قال خبراء بريطانيون أن أشهرا طويلة من الإغلاق بسبب فيروس كوفيد-19 حفزت الانخراط في مواد متطرفة عبر الإنترنت.
وحذر الخبراء من أن 18 شهرا من عمليات الإغلاق العالمية أدت إلى زيادة المشاركة في "مزيج سام من المواد المتطرفة عبر الإنترنت"، بدءا من المحتوى الإرهابي وحتى نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة، بحسب صحيفة /الجارديان/ البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن جاكوب ديفي من معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني إن الدراسات أظهرت بالفعل "انتشار الأنشطة الضارة والمقلقة عبر الإنترنت" أثناء الوباء، مع تأثير يستحيل التنبؤ به.
وأضاف ديفي "ما رأيناه هو دليل على ارتفاع النشاط عبر الإنترنت في مجموعة واسعة من القضايا المتطرفة أثناء الإغلاق. إنها ليست مجرد مادة إرهابية ولكنها مزيج واسع من الأضرار على الإنترنت، مع قضاء الناس وقتا أطول في الداخل".
وذكرت وحدة الشرطة البريطانية المسئولة عن التصدى للإرهاب على الإنترنت في المملكة المتحدة العام الماضي أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 7 بالمئة من المحتوى الإرهابي المشتبه به خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق، مما يعكس التوجهات العالمية.
وقال ديفي إن المحتوى الإرهابي كان فقط واحدا من "مزيج من الأذى" انخرط فيه الناس، مشيرا إلى أن المنشورات في المنتديات اليمينية المتطرفة، على سبيل المثال، استوعبت نطاقا واسعا من المحتوى الضار. وأضاف "إنه يشمل نظريات المؤامرة، وخطاب الكراهية والمعلومات المضللة، وليس مجرد مناقشات حول النشاط العنيف".
من جانبه، قال بول جيل، أستاذ الأمن وعلوم الجريمة في يونيفرسيتي كوليدج لندن، إن "طبيعة التهديد الإرهابي كانت تتغير بالفعل قبل انتشار الوباء، منذ أن خسر تنظيم (داعش) آخر أراضيه في سوريا في عام 2019".
وأضاف جيل أن عمليات الإغلاق في بلدان مثل المملكة المتحدة جعلت من الصعب على الناس الالتقاء بشكل شخصي أو التخطيط لهجمات بأسلوب أكثر تقليدية، لكنها ترقى أيضا إلى "عاصفة مثالية من عوامل الخطر الأخرى للتطرف" لأن الكثير من الناس تم عزلهم في المنزل.