قال تامر أبو الخير، الباحث بمكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، خلال دراسته التي تحمل عنوان “تحديات الأرشيفات الثقافية 2.0.. تجربة وليدة في التحول الرقمي”: إن الثورة المعلوماتية أدت إلى ظهور أنواع مستجدة من المصطلحات التي تتناول علوم المكتبات على وجه العموم، والأرشفة على الوجه الخصوص، والأرشفة الرقمية على وجه أكثر خصوصية، ويعبر وجود الأرشيف عن منظومة إدارة للوثائق، ومن خلال هذه المنظومة يمكن للمؤسسة أن تعالج وثائقها بشكل أكثر فعالية وكفاءة.
وتابع: أن مصطلح الويب 2.0 يعد من المصطلحات التي تتردد بكثرة في الآونة الأخيرة باعتبارها من المصطلحات المثيرة للجدل بشكل كبير بين الجميع من المتخصصين ومن غيرهم، كما يعد هذا المصطلح مظلة كبيرة غامضة تضم تحتها مصطلحات أخرى لتطبيقات أصبح لا غنى عنها في مؤسسات ومرافق المعلومات مثل المدونات وشبكات التواصل الاجتماعي والفولكسونومي والويكي وملخصات المواقع وغيرها.
وأضاف أبو الخير، أن هذه الورقة البحثية تحاول أن تتعرض لمفهوم الأرشفة بوجه عام والأرشفة الرقمية على وجه الخصوص، كما تلقي الضوء على تطبيقات الويب 2.0 وعلى كل مصطلح على حدة، مع الاستدلال ببعض الأمثلة لكل المصطلحات السابقة، مستعرضا تجربة وليدة لمؤسسة حكومية ثقافية في الانتقال من الأرشيف الورقي التقليدي إلى الأرشيف الرقمي.
وواصل أبو الخير: نعيش الآن في عصر المعرفة المبنية على المعلومات التي تعتمد بدورها على البيانات، وبالتعرض للأدبيات التي تتناول مفهوم عصر المعرفة، نجد البعض يعني بالمعرفة أنها المعرفة الرقمية على وجه الخصوص، والملاحظ أن الاهتمام بأدوات ووسائل المعرفة الرقمية يزداد يوما بعد يوم، كما يزداد الاعتماد على المصادر الرقمية من استخدام واقتناء واشتراك في قواعد بيانات خاصة القواعد التي على الويب، وتحاول ورقة العمل إلقاء الضوء على تطبيقات ويب 2.0 ونشأتها وأنواعها وكيفية الاستفادة منها في التعامل مع الأرشيفات الإليكترونية.
تهدف الدراسة إلي إلقاء الضوء على تطبيقات الأرشفة الاليكترونية، وكذلك مفهوم الويب 2.0 والتطبيقات المختلفة التي تندرج تحت مظلة تطبيقات ويب 2.0، وتسعى ورقة العمل إلى إلقاء الضوء على كل من مصطلح الويب 2.0 وعلى التطبيقات المتعلقة به، وكذلك تحاول الورقة أن تتعرض للأرشفة الاليكترونية في ظل تطبيقات الويب 2.0 ومدى إمكانية الاعتماد عليها بشكل عام، مع الاستدلال ببعض الأمثلة لكل المصطلحات السابقة.
وأوضح أبو الخير، أن هذه الدراسة تهدف إلى أهمية دور الأرشفة الاليكترونية في حفظ الوثائق، وتطبيقات الويب 2.0 ونشأتها وأنواعها، ومدى إمكانية الاعتماد على تطبيقات ويب 2.0، ومهام المؤرشفون في ظل تطبيقات ويب 2.0، وتجربة كاتب السطور في مجال الأرشفة الرقمية.
واستعرض أبو الخير أبرز نتائج هذه الدراسة التي ناقشت موضوع الويب 2.0 واستخدامها في الأرشيف، من خلال مناقشة بعض التعريفات التي تناولت مفهوم الويب 2.0 وتطبيقاتها، وتعرضت الورقة لتجربة جهة حكومية وهي صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، وإعادة النظر في استخدام الويب 2.0 وتطبيقاتها بطرق أكثر احترافية من شأنه أن يدفع بقيمة وأهمية الأرشيف إلى الأمام، والاهتمام بأخصائيي الأرشيف وتأهيلهم للتعامل مع المستحدثات المعلوماتية ومن ضمنها الويب 2.0 وتطبيقاتها.
أما التوصيات تتضمن الآتي: نشر الوعي بأهمية الأرشيف، ونشر الوعي بأهمية استخدام مصادر الويب 2.0، والاستفادة من التجارب السابقة في استخدام مصادر الويب 2.0 داخل المكتبات العربية، وضرورة التعاون بين مؤسسات المعلومات العربية في مجال تطوير مصادر الويب 2.0، والعمل على تنمية الكوادر البشرية من خلال دورات تدريبية على احدث تكنولوجيا المعلومات، ومن ضمنها ويب 2.0.
جاء ذلك خلال الجلسة العلمية الثالثة المنعقدة الآن تحت عنوان "التحول الرقمي والأرشيفات المختلفة" ويرأس الجلسة الدكتور أحمد المصري، ضمن فعاليات اليوم الثاني على التوالي للمؤتمر الوطني الثالث والعشرين للجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، برئاسة الدكتورة أماني مجاهد، بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ببورسعيد، والذي يقام تحت عنوان "دور مؤسسات المكتبات والمعلومات والأرشيف في دعم التحول الرقمي للدولة" وتحمل شعار "حتمية التحول الرقمي في عصر كوفيد ١٩"، وذلك في إطار احتفال وزارة الثقافة بمناسبة اختيار بورسعيد عاصمة للثقافة المصرية لهذا العام.
يذكر أن فعاليات المؤتمر الوطني الثالث والعشرين للجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، قد انطلقت أمس الثلاثاء وتستمر حتى غد الخميس.