نظم ملتقى الشربيني الثقافي أمسية ثقافية مساء أمس الثلاثاء بعنوان “مبدعون من كل مكان” بحضور عدد كبير من النقاد والشعراء التي بدأت بالوقوف دقيقة حداد على روح أساتذة عظام وافتهم المنية خلال الأيام الماضية وهم المفكر حسن حنفي ،الفنان فوزي فهمي ، والناقد الكبير صلاح الراوي.
وأشار الكاتب الصحفى محمود الشربيني خلال فعاليات الملتقى إلى أن جائزة صلاح عبد الصبور التي فاز بها مؤخرا الشاعر محمود عبد الصمد وأربعة آخرين لم تقتصر على منحهم شهادات تقدير، إنما ستطبع وزارة الثقافة دواوينهم المشاركة، وبينها ديوان الشاعرة أمينة عبد الله "جسر لايتسع لشخصين معًا".
ولفت الشربيني إلى أن الأفكار التي طرحت بالملتقى خلال الفترة الماضية مازالت قيد التنفيذ ،وأولها إصدار أول كتاب لملتقى الشربيني يتضمن أفضل وأهم كتابات رواد الملتقى شعرا ونثرا وقصة ودراسة ، سيتم اهداؤه لروح الشاعر رفعت سلام بن القليوبية ( منية شبين القناطر ).
حضر ملتقى الشربيني ما يزيد على ٢٥ شاعرا وقاصا وكاتبا وناقدا ) كان في مقدمتهم الشعراء مصباح المهدي ، الشاعرة نيفين الطويل حسام العقدة و عصام بدر، ومحمد عبد الوهاب وأدهم الزهيري وإسلام عادل وعلى الشيمي والكاتب والناقد الأدبي سامي ناصف ، والموسيقي هاني رجب الذي قدم فقرات غنائية خلال الأمسية ، أعضاء نادي الأدب بشبين القناطر، وفى مقدمتهم الكتاب محمد هزاع ، و محمد إ سماعيل و مجدي صالح ، فاطمة هزاع وأحمد نصر وشوقي نسيم و طه إبراهيم وصابر قدح ، والسيد ابوصبره وسامي خليفة ، الشاعرة نيفين الطويل.
وطرح الشاعر والناقد د.سامي ناصف قضية دور الصورة الشعرية في النص الحداثي قائلا :من المعلوم أن التصوير الفني عنصر أساسي وأصيل ، من عناصر القصيدة العربية فقال أرسطو:إن أعظم شيء أن تكون سيد الاستعارات ، فالإستعارة علامة العبقرية ، ومن المعلوم أن كثيرًا من الشعراء اعتمدوا في تركيبة الصورة من خلال الشعر الحر ،على عدة عناصر منها :الكناية ،التشبيه ،الاستعارة ،المجاز ،الرمز .
وقد كانت الصورة الشعرية في الشعر الحر مجالا لتأدية المعنى ،وليست عنصرًا من عناصر الزخرف أو التزيين فحسب.
وأضاف ناصف إن من يقرأ الشعر الحديث ،يجد أن الصورة الفنية فيه ،إما جزئية معتمدة على المفهوم التقليدي للصورة الشعرية القديمة ،وإما صورة كلية ،يرسم الشاعر من خلالها صورة مركبة تتضافر فيها كل العناصر الجزئية لترسم لنا صورة كلية ذات مشهد كامل الأركان.منوها بنظرية "مالارميه"وهي أن :الشعر كلمات شاعرة .. أما الشاعر العباسي الفحل البحتري فيقول :" والشعر لمح تكفي إشارته... وليس بالهذر طُوِّلت خطبة"
من جانبه قال الدكتور محمد السيد إسماعيل في دراسة بعنوان قصيدة العامية المصرية قراءة في المشهد الراهن : أن قصيده العاميه في مصر مرت بمراحل عديده وتحولات متنوعه ،أرجع بداياتها بعض الباحثين إلى العصر المملوكي ثم العثماني من بعض الزجل الذي وفد كما يقول دكتور زغلول سلام الى مصر والشام صحبة الموشحات الاندلسية والمغربية، واشتد عوده على يد ابن قزمان ولكن المصريين تفننوا فيه وابدعوا ، واذا لاحظنا أن العصرين المملوكي والعثماني اللذين امتدا لعقود هي الاكثر تاثيرا في حياه المصريين المعاصره على خلاف العصور السابقة.
وأضاف إسماعيل : نلاحظ أن العديد من الملامح التي استمرت في شعر العامية هو السخرية التي وصلت إلى المفارقة الوجودية على يد صلاح جاهين ،فالزجل استمر داخل قصيدة العاميه وكما استمر ملمح السخرية بصورة لافته لدي بعض شعراء العاميه، ياتي في مقدمتهم بيرم و نجم ثم تحولت السخريه الى صوره عامه بالمفارقة الوجوديه على يد صلاح جاهين و هي سمة ناتجة عن ممارسة فن الزجل الذي استخدم الثوريه والتعريض والهجاء اللاذع والسخرية من الذات، وبعض من العادات الاجتماعيه مثلما عبر عنها النصيرالحامي فى هجاء حاكم ظالم واسمه محمد جماعه ورموز السلطه وتابعيها من الظالمين .
وتابع : استمر هذا حتى العصر الحديث، فلا تزال تذكر خشية أحمد شوقي من بيرم التونسي على اللغه الفصحي، وقول بيرم له " يا أمير الشعراء غيرك / فى الزجل يبقي أميرك "، ويعد بيرم التونسي كما هو معروف رائد شعر العاميه فى مصر وكان معاصرا لقصيدة إحياء الفصحي ولعل أقرب شعراء الفصحي اليه هو حافظ إبراهيم ، والأمر نفسه- تطور الشعر- نلاحظه عند صلاح جاهين الذي كان معاصرا لجيل الريادة في حركة شعر التفعيله و كان مع هذا التطور ، فكتب شعر التفعيلة مثل عبدالصبور و حجازى، وأقرب مثال هو ماجد يوسف الذي كان عضوا في جماعه إضاءة السبعينيه.
وقدمت الشاعرة أمينة عبدالله بعضا من قصائدها فم ن اشعار أمينة عبد الله وديوانها “كان الماء عبدا ساجدا” نقرأ هذا النص:
لم أكن أتألم
وأنا أرى حبيبتك تمرح حباً ،
ولم أغضب من
تغيير رقم هاتفك ،
ومقهاك ،
وميدالية المفاتيح .
لم أكن أعتصر ألماً
بل تفهمت لمعان عينيك
وتيهك بخطو المحب المتوج ،
وانتظرت سمًّا فى قهوتك
كما الأتراك
ولن أحاول إنقاذك .
بل أتحرك مرحاً
فى مقهاى وحيدة ،
أعلق نعياً
دون ذكر
لزوجة أولى
أو أطفال ذكور يحملون اسمك أبداً
ألهو مرحاً
بقلم أسود يكتب
اسمك
مودعاً ذكراك عند
حبيبة جديدة.
*
أما مصباح المهدي فألقى قصيدته المعنونة ب
كمشكاةٍ بلا مصباح ومنها أبيات يقول فيها:
بأقلّب دفتر الأسماء
طلع اسمك شعاع من نور
(كمشكاة بها مصباح
والمصباح في قنينة بلور)
أنا محتاج لنحو جديد\
ل صرف جديد
لشعر أقوله يتكسّر
على بعضة
ويتجمّعْ كأيقونة
لإحدى مخلوقات النور
**
ومن قصيدة للشاعر عصام بدر:
وَجْهُ البلادِ
كقلبِ أمِّي خائفٌ
فالسُّحْبُ تُهْدِينا الرَّصَاصَةَ لا المَطَرْ
الموْتُ
يَسْبِقُ خُطْوَةً
للضفَّةِ الأخرى فلا مَنْجَى لِحَيٍّ قدْ عَبَرْ
أنا لا أُسَمِّي
مَنْ يفرُّ مُهَاجرًا
مِنْ أرضِهِ بَلْ يَوْمَ حَاجَتِهَا هَجَرْ
لا عِزَّ
إلا أنْ نَمُوتَ مُدَافِعينَ
عنِ الترابِ وَ شامخينَ كمَا الشَّجَرْ
يكفي صُرَاخُ
الطفلِ حتَّى
يسْتَجيبَ اللهُ للمَوْتَى وَ يَنْشَقَّ الحَجَرْ
عَنْ نبْتَةٍ
حُبلى بِسنبُلَةٍ
سَتحنِي رأسُها خبزًا لِيقْتَاتَ البَشَرْ
ومن قصيدة للشاعرة فاطمه هزاع:
قالت اليمامه
أدرت وجه الشمس ناحيه العتامه
وفقأت عين الارض وجففت الغمامه
هل لانها قالت ما قالت اليمامه
قالت بان الضوء مجنون بلوعته
وان الفجر هام لا يدري وجهته
وان القصد ناح من فقد كبدته
لكن الروح ظلت للتائهين علامه
ومن أشعار نيفين الطويل:
ب اغيب اغيب
وانسى اسالك
ازاي يكون جواك شيطان
وساعات يكون جواك ملك
في الصلح بلمس ليه السما
و في الخصام القلب ليه وياك هلك
وعلى العموم قربت اخرج من الهدوم بطل جنان وحياتي عندك
ينعل ابو اللي يزعلك