"ليس لدينا بديل.. علينا أن نتحول إلى اللون الأخضر، فإن النمو المستدام يمثل أولوية رئيسية لمركز السياحة العالمي، ويطالب المستثمرون والجمهور بأن نستثمر بشكل آمن لحماية الكوكب والناس، نحن بحاجة إلى الاستثمار في التأكد من أن الوجهات هي أماكن رائعة للعيش وليست مجرد أماكن رائعة للزيارة".. تلك كانت كلمات جلوريا جيفارا، رئيسة المجلس العالمي للسياحة والسفر.
وتعتبر العودة للوضع الطبيعي للسياحة ليس خيارا ويمكن الاستفادة من السياحة إذا قامت الحكومة بتقديم الدعم المناسب لها، فلا شك أن جائحة كورونا أصابت القطاع السياحي بالشلل وهو الأكثر تضررا منذ بدء تفشي المرض وانه يحتاج الى دعم كبير من الحكومات بجميع دول العالم حتى يعود لشكله الطبيعي بالتعاون مع شركات القطاع العام والخاص يحفز المستهلك من خلال الاستثمارات التي ترفع مستوى القطاع لانه الاكثر والافضل استهدافا في العالم لأنه سببا رئيسيا في رفع اقتصاديات البلاد ومن ثم لابد من إعادة بنائه بطريقة شاملة ومستدامة.
ناقش وزراء السياحة من جميع دول العالم مستقبل السياحة المستدامة، ببورصة لندن السياحية في قمة وزراء منظمة السياحة العالمية، ومن جانبه قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، أن هذه القمة تمنحنا فرصة لتعزيز دعوتنا بشأن الاستدامة، حيث اكد إعلان قادة روما الأخير على الحاجة إلى استعادة السفر والسياحة بشكل خاص، والتي بدورها يمكن أن تساعد الاقتصادات النامية، وأن الاستثمار العام سوف "يشجع ويعزز" الاستثمار الخاص في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا السياق قال محمد كارم، الخبير السياحي، بالنسبة للسياحة الخضراء قمنا بمناشدة هذا الأمر عدة مرات بشأن الاعتماد على السياحة الخضراء بعد ازمة كورونا الذي يعتبر القطاع السياحي هو الأكثر تضررا، السياحة الخضراء ليس نمطا جديدا لكنها متواجدة منذ زمن ولكن يجب الاهتمام بها خلال الفترة القادمة من خلال تفعيل الدور الحكومي والقطاع الخاص لجذب الاستثمارات في السياحة الخضراء، حيث ناقش مؤتمر دبي رؤية مصر في دعم السياحة البيئية وأنها تتجه لعمل حملة وطنية ترويجية لايكو ايجيبت خلال الفترة القادمة .
وتابع أن دعم فكرة السياحة المستديمة والبيئية لا يتمثل الدعم في البنية التحتية فقط والمنشآت الصديقة للبيئة ولكنها ستتخطى بعمل أفكار مبتكرة لمواجهة تأثير المناخ خلال الفترة القادمة والتنوع البيولوجي في جمهورية مصر العربية ودعم فاعلية تلك البنية أو ما تسمى بأداة المسافر وهي الخبرة التي يحصل عليها السائح خلال قضاء فترته بالمنطقة المحيطة به، كل ذلك يساعد بشكل كبير للوصول لنمط جديد من أنماط السياحة.
وطالب بدمج المجتمعات المحلية للمحميات الطبيعية في التطوير حتى يكون الموضوع اكثر نجاحا واتاحة فرصة لتقديم خدمات والحصول على فرص عمل أكثر، هناك مناطق عدة مثل وادي الجمال و الفيوم التنمية المستدامة من خلال المحميات الطبيعية لهذه المناطق يساعد بشكل كبير على تشغيل بعض العمالة وبدء التنسيق لنمط السياحة المستديمة، يجب تسليط الضوء خلال الفترة القادمة من قبل الحكومة وما تقوم به من تعزيز السياحة البيئية وتطويرها في مصر ويجب إدراجها دوليا للسياحة البيئية والاستفادة منها وتشجيع مشاركة القطاع الخاص والاستثماري على الشكل الجديد للبيئة الخضراء، منوها المنشآت السياحية عد استخدام المنتجات البلاستيكية.
ومن جانبه قال باسل السيسي، نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق، أن السياحة البيئية تحقق أعلى الإيرادات على مستوى العالم، ومصر تمتلك مقومات السياحة البيئية المتنوعة، متابعا أن المحميات الطبيعية في مصر تمثل نشاطا بيئيا كبيرا بضم صناعة السياحة وتوزيعها على غرفة الغوص والفنادق لإدراج مشتملات المنظومة وقاعدتها لأن مصر تمتلك كنوز طبيعية وبيئة خضراء خلابة لذلك لابد من وضع القوانين والتشريعات لحمايتها، البدء في تفعيل استثمارات البيئة الخضراء مرة أخر أمر هام نظرا لما تضمه المحميات من مناطق لها أثر كبير للسياحة المصرية ومن ثم زيادة وزارة المحميات للاستفادة من العملة الصعبة.
والمح إلى أن تنشيط السياحة البيئية يتطلب تنشيط العديد من القطاعات والمناظر الخلابة ومنها البحور وزيادة السلاحف البحرية على السواحل الشمالية للحد من أسراب قناديل البحر لنتائجها السلبية على السياحة الساحلية، حيث تعتبر السياحة الساحلية فكرة رائعة للتسابق بهدف حماية البيئة البحرية، حيث تمتلك مصر المحميات الطبيعية المتنوعة والمتميزة الموزعة فى محافظات مصر، كما أن السفر للمناطق الطبيعية التي تحافظ على البيئة.
