنيسة أساء إلى الرسول «صلى الله عليه وسلم» وردود فعل مختلفة، كان هناك بالقوصية صالون ثقافى يجسد الروح المصرية روح المحبة والإخاء، حيث شرفت بدعوة النائبة هند جوزيف يوم الجمعة الماضى لحضور احتفال الصالون بمرور ثمانى سنوات على تأسيسه، حضر الصالون نخبة من مختلف الأعمار والأجيال، فى تنوع ما بين مثقفين ورجال أعمال وموظفين ومزارعين ومهنيين، سياسيين وصحفيين، شيوخ وقساوسة، مسيحيين ومسلمين، شباب وشابات، واحتفى الصالون بشفاء د.إسماعيل كامل من فيروس كوفيد 19 واستمع إلى تجربته فى العزل بأبو تيج.
اجتمع أعضاء الصالون الثقافى «هند» فى مقر النائبة هند جوزيف أمين عضو مجلس الشيوخ المصرى وزوجها روميل صداق، كانت دائما عائلة الخواجة جوزيف أمين تفتح قلوبها للصالون قبل أن يفتحوا ديوانهم، كان لقاء الأحبة التى أبعده الفيروس اللعين شهورا تباعدت أجيادنا، ولكن لم تتباعد أرواح أعضاء الصالون التى ظلت تحلق فى عالم الإخاء والمحبة والاعتزاز.
احتفل الصالون بنجاة القائد الأساسى د.إسماعيل كامل وفراره من نار جهنم كوفيد ١٩، وكان لقاء تملؤه الحميمية والمحبة الصادقة والإخاء الذى تدعمه المواطنة الحقيقية والمشاعر الإنسانية الراقية، وكان ضيوفا للصالون شاركونا هذا اللقاء المهندس الشاب الشاعر أحمد صلاح رئيس النادى الأدبى بديروط والأستاذة الفاضلة آلاء مصطفى الحاج محيى طالبة الحقوق.
افتتح الصالون د.إسماعيل عميد الصالون بحديث عن تجربته مع هذا الابتلاء المميت، وحكى فى اختصار شديد شهور عاشها بين الموت والحياة تجربة حياة مريرة، ولكن لم تهتز ثقته فى الله لحظة واحدة وعاش فى معية الله كل هذه الأيام والليالى، وتخلل حديث د.إسماعيل، قصائد شعرية للشاعر المهندس أحمد صلاح، وشارك الأعضاء فى الحوار مما أثرى هذا اللقاء، وقال د. إسماعيل: الشكر موصول لكل الإخوة الكرام زملاء الصالون الثقافى على ترحابهم واحتفاهم بى، وشكر خاص للنائبة هند جوزيف وزوجها روميل اللذين فتح لنا جميعا قلبيهما قبل أن يفتحا لنا ديوانهما العامر.
فى صالون القوصية الثقافى «هند» تعرفت من سنوات على العديد من الأحباء والشخصيات التى تعبر عن عمق الأصالة والمحبة.
كان من هؤلاء شخصية متعددة المواهب مثل ألوان الحجر الكريم الذى كلما التقى به شعاع انعكس بلون مختلف، إسماعيل كامل أو من أحب أسميه بمولانا من عمق كرمه وحبه للثقافة.
يحضر الصالون لفيف من المثقفين والمزارعين ورجال الأعمال والنشطاء السياسيين والاجتماعيين، رجالًا ونساء، فتيات وشبابًا، مسلمين ومسيحيين، أدركت كل معانى الاستنارة من لمسات الحضور، شعرت أن الجميع يجيدون آداب الحوار، وتقديم الحلول.. كنت أستمتع بالحوار مع مولانا إسماعيل بن كامل كشخصية تجسد عراقة القوصية، كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر الوسطى، كان إسماعيل واحدا من هؤلاء المجتمعين الذين أوقف أجدادهم زحف الهكسوس على الصعيد، وحموا المملكة المصرية من الانهيار، وبحكمة تحالفوا مع أمراء طيبة لصد الهكسوس، وكانت أولى المعارك هناك، وتوجد لوحة تخلد انتصارهم على الهكسوس بمنطقة البرية فى زرابى القوصية، المنطقة الوحيدة المتبقية من القوصية القديمة، والتى بنيت عليها القوصية الجديدة، هكذا كان مولانا يجمع بين حرية وكرم أجداده الذين استضافوا العائلة المقدسة حينما لجأت إليهم بعد أن ارتحلت لمصر، ومكثت فيه نحو 185 يومًا، وأُنشئ مكانه الكنيسة الأثرية التى تعتبر أقدم كنيسة دشنت فى العالم المسيحى، كما يضم الدير الحصن الأثرى، ويعتبر دير المحرق أحد الأديرة التاريخية القليلة التى تقام فيها الصلوات باللغة القبطية القديمة، ويعتبر أهم مكان لأداء طقوس الديانة المسيحية بعد كنيسة المهد فى فلسطين.
الدير المحرق وأقدم كنيسة فى العالم، أنشئ هذا الدير فى القرن الرابع الميلادى بسفح الجبل الغربى، والذى كان يسمى قديمًا جبل «قسقام»، وسمى المحرق بسبب حرق النباتات والحشائش الضارة لاستغلال أراضيها للزراعة، هكذا كان إسماعيل سليل الشجاعة لمن هزموا الهكسوس وحموا مصر، وكرم من حموا المسيحية عبر استضافة العائلة المقدسة.
كل ذلك متع مولانا إسماعيل بصوفية القوصة فى احتفالاتهم بمولد الشيخ على البواقي، حيث تم الإعلان عن بدء الاحتفالات، بمحمل يطوف شوارع المدينة الرئيسية، ومن قبله كانت احتفالات مولد الشيخ نجيب وغيرها من الموالد، هذا هو عمنا إسماعيل، بطل من أبطال حرب الاستنزاف ومعركة التحرير، عاش من أجل الوحدة الوطنية وأعمال الخير التى لم يفرق فيها بين المواطنين بسبب الدين، وكان بيته يتسع لكل الأحباء، وختم أعماله الخيرية ببناء مسجد له على ناصية شارعه فكان فى غاية الروعة والإتقان.
هذا هو مولانا إسماعيل عميد الصالون الذى يجمع أصالة الفراعنة وكرم من حموا المسيحية وسماحة الإسلام ومحبة صوفية للجميع.
هكذا يموج الصالون الثقافى بالأصالة المصرية القديمة ومحبة المسيحية وسماحة الإسلام، وكان يتسع ديوان الخواجة «جوزيف» بما ضاق به صدر المتشددين، ووسط فيض الحفاوة والاستنارة، يختلف الحضور فى مودة وتسامح، فى آداب للحوار يفتقدها أهل العاصمة، الأمر الذى جعلنى دائما أستمتع بالحوار معهم الذى أكد عراقة القوصية كمدينة كانت عاصمة الإقليم 14 من أقاليم مصر الوسطى، هؤلاء المجتمعون أجدادهم أوقفوا زحف الهكسوس على الصعيد، واستقبلوا العائلة المقدسة حينما لاذت بمصر نحو 185 يوما فى منطقة أنشئ فيها الدير المحرق فى القرن الرابع الميلادى.
الصالون يعبر عن نموذج نفتقده فى التآخى والمحبة، منسقة الصالون هند جوزيف تذكرنى بأنها خير خلف لخير سلف، لأن القوصية أنجبت د. حكمت أبوزيد، أول وزيرة للشئون الاجتماعية فى عهد جمال عبدالناصر، لذلك ليس غريبا أن تكون السيدة هند قائدة سياسية واجتماعية فى القوصية التى كسرت شوكة «الذكورية والتخلف» منذ ما يقارب القرن من الزمان، حينما خرجت من بين بناتها حكمت أبوزيد، نظرة واحدة إلى تلك الكوكبة السابقة من رواد الفكر والسياسة والفلسفة والأدب، تكفى لتقديم جلسات الصالون الثقافى الذى يدعو مفكرين وقادة فكريين وعسكريين سابقين وفنانين لعرض تجاربهم، يختلفون حول الأحداث، ولكنهم لم يختلفوا حول حب الوطن، كنت معهم أشعر دائما بأن الحضور من مختلف الأجيال والآراء يجسد عظمة مصر وأنها شعب واحد مهما حاول المتربصون.
مدد مدد للشعب المصري، شعب واحد، وسيظل على مدى الزمان، هند جوزيف أمين محامية نجحت فى انتخابات الشيوخ، وحلفت اليمين، لم تنل فقط أعلى الأصوات فى القوصية، وإنما نالت كل المحبة من مشايخ القوصية نصر يحيى خليفة شيخ أزهرى ومدير المعهد الدينى يقول: كم أننى سعيد أن يخرج من بين صالون هند الثقافى نائبة بمجلس الشيوخ، ألا وهى النائبة هند جوزيف أمين المحامية، ابنة القوصية، الشخصية المحترمة جدًّا المتواضعة النشيطة الشخصية التى استقبلت فى بيتها أفرادًا وشخصيات محترمة هم رجال الصالون صاحب أفكار وآراء متنوعة ومختلفة مسلمين ومسيحيين بمختلف آرائهم وفكرهم فى جو يسوده الحب والمودة هذا ليس بكثير على مثل هذه الشخصية أن تكون نائبة بل تستحق أكثر.
يقول جمال بيبرس منسق بيت العائلة المصرية: بيت العائلة المصرية بأسيوط برئاسة الشيخ سيد عبدالعزيز نشأ بعد ٢٥ يناير مباشرة بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية لتسوية الخلافات بين الشعب المصري، وكلف الشيخ حجاج نصير برئاسة بيت العائلة المصرية بالقوصية والقمص صموئيل وكيل بيت العائلة المصرية بالقوصية، وضم بيت العائلة المصرية بالقوصية النائبة هند جوزيف، وكان بيتها بيت كل الناس لا يفرق بين مسلم ومسيحي، وزوجها روميل الذى لا يكل ولا يمل فى خدمة الناس لمساعدة زوجته ومساندتها فى كل شيء وروميل كان وقته ليس له مواعيد فى السعى وراء خدمة الناس ليل نهار وأخيرا، وليس آخرا هند هى هند رمز الوحدة الوطنية لأسيوط.
د. إسماعيل كامل من كبار السياسيين بالقوصية، يقول: من دواعى سرورنا أن لنا فى هذا المجلس مجموعة من الزملاء والأصدقاء الشرفاء، وعلى رأسهم رئيسة الصالون الثقافى النائبة المحترمة هند جوزيف أمين شحاتة رزق، فمبروك لنا جميعًا نحن أعضاء الصالون الثقافى «هند»، ونتمى أن يكلل الله كل خطاها من أجل وطنها مصر.
ويقول الشيخ فريد سعد مدير عام بأوقاف أسيوط: هند زهرة مزدهرة بمناخ سياسى قوى ونشيط بالقوصية، والأعظم من هذا أنها دائمًا تضرب أروع الأمثلة فى الوحدة الوطنية بلد لا يعرف الفرقة ولا التمييز المسلم فيه والمسيحى نسيج واحد، وجود النائبة هند جوزيف فى مجلس الشيوخ، وكان ذلك الاختيار الأول لنائبة من القوصية، وحظيت هند بمكانة اجتماعية بارزة بسبب وجودها فى كل المحافل، وعزز ذلك مكانتها الأسرية المحبوبة لدى قطاع كبير من المجتمع المسلم والمسيحي، بجانب ذلك فهى مستضيفة الصالون الثقافى فى القوصية.
منسقة الصالون والمعرض هند جوزيف تذكرنى بأنها خير خلف لخير سلف لأن القوصية أنجبت د. حكمت أبوزيد، أول وزيرة للشئون الاجتماعية فى عهد جمال عبدالناصر، لذلك ليس غريبا أن تكون السيدة هند قائدة سياسية واجتماعية فى القوصية التى كسرت شوكة «الذكورية والتخلف» منذ ما يقارب القرن من الزمان، حينما خرجت من بين بناتها حكمت أبوزيد، نظرة واحدة إلى تلك الكوكبة السابقة من رواد الفكر والسياسة والفلسفة والأدب، تكفى لتقديم جلسة من الصالون حضور أصحاب الفضيلة الشيخ، ونصر يحيى مدير المعهد الأزهرى، والكهنة المبجلون صموائيل وبيمن ولوقا وبطرس من مطرانية القوصية، وجناب القس إكرام سمير راعى الكنيسة الإنجيلية، ورجال الأعمال، روميل صداق، والمستشار محرم فؤاد، والمربين كمال جبر وناعوم ثابت، ومصطفى محسب مدير الإدارة المالية، والأساتذة المحترمون: نقراشى فهمى، عماد زكريا، ناجى كمال، نبيل ثابت، محمد مختار، وتقدم النائبة هند معرض سنوى يقول عنه دينامو الصالون جمال بيبرس: إنه لم يكن مجرد عمل خيرى يعرض الملابس وبعض الاحتياجات الأخرى، بل ما حدث عرض فكرة كانت أعمق وأكبر بكثير، تحول إلى حفلة اجتماعية مبهجة، جمعت بين جميع طوائف وفئات شعب القوصية الأطفال والأمهات.
هكذا قضيت يومين فى «محمية القوصية» الثقافية بكل ما تحمل من تجسيد للمحبة وتأكيد على الإخاء.
عمنا إسماعيل نشكر الله على شفائك، وأكثر من أمثالك، وتحية للنائبة هند وصالونها الثقافى، تمنيت أن يفيض النيل من القوصية إلى القاهرة بتلك الروح، ويموج على امتداد النهر ما يجرى من صالونات ثقافية وسياسية بالقوصية، لكى يعرف الكل أن الوطن بخير.