بالرغم من حياته الصعبة ورحلة كفاحه التي تعتبر دافع ومثال يحتذى به للشباب استطاع طه حسين "عميد الأدب العربي" أن يكون من أهم الكتاب والأدباء على مر التاريخ كما استطاع أن يبدع في كتابة السيرة الذاتية وغير الرواية العربية وغيرها من الإنجازات والجوائز التي حصل عليها، وبمناسبة ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر عام 1889، نبرز أهم المحطات في حياته وقصة كفاحه الملهمة.
الدكتور طه حسين، أديب وناقد مصري، لقب بـ "عميد الأدب العربي"، ويعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، ويراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي ، ولد عميد الأدب العربي فى عزبة صغيرة تقع على بعد كيلو متر من مغاغة بمحافظة المنيا ، وأصيب بالرمد بعدما أكمل 4 أعوام من عمره وفقد بصره، وكان فقدانه لبصره هو السبب فى الكشف مبكرا عن ملكات طه حسين فقد استطاع تكوين صورة حية فى مخيلته عن كل فرد من أفراد عائلته اعتماداً على حركة وصوت كل منهم بل كانت السبب المباشر فى الكشف عن عزيمته بعد ان قرر التغلب على عاهته بإطلاق العنان لخياله إلى آفاق بعيدة.
وقبل أن يتم عامه العاشر استطاع طه حسين حفظ القرآن الكريم وبعد ذلك بأربع سنوات بدأت رحلته الكبرى متوجها إلى الأزهر طلباً للعلم حيث تتلمذ على الإمام محمد عبده، وفي عام 1908 أنشئت الجامعة المصرية فالتحق بها طه حسين وكان أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، وظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.
ونال طه حسين شهادة الدكتوراة فى عام 1914 وكانت عن "ذكرى أبي العلاء" و كانت أول كتاب قدم الى الجامعة وأول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية، وأدى نشر هذا الكتاب الى أثارة ضجة في الأوساط الدينية المتزمتة، وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين.
وكانت له رحلة طويلة في فرنسا درس هناك عدد من التخصصات وتولى عدد من المناصب، وفى عام 1942 انتدب مراقباً للثقافة في وزارة المعارف وعمل كمستشار فني للوزارة نفسها، كما تم تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية حتى احيل على التقاعد في 1944، وفى عام 1950عين لاول مرة وزيراً للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى1952 حتى يوم إحراق القاهرة حيث تم حل الحكومة ثم انصرف إلى الإنتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضواً بها داخل مصر وخارجها.
وترك قبل رحيله أكثر من ثلاثمائة وثمانين كتاباً من الكتب القيمة وحاز على مناصب وجوائز شتى ورشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وحاز على جوائز من أغلب دول العالم وشهادت وأقامت منظمة اليونسكو الدولية في اورجواي حفلاً تكريمياً أدبياً له.