شهدت منطقة المعادى بالقاهرة، ومع بداية العام الدراسى، واقعة مؤثرة، حيث أبلغ الطفل أدهم «١٤ عامًا» والده بشراء بعض المستلزمات المدرسية له استعدادا للمذاكرة مع بداية المدرسة، فأحضرها الأب «نعيم. س- محاسب»، على الفور، خاصة وأن الطفل كان مدللًا من والديه كونه الولد الوحيد لهما.
واعتاد الأب كل يوم إيقاظ نجله الذى يدرس بالمرحلة الإعدادية، فى تمام الساعة السابعة من أجل الذهاب إلى المدرسة، وذات مرة نادى عليه بصوت مبهج داعب فيه طفله كى يستيقظ، لكنه لم يجب، فظن الأب أن ابنه يتدلل عليه ولا يرغب فى الاستيقاظ، وهنا ساد الصمت لدقائق فالطفل لا يبدى أى رد فعل أو حركة، فيحاول والده إفاقته وقد نما إليه شعور عارم بالقلق والخوف، أتبع ذلك بصرخات حضر على إثرها الجيران فطلبوا الإسعاف واتجهوا جميعا إلى المستشفى.
وكان الزمن أسرع مما تصوره الأب فبعد مرور وقت قليل أخبرهم الطبيب بوفاة الطفل، وفى لحظات ثقال يفقد الأب أعصابه من هول الصدمة، تساوره ترتيبات عودته مع نجله وشراء الدواء اللازم له، بينما لا يزال الطبيب يشرح سبب وفاة الطفل إذ فارق الحياة أثناء نومه نتيجة أزمة قلبية طبيعية، غير أن الأب يقف مشدوها شاخصا لا يحرك ساكنا.
وأمرت جهات التحقيق بتشريح جثمان نجلهم، وطلب الطبيب من والدى الطفل التوجه إلى مشرحة زينهم لتسلم جثمان نجلهم من أجل دفنه.
وكانت تلك الكلمات الثقال تقع كالصاعقة على والدى الطفل، صُعق فيها الأب وفقد الكلام والنطق، وفُطر قلب والدته من الحزن.
الأب لم يتحمل مشهد تغسيل ابنه، وما إن تسلم الأب جثمان نجله من مشرحة زينهم، ذهب به إلى منزله من أجل الاستعداد لدفنه وتغسيله، وما إن شاهد جثة نجله حتى خارت قواه وسقط على الأرض ميتًا بسكتة قلبية أصابته بعدما حزن على وفاة نجله، فى واقعة مفزعة داخل منزل الأسرة بمنطقة المعادى.
مشهد آخر ألقى بظلال الحزن على كل سكان منطقة المعادى، خرج نعشا الطفل ووالده إلى مثواهما الأخير فى جنازة واحدة وفى نفس التوقيت، فقد كان المشهد مؤلما ومؤثرا للجميع الذين أصابهم الحزن.
«كان بيحب ابنه».. الجيران أكدوا أن الأستاذ «نعيم» والد الطفل كان يحب نجله بدرجة كبيرة، خاصة أنه نجله الوحيد، فقد كنا نراه يجلب له كل ما يريده وكل ما يطلبه، وكان دائما ما يصحبه إلى التنزه وشراء الألعاب له، وأشار الجيران إلى أن مشهد خروج جثمانى الأب ونجله كان قاسيًا جدًاعلى كل المنطقة التى أصابها الحزن، حزنا على وفاة الأب ونجله الذين أكدوا أنهم لم يروا منهم أى مكروه خلال مدة سكنهم بالمنطقة.
وكانت النيابة قد قررت تشريح جثمان الطفل لبيان أسباب الوفاة، كما انتدبت النيابة العامة الطب الشرعى لتشريح جثمانه وموافاة النيابة بتقرير الصفة التشريحية حتى يتسنى لها استكمال الإجراءات القانونية فى الواقعة، وصرحت النيابة بدفن الطفل، كما صرح مفتش الصحة بدفن الأب بعد أن أثبت التقرير الطبى أن الوفاة ناتجة عن أزمة قلبية مفاجئة، وطلبت جهات التحقيق من المباحث تحرياتها فى الحادث؛ لبيان أسباب وفاة الطفل، كما استدعت والدة الطفل لسماع أقوالها فى الحادث، وتبين من التحقيقات أن الطفل عثر عليه جثة هامدة داخل منزله.