الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

أستاذ فلسفة دينية: الجماعة الإرهابية استغلت "أحداث الربيع العربي" في الوصول إلى السلطة.. واستهدفوا الدين للسيطرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور طه سليمان، أستاذ الفلسفة الدينية بجامعة حلوان، إن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج أساليب تقوم على المراوغة، وحشد الإمكانيات، لتأييد وجهات نظرهم، ذات الصبغة الدينية في المجتمعات.

وأضاف «سليمان»، في حوار مع «البوابة»، إن جماعة الإخوان المسلمين استغلت «أحداث الربيع العربي»، في الوصول إلى السلطة، حيث قام العديد من قيادات الجماعة، الذين عاشوا في الغرب، بالعودة إلى بلدانهم، والمشاركة في هذه الأحداث، ورغم أن العديد من قيادات الجماعة عاشوا في الغرب، فإن أفكارهم لم تتغير، كراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، والرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، وهذا دليل على جمود الإطار الفكري والأيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين.

اتضح للجميع النوايا الحقيقية التى كان يخفيها الإخوان

وتطرق أستاذ الفلسفة الدينية بجامعة حلوان، إلى الأيديولوجيه الفكرية للجماعة الإرهابية، في التغلغل في المجتمع المصري، بل وتغلغل التنظيم في العالم بوجه عام، وفي الدولة العربية بشكل خاص، ومحاولات الوصول للسلطة في كل من مصر وتونس والجزائر والمغرب، ومراحل وتجنيد العديد من الشباب.

كما تحدث سليمان، عن أهداف الجماعة، فقال إن الحكم السيادي لمصر، قُدِّمَ لجماعة الإخوان على طبق من ذهب، فحاولوا نهب وتدمير الدولة دفعة واحدة، مثلهم مثل مجموعة من الضباع الجياع انطلقوا إلى وليمتهم، ولا يفقهون سوى سد جوعهم. وحينئذ سادت الفوضى لأن حكم الدولة أكبر من استيعاب جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح أستاذ الفلسفة الدينية بجامعة حلوان، أن دليل ذلك ما صرحوا به بعد امتلاك السلطة، هو محاربة الدول الأخرى ومقاطعتها، ولكن ذلك لا يتناسب مع مجتمع معاصر أصبح متشابكا، وحوار الحضارات أصبح أمرا مفروضا مع تقدم العصر.

وردًا على سؤال: ما هي الأيديولوجيا الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين وأسباب فشلهم؟؛ قال "سليمان": “إن الأيديولوجيا الفكرية لجماعة الإخوان، استهدفت تحقيق أهدافها، وترسيخ أفكارها، للسيطرة على المجتمع، وأول ما يمكن أن نقوله إنهم استهدفوا الدين، وهذا لا يعني أنهم يرتكزون على قواعد دينية، وإيمان قوي، وإنما أرادوا السيطرة، نعم السيطرة”.

وتابع: “لأننا إذا أردنا السيطرة على مجتمع بعينه، في أي دولة، عن طريق البحث عن الجانب الديني أو الحس الديني، ومحاولة إشباع رغبات الناس الدينية، لكي تستطيع الاندماج معهم- ويرجع ذلك إلى اعتقاد أغلب الناس، بأن أي شخص يلبس لباس الدين يصبح صادقًا، ونتبعه دون تفكير- ومع الوقت تستطيع السيطرة على عدد كبير من الأفراد”.

وقال "سليمان": “إن معظم الأشخاص تجد نقطة ضعفه في الدين من جانبين؛ أولهما: الجهل بالدين الذي يعتنقه، وبالتالي التبعية العمياء لمن يستخدمون الدين لتحقيق مصالحهم الشخصية. وثانيهما: الهروب إلى الدين، ليس من أجل الإيمان، وإنما من أجل تحقيق الذات، ولكن دون علم بالطريق الصحيح”.

وأوضح أن هذان السببان يرجع أصولهما إلى أن الأشخاص يخافون الدين، ولا يبحثون عن المعنى الحقيقي للدين، وطالما تصدر الخوف في اعتناقنا للدين، أصبح الطريق متاحًا لكل فكرة مغلوطة أو صحيحة، أن تتغلغل مع الدين على حد سواء، ومن ثم يتم عرضها على هؤلاء الأشخاص لتصديقها، لأن حين يتغلغل الخوف في معتقداتنا يفقد المرء التفكير.

وردًا على سؤال: ما أسباب انتشار الجماعات الإرهابية في الآوانه الأخيرة؟؛ أجاب أستاذ الفلسفة الدينية بجامعة حلوان، بأن تكوين الفكر الإرهابي وانتشاره، لا يؤسس بصفة أساسية على الجماعات الإرهابية فحسب، وإنما يشارك فيه الجهل الديني.

وأضاف "سليمان": وأيضا من العوامل التي يستهدفها الفكر الإرهابي، وهو العوامل النفسية حول تحقيق الذات، وعدم الثقة بالنفس، ومسايرة الأمراض النفسية، بحيث يشبع الحاجة النفسية لهؤلاء الأشخاص، فيهرب المريض من إحساسة بأنه ليس ذي قيمة إلى تحقيق عمل يقنعه به الفكر الإرهابي بأنه عمل ذي قيمة.

وعن كيف تستطيع الجماعة الإرهابية تحقيق أهدافها؟؛ قال أستاذ الفلسفة الدينية، إن جماعة الإخوان تبدأ في تنفيذ أيديولوجيتها، وتحقيق أهدافها، عن طريق استغلال الموارد البشرية، وتطلق شعارها حول "الإصلاح، والشرعية، ومكافحة الفساد"، لكنه يحمل في ثناياها "تصالح مصالحها الذاتية لجماعة الإخوان، وشرعية أيديولوجيتها الإرهابية، ومكافحة الدولة وتدميرها من أجل إقامة جماعة.

وأشار، إلى أن جماعة الإخوان تطلق شعارها، حول إقامة جماعة بديلا للدولة، وتطلق أسس فشلها، لأن قواعد وشرعية الجماعة، لا تتناسب مع قوانين وأيديولوجية الدولة، ودليل ذلك، عندما نالت الحكم في مصر، حاولت منذ البداية رفع شعار "أخونة الدولة"، ولكن ذلك انقلب للضد، وأصبح ذلك الشعار يعني عند معظم الناس، هو عداء لمؤسسات وبنية الدولة.

وقال إن ذلك الشعور الذي سيطر على المجتمع أمر منطقي بامتياز، لأن جماعة الإخوان لا تصلح لحكم دولة، ففقه الدولة يختلف عن فقه الجماعة، واتضح للجميع النوايا التي كان يخفيها الفكر الإخواني، واتضح الأمر على حقيقته في السيطرة على الدولة من أجل مصالحها الذاتية، حتى إذا كانت معارضة لمصالح الدولة، فالأمر الذي يجب أن يكون حسب رأيهم هو مصلحة الجماعة أولا.

وأضاف "سليمان"، أن الحكم السيادي لمصر تقدم لجماعة الإخوان المسلمين على طبق من ذهب، حاولوا نهب وتدمير الدولة دفعة واحدة، مثلهم مثل مجموعة من الضباع الجياع انطلقوا إلى وليمتهم، ولا يفقهون سوى سد جوعهم. وحينئذا سادت الفوضى لأن حكم الدولة أكبر من استيعاب جماعة الإخوان المسلمين.

ودليل ذلك أول ما صرحوا به بعد امتلاك السلطة هو محاربة الدول الأخرى ومقاطعتها، ولكن ذلك لا يتناسب مع مجتمع معاصر أصبح متشابكا، وحوار الحضارات أصبح أمرا مفروضا مع تقدم العصر.

ولن يقتصر الأمر على معاداة الدول الأخرى، وإنما امتد ذلك العداء إلى أبناء الوطن، عن طريق تقسيم المواطنين إلى أما أن تنضم ضمن جماعة الإخوان المسلمين، أو تصبح معاديا لهم. وينم ذلك على تحقيق هدفهم الأساسي وهو السيطرة وليس الدين كما ذكرت سابقا.

وردًا على سؤال: هل يمكن وضع فشل الإخوان في نقاط؟؛ قال "سليمان": نعم، نستطيع أن نجمل فشل جماعة الإخوان المسلمين في النقاط التالية، والتي ذكر بعضها معهد "كارينجي" الأبحاث والدراسات، إن جماعة الإخوان المسلمين غير قادرة على تهدئة الأوضاع السياسية، وقادة الإخوان أيضا غير قادرين على استيعاب التغيرات العميقة في المجتمع المصري.

حيث فشلت جماعة الإخوان في تطوير خطابها، بما يتوافق مع الاحتياجات السياسية والديموقراطية، وتنازلوا عن أيديولوجياتهم، من أجل مصالح ذاتية قصيرة الأمد، ومن ضمن أسباب الفشل، تعارض متطلبات المجتمع، مع متطلبات الأيديولوجية الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين.

كذلك فشلت الجماعة حين أصدرت مشروعات ليس له ملامح وغير صادق مما أدى إلى نفور المجتمع المصري لذلك المشروع الذي يسمى "مشروع النهضة"، وظهر انهيار في الاقتصاد وزيادة أسعار السلع بل كانت غير متوفرة، مما أدى إلى معاناة المجتمع المصري، وتحول مشروع النهضة إلى مشروع الفقر وازداد الأمر سوءا عندما توجهت جماعة الإخوان في عزل القضاء ومحاربة الأجهزة الأمنية في الدولة واستبدالها بتابع من الإخوان، مما أدى إلى نفور المجتمع المصري واستياء الرأي العام، ونتج عن ذلك فشل في تحقيق التوازن السياسي والاجتماعي.