«السنباط» قرية على أطراف مدينة الفيوم، يقطنها نحو ٣٥ ألف نسمة، وصاحبة قلعة صناعة الفول المدمس، ومنها تنتشر عربات الفول، بجميع أنحاء محافظات الجمهورية، حيث يعمل أكثر من ٨٠٪ من أهلها في هذه الصنعة، وتمثل باب رزق أساسي لأصحاب الأيادي الكادحة، ليعبروا بهذه الحرفة التي تعلموها منذ الصغر، خارج أسوار قريتهم، والفيوم بأكملها، إلى القرى السياحية والصعيد والأحياء الراقية
يقول محمد جمعة، من أهالي القرية، وصاحب عربة فول مدمس": يعمل العديد من اهالي قرية السنباط بهذه المهنة؛ حيث يخرج الطفل في الثانية عشر من عمره، ليعمل على عربة فول، وتمثل أكبر فرصة عمل للشباب في هذه القرية، ولا يوجد منزل في هذه القرية إلا ويعمل أحد أبنائه أو أثنين في هذه المهنة، ونحو ٨٠٪ من سكان هذه القرية، يعملون بها، وهذه مهنة توارثناها عن ابائنا وأجدادنا".
وأضاف "جمعة": عملت منذ طفولتي على قدرة فول مدمس على عربة وأنا في الآن في العقد الرابع من عمري؛ وأي حد تلاقيه بيبيع على عربية فول، تعرف أنه سنباطي على طول، وخاصة في حي المسلة، وشارع مصطفى كامل بمدينة الفيوم، هم أساس هذه الصناعة، وكذلك حي الجامعة، حتى في القاهرة باب الشعرية والبساتين".
"ويرجع أصل أحتراف هذه المهنة للقرن الثامن عشر"هكذا قال حمادة السنباط، مضيفا “يحكى انه كان هناك معلم في الدرب الأحمر يقوم بزيارة هذه القرية ليستقطب منها عدد من الأطفال للعمل بهذه المهنة في المطاعم وعربات بيع المدمس في ضواحي القاهرة، حتى كبر الأطفال وأصبحوا شباب وتزوجوا وتعلموا الصنعة، واستقلوا بالعمل بمفردهم وفتح مطاعم وعربات المدمس، واصطحبوا أبنائهم وأقاربهم وجيرانهم من الأطفال حتي أصبحت القرية معروفة ببيع المدمس”.
وأضاف أن هذه المهنة واحاتيه نسبة لمنطقة الواحات وأنها مهنة مربحة جدا وتدر عائدا جيدا على شباب هذه القرية؛ لافتا إلى أنه ليس ذلك فحسب بل اتجه اهالي القرية إلى زراعة الفول الحراتي، من أجل بيعه لأصحاب المطاعم وعربات الفول من شباب القرية اللذين يعملون في هذا المجال، بالإضافة إلى تجميعه من فلاحي القرى المجاورة وبمراكز المحافظة،وخاصة بعد منع تصديره فأصبح هذا المحصول متوفر وسعره في متناول الجميع.
من جانبها؛ تقول منى السيد عبد النبي: “أبنائي صنايعيه باليومية، مع صاحب عربة فول مدمس، وكل صاحب عربية فول مدمس أو مطعم بيشتغل معاه نحو ٥ أو ٦ فرص عمال بينهم أطفال،وموسمهم الرئيسي في شهر رمضان”.
وقال عبد الرحمن ناصر، صنايعي على عربة فول مدمس، بمنطقة حي الجامعة: "أعمل بهذه الصنعة منذ أن كان عمري ٩ سنوات، ومعروف بصنايعي كبشة، وعمري الآن ٢٤ سنه، ويوميتي ١٠٠ جنيه أو أكثر، وهم ٦ ساعات، يومي يبدأ منذ الخامسة صباحا، حتى الثانية عشر ظهرا، وذروة الإقبال على عربة الفول، من الثامنة حتى العاشرة، ولم أتعلم صنعة ولا أستطيع العمل سوى في هذا المجال".
البوابة لايت
«السنباط».. قرية تعيش على «قدرة» الفول المدمس
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق