استعرض الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، نجاح التجربة المصرية الرائدة في الإصلاح الصحي الشامل وتطوير المستشفيات كأحد النماذج الفريدة حاليًا في بناء الأنظمة الصحية الحديثة وأنظمة تكامل الدوائر الصحية وتطوير وإدارة المستشفيات لتحقيقها التميز في إدارة مرافق الرعاية الصحية والتغطية الصحية الشاملة للمواطنين.
جاء ذلك خلال مشاركته كمتحدثًا رئيسيًا بأعمال الدورة (44) لمؤتمر الاتحاد الدولي للمستشفيات "IHF"، والذي تنعقد دورته هذا العام بمدينة برشلونة في دولة أسبانيا، والذي يعد أكبر مؤتمر على مستوى العالم في إدارة المستشفيات وكل ما يتعلق بتطوير خدمات الرعاية الصحية، والذي يجمع أهم 300 شخصية دولية في مجال إدارة المستشفيات وبمشاركة وزراء عدد من الدول الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، ورؤساء عدد من الهيئات الصحية منها رؤساء هيئات الرعاية الصحية بمصر ودبي وأبو ظبي وجنوب أفريقيا، ووفود رفيعة المستوى من هيئة الصحة البريطانية "NHS".
وخلال المؤتمر أكد الدكتور أحمد السبكي، أن الممارسات الرائدة للهيئة العامة للرعاية الصحية في إدارة وتشغيل المستشفيات ونظم الرعاية الصحية والتوجهات لتوفير الخدمات والرعاية الصحية الشاملة للمواطنين، ومواصلة استحداث الخدمات الطبية بما يتوافق مع ممارسات الصحة العالمية، وتدريب وتنمية مهارات العنصر البشري من الأطقم الطبية والإدارية، وتجهيز المستشفيات بأحدث التجهيزات العالمية، وتطبيق نظم الميكنة والتحول الرقمي للخدمات الصحية، هو الذي ساهم في سرعة تطور الرعاية الصحية بمصر، مثمنًا دعوة الاتحاد الدولي بالمستشفيات لمشاركته كمتحدثًا رئيسيَا في عدد من الجلسات الخاصة بالمؤتمر، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة بمثابة شهادة تميز ونجاح لتجربة الدولة المصرية الرائدة في الرعاية الصحية الشاملة والجهود التي تبذلها الهيئة العامة للرعاية الصحية التي جعلت لها مكانة عالمية وتحقيق التميز في مجال الرعاية الصحية وقدراتها على استيعاب مثل هذه المؤتمرات والأحداث العلمية الطبية الكبرى والمشاركة بها.
وأكد السبكي، أنه رغم الكثير من التطورات التي شهدها قطاع الرعاية الصحية بمصر خلال السبع سنوات الماضية، إلا أن إدخال التحسينات هو مسعى دائم، حيث هناك أنواع جديدة من التطورات الصحية الآخذة في الازدياد، وتغيير المستشفيات بشكل كبير للاستجابة بشكل أفضل لأشكال تطور الرعاية الصحية والاستفادة من جميع منافع التكنولوجيا والتقدم العلمي والخدمات الافتراضية في توفير خدمات رعاية صحية أكثر تكاملًا تركز بالكامل على تلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين، لافتًا إلى أن الرعاية الجيدة والموثوقة والآمنة التي تدعمها أفضل الممارسات في إدارة الرعاية الصحية هو أمر مهم للغاية، والتي وضعتها هيئة الرعاية الصحية من أولوياتها لدعم الاحترافية في إدارة وقيادة الرعاية الصحية.
وأضاف السبكي، أنه نحرص على الاستفادة من شراكاتنا العالمية بهدف دعم قطاع الرعاية الصحية واستقطاب أبرز الخبرات العالمية من الأطباء ومتخصصي الرعاية الصحية لزيارة مستشفيات هيئة الرعاية الصحية والإطلاع على تجربة تطور الرعاية الصحية بمصر، والاستفادة من جميع الخبرات العالمية في إيجاد أفضل الحلول والطرق لاستمرار الارتقاء بقطاع الرعاية الصحية وتحسين انتاجيته بما يضمن استدامته على المدى البعيد، قائلًا أنه نرى في مثل هذه المؤتمرات انفتاحًا حقيقيًا على تجارب العالم الصحية الناجحة، إضافة إلى كونها منصة مميزة لتحقيق التعاون بين العاملين في قطاع الرعاية الصحية من المنطقة والعالم، وتبادل الخبرات ونقل المعرفة، والوقوف على مستجدات العالم وتطور أبحاثه وتقنياته، وغير ذلك من مجالات تضمن تحقيق الاستدامة في الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية في قطاع المستشفيات وتحسين سلامة وجودة الخدمات المختلفة التي تقدمه، والاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات ومتطلبات الرعاية الصحية المتجددة للأشخاص الذين نخدمهم، والتي تعد غاية أساسية للهيئة للوصول إلى مجتمع أكثر صحة وسعادة، وذلك بما يتماشى مع التنمية الشاملة المستدامة للدولة المصرية 2030.
وعلى هامش المؤتمر، التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، مع ممثلي منظمة الصحة العالمية بالمؤتمر على المستوى القطري والإقليمي، الدكتور حميد رافاجى، المستشار الإقليمى لإدارة المستشفيات بالمكتب الإقليمى لشرق المتوسط، والدكتور جاسر جاد الكريم، مستشار النظم الصحية بمكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة، للتنسيق لإطلاق الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية بالمستشفيات، لافتًا إلى أنها أحد مهام هيئة الرعاية الصحية وفقًا للقانون، لتصبح هذه الاستراتيجية دستور عمل مستشفيات هيئة الرعاية الصحية وفق أحدث المناهج والإرشادات وممارسات الصحة العالمية، ودليلًا استرشاديًا للمستشفيات في القطاعين الخاص والأهلي.
وناقش الاجتماع، الملامح الرئيسية للاستراتيجية، حيث أشار الدكتور أحمد السبكي أنه سيتم العمل على هذه الاستراتيجية من خلال مجموعة عمل موسعة بمشاركة مجموعة من الخبراء الدوليين وفريق من قيادات هيئة الرعاية الصحية على المستويات المختلفة لتحديد آليات عمل الاستراتيجية فيما يخص الإدارة الإكلينيكية وغيرالإكلينيكية بالمستشفيات، والنظم المالية والمحاسبية وإدارة المطالبات والموارد داخل المستشفيات وسلاسل الإمداد، والميكنة والتدريب على رأس العمل للأطباء والتمريض، وأيضًا تعزيز مفاهيم الجودة وسلامة المرضى على كافة المستويات.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، خلال الاجتماع على التوجيهات الرئاسية بتوفير الارتقاء بأعلى مستويات الجودة في الخدمات والرعاية الصحية المقدمة بالمستشفيات بداية من البناء والتصميم للمستشفيات وفق أعلى المعايير الإنشائية، إضافة إلى أعلى معايير التجهيز والخدمات الصحية وجودتها، وأعلى معايير التشغيل، والعمل وفق مفهوم جديد "مفهوم المستشفيات الخضراء" الصديقة للبيئة بمنشآت الهيئة العامة للرعاية الصحية، والذي يتماشى مع رؤية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتوطين أهداف التنمية الشاملة المستدامة لمصر 2030، ودعم خطط التعافي الأخضر لقمة المناخ وفقًا لتوصيات مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بجلاسكو 2021، والاستراتيجية الوطنية المصرية لتغير المناخ 2050.
وتتضمن أجندة أعمال الدورة (44) لمؤتمر الإتحاد الدولي للمستشفيات، حلقات نقاشية وجلسات حوارية حول عدد من الموضوعات الأكثر إلحاحاً في قطاع الرعاية الصحية بجميع أنحاء العالم ومنها، رفع مستوى الخدمات الصحية لصالح كافة المجتمعات، والدور المحوري الذي تلعبه المستشفيات في دعم برامج التغطية الصحية العالمية، والرعاية الصحية الأولية والمتقدمة وسبل إسهامها في إعادة رسم ملامح الأنظمة الصحية، والتأثير على جودة حياة السكان والازدهار في المجتمع، كما يتناول المؤتمر الدولي للمستشفيات الابتكارات في المجال الصحي وعدد من تجارب التحول الرقمي في أنظمة الرعاية الصحية الناجحة والإنجازات التي حققتها الهيئات في مجال الصحة الإلكترونية، وقصص النجاحات والمهارات المطلوبة نحو تحقيق الاستدامة ومستقبل قطاع المستشفيات في 2030.