لم يكن يقبل الجيش المصري بنكسة ١٩٦٧، واحتلال العدو لجزء غال من أرض مصر، فسرعان ما استعاد الجيش قوته، ليخوض حرب الاستنزاف لنحو ٣ سنوات كبد فيها العدو خسائر فادحة في الأفراد والمعدات، ثم في ٦ أكتوبر ١٩٧٣حطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وعبر خط بارليف المنيع.. ويظل التاريخ شاهدًا على بطولات قادة وجنود، صنعوا معجزات عسكرية لاسترداد الأرض، ومن بينهم اللواء أركان حرب نبيل شكري، قائد قوات الصاعقة.
ولد اللواء نبيل شكري في أكتوبر ١٩٣٠، وتخرج في الكلية الحربية عام ١٩٤٨، ثم التحق بالكتيبة السادسة مشاة وبعدها انتقل لسلاح المظلات، ثم قوات الصاعقة.
لعب«شكرى» دورًا بارزًا في حرب الاستنزاف، حيث تولى رئاسة أركان القوات الخاصة عقب نكسة يونيو ١٩٦٧، وهي الفترة التي نفذت خلالها القوات المصرية عددًا من الكمائن لتعطيل قوات العدو في سيناء.
وضمن استعدادات مصر للعبور العظيم في ٦ أكتوبر ١٩٧٣، عُين اللواء نبيل شكري قائدًا لقوات الصاعقة المصرية، وهي الفترة التي تم خلالها بناء قواعد الصواريخ بغرض صد الغارات الإسرائيلية على مصر، وخلال الحرب، لعبت القوات الخاصة تحت قيادة«شكرى» دورًا بطوليًا حيث كانت المهمة تأمين قوات العبور وتعطيل القوات الإسرائيلية من الاقتراب إلى قوات النسق الأول والموجة الأولى للعبور، فضلًا عن دورها في سد الثغرة أثناء الحرب.
وفي سنة ١٩٧٨، تولى اللواء نبيل شكري قيادة المجموعة التي أرسلها الرئيس السادات إلى قبرص لإلقاء القبض على قتلة الأديب الكبير ووزير الثقافة يوسف السباعي الذي اُغتيل أثناء حضور مؤتمر التضامن الأفروآسيوي السادس في قبرص، وبعد نجاح عملية مطار لارنكا الدولى بقبرص، عُين«شكرى» مديرًا للكلية الحربية.
ورحل عن عالمنا اللواء أركان حرب نبيل شكري، قائد سلاح الصاعقة خلال فترة حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، في يوليو ٢٠١٩.