أبطال حفروا أسمائهم في التاريخ، حملوا ارواحهم علي اكتافهم فداء للوطن ، استطاعوا ان يثبتوا قوة ومهارة وبسالة وشجاعة الجيش المصري في هزيمة العدو حتي ابهروا العالم ببطولاتاهم ، ولقنوا العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه خلال انتصار حرب اكتوبر المجيدة عام 1973، وحطموا خط بارليف وقضوا علي اسطورة الجيش الذي لا يمكن هزيمته.
اللواء طيار نبيل فؤاد احد أبطال القوات الجوية يسرد الي "البوابة " ذكريات النصر في معركة المنصورة الجوية خلال حرب إكتوبر، حيث يروي البطل عن المعركة تعد بمثابة حياة او موت بالنسبة الي القوات الجوية المصرية ومشيرا الي انه وزملائه خاضوا المعركة وهم يحملون في انفسهم يحملون شعار " ياقاتل يامقتول ".
وتابع ان توفيق الله حالفهم في نجاح المعركة ، واشار " نبيل" الي انه في التوقيت التي كانت تحاول خلاله القوات الإسرائيلية مهاجمة مطاري المنصورة وطنطا بالدلتا فكان ذلك اعتقادا منهم بانهم سيهزمون القوات الجوية المصرية بكثرة أعدادهم ، وكشف" نبيل" ان القوات الجوية المصرية وضعت ما يقرب من 68 طائرة عكسريه وزعوا على ثلاثة اسراب ، سربين في مدينة المنصورة وسرب في مدينة طنطا ، ومشيرا الي ان المسافة بين المدينتين ما يقر ب من 40 كيلو مترا تقطع خلال دقيقتين طيران ، وتابع ان قلة عدد الطائرات المصرية شجع الاسرائليين علي الهجوم بـ 120طائرة علي مجموعتين، بالاضافة الى وجود مظلات مصرية ذات ارتقاع منخفض بجوار مطار المنصورة ساهم في نجاح القوات في هزيمة العدو وكشف ان القوات الاسرائيلة اقتحمت مطاري المنصورة وطنطا بارتفاع منخفض.
وتابع " فؤاد " ان القوات الإسرائيلية ، وزعت 24 طائرة تقريبا علي الساحل من بين مدينتي جمصة ورأس البر، ومشيرا الي ان تلك الطائرات بهدف تأمين وحماية ومساعدة الطائرات التي تقذف المطارات اثناء الهجمة الجوية ، واوضح ان القوات الجوية المصرية استطاعت صد هجمات القوات الاسرائلية بنجاح وتابع انهم فككوا تجمعاتهم وانهم صدوا ما يقرب من 80 بالمئة من الطائرات الاسرائيليه ومنعوهم من الوصول الي مطاري الدلتا وافسدوا مخططاتهم .
اضاف نبيل ان معركة المنصورة استمرت الي ما يقرب 54 دقيقة ، وانها تعد اطول معركة في التاريخ الحديث في ذلك الوقت . كشف " نبيل" ان الطاقم الارضى الهندسي والفني كانوا "الجندي المجهول" ولعبوا دورا بارزا في نجاح المعركة حيث كانوا يقوموا بتجهيز الطائرات علي الارض ويملؤها بالوقود واعادة تسليحها في زمن قياسي ما يقرب من 6 دقائق مما يتطلب كفاءه عالية ، وساعدهم فى ذلك قرب المكان من المعركة . ومشيرا الي ان الطيارين المحاربين يضطرون الي الاستغناء عن الخزانات الخارجية في حالة الاشتباك بهدف المناورة بخفة ، واضاف ان القوات الجوية المصرية انطلقت معا لمواجهة العدوان الاسرئيلي المكثف وكان كل طيار مقاتل يقلع مرتين او ثلاث مرات خلال وقت المعركة مما اربك العدو الاسرائيلي وكشف اجهزة التصنت المصرية علي القوات الإسرائيلية ارباكهم من عدد الطائرات المصرية ، حيث شارك كل طيار مصري بطلعتين علي الاقل خلال الحرب مما جعل الاسرائيلين يعتقدون ان اعداد الطائرات المصرية المحاربة ضعف ما بُلغت لهم من معلومات .
و اضاف " فؤاد " ان تواجد قواتنا الجوية كان سبب في إحباط اهداف اليهود وعدم تدمير قاعدتي المنصورة وطنطا وفشل فى تطوير التعمق في ثغرة الدفرسوار التي دبر لها الاسرائيلي "شارون ". اثناء الحرب حيث تمكن الجيش الاسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني لتعقيد احداث الحرب، حيث كان شارون يدبر لها ليدخل بقواته الي غرب قناة السويس لتغطية خسارتها وان شارون كان يخطط لعمل شلل للمنطقة الشمالية من مدينة الاسماعيلية وحتي شمال مدينة بورسعيد ، وتابع ان عقب نجاح القوات المصرية في معركة المنصورة غمرهم الشعور بالفرحة والنصر عقب اسقاط اعداد كبيرة من طائرات العدو الأسرئلي .
موضحا ان ، الحرب " استعادة قوة الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية عقب ما حدث في حرب الإستنزاف ، وتابع انه تمت مناورات صغيرة عقب الانتصار وشنت معارك فوق الثغرة وسيطرت القوات المسلحة خلالها وتابع ان تم بعد ذلك توقيع اتفاقية كسنجر لوقف اطلاق النار، ومشيرا الي ان ذلك الي جانب خلال اشتباك في منطقة هضبة الجلالة حرب الاستنزاف عام 69 قد تم اصابة طائرته وقذف بالمظلة وظل بدون طعام ولا شراب لمدة اربعة ايام بالصحراء فحفر قبرة بيديه الا ان وجده شاب بدوي يدعي سالم انقذه وقدم له الطعام والشراب مما انقذ حياته . وتم الاتصال بالقوات الجوية من احدى نقاط المراقبة بالنظر فارسلت له طائره هليكوبتر لإعادته الى القاهرة.