عاش سيدنا يوسف ١٢٠ عاما قضى أغلبها في مصر بين قصر العزيز والسجن ووزيرا لمصر وحاكما لمحافظة الفيوم ثم عاد وزيرا لمصر ثم ملكا لها وعندما توفي سيدنا يوسف اختلفت العائلات المصرية فالجميع كان يريد أن يتشرف بدفن سيدنا يوسف في مقابر عائلته الخاصة واستقر الرأي في النهاية على دفن سيدنا يوسف في نهر النيل عند مدينة منف والدفن في النيل إشارة إلى أنه مكان طاهر كما يؤكد أن الخير لن ينقطع عنه أبدا.
جاء سيدنا يوسف إلى مصر فتى صغيرا تم بيعه في السوق بعد مؤامرة إخواته ضده ليصل إلى قصر عزيز مصر ( قطفير ) الذي أحبه وأكرمه ورحب به في بيته وأوصى عليه زوجته ومصر السياسية أيام سيدنا يوسف هى مدينة ( صوعن ) ويقال لها تانيس وهى عاصمة المملكة للسلالة السابعة عشر من سلائل الهكسوس وتسمى اليوم صان ويقع شرق هذه المنطقة سهل متسع يسمى بلاد ( صوعن ) وهذا السهل هو البلاد التي سكنها بنو إسرائيل بعد سيدنا يوسف وصولا إلى عهد سيدنا موسى.
وسجن سيدنا يوسف ببوصير محافظة الجيزة ودخل السجن بعد واقعة زوجة العزيز الشهيرة وزوجة العزيز لقبت باسم زليخة وإسمها راعيل والتي كانت سببا في سجن سيدنا يوسف والذي بقى في السجن سبع سنوات حتى خرج منه بعد تفسير رؤيا الملك الشهيرة ليخرج منه وقد ظهرت برائته باعتراف ( راعيل ) نفسها وهى من تسببت في دخوله السجن ليصبح عزيزا لمصر ومسؤول عن خزائن أرضها ويتزوج راعيل وذلك بعد وفاة عزيز مصر ولما دخل سيدنا يوسف عليها قال لها أليس هذا أفضل مما كنت ترغبين قالت له التمس لي العزر لأنك صاحب هيئة وجمال كبيرين وأنا إمرأة جميلة وصاحبي لا يؤتي النساء ولما اقترب منها وجدها عذراء وأنجب منها ولدين ( أفراثيم وميشا )
وعندما تولي سيدنا يوسف تدبير أمور مصر " عهد الريان بن الوليد ملك مصر فترة سيدنا يوسف والذي يطلق عليه القبط " نهراوش" وبعد عمله ٣٠ عاما كوزير لمصر قام الملك بعزله عن منصبة وفق تقاليد الحكم وقت ذلك والتي كانت لا تقبل بقاء الوزير فترة أكبر من ذلك ومكافأة لسيدنا يوسف على حسن عمله وإتقانه ونجاحه في العمل أعطاه الملك حكم منطقة الفيوم وعمل سيدنا يوسف على تعميرها وتوصيل ماء النيل لها حتى تميزت في جمالها وزاد خيرها ولما رآها الملك تعجب مما نجح فيه سيدنا يوسف فأعاده مره أخرى لمنصب الوزير وبعد وفاة الملك تولى سيدنا يوسف حكم مصر.
ونزلت سورة سيدنا يوسف على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في أواخر العهد المكي وكانت من آيات رحمة الله تعالى للمصطفى والذين معه وكانت بشري لعهد جديد في وطن جديد ونصر من الله.
تعلمت من قصة سيدنا يوسف الكثير منها أن العلم يتفوق على أي ميزة يتميز بها الإنسان فعلم سيدنا يوسف وتميزه جعل الملك يثق في قدراته ويجعله وزيرا ثم ملكا خلفا له فعلى حين نجد أن جمال وهيئة سيدنا يوسف جلبت له المتاعب بين إخوته تارة ومع زوجة العزيز تارة أخرى كذلك نسبه وعائلته العريقة لم تحقق له شئ و تعلمت من أداء سيدنا يوسف وهو وزير ومسئول عن شعبه أهمية لقاء الجمهور والاستماع لهم فمقابلة سيدنا يوسف لإخوته تمت بصورة عادية فهو كان يلتقي بكل من يريد الشراء أو التعامل مع الدولة وهى إشارة للمسؤولين حول أهمية لقاء الجمهور والاستماع لهم فلو كان سيدنا يوسف لا يقابل الجمهور بنفسه ويستمع لهم لدخل إخوته مصر وخرجوا منها دون لقاءه بهم.
آراء حرة
قصة سيدنا يوسف مع نهر النيل
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق