هي واحدة من أوائل الأديبات التي ساهمت في مد وبناء الجسور بين أدب الغرب والشرق، إنها الكاتبة والمترجمة الراحلة فاطمة موسى، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم الأربعاء، وتعد من أبرع رواد الترجمة الحديثة في مصر، الذين ترجموا من وإلى اللغة الإنجليزية، حتى أصبحت بعد ذلك مشرفة على ترجمة العديد من الترجمات لأمهات الكتب من بينها: الشاعر والمؤلف المسرحي الإنجليزي الشهير وليم شكسبير في مسرحيته "الملك لير" التي قدمت على خشبة المسرح القومي في 2002، وغيره من الكتاب، كما عملت أيضا كمقررة للجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة وعضو الاتحاد الدولي للأدب المقارن، والاتحاد الدولي لأساتذة اللغة الإنجليزية، ورئيسة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة.
قال عنها أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ: "في وقت ما أن فاطمة موسى أفضل من تناول أعماله بالنقد"، مشيدا بترجماتها لبعض رواياته التي من بينها "ميرامار".
"قاموس المسرح"
تلك الموسوعة المسرحية المتكاملة في فنون المسرح، الصادرة في أجزائها الخمسة، وأشرفت عليها "موسى" تعد من أهم المراجع المسرحية للباحثين والدارسين لهذا الفن، ليصبح توثيقا للمسرح العربي، وكان هذا القاموس حلما عملت عليه هي وفريق العمل من أجل تحقيقه، مع أساتذة المسرح، وأساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها منذ أكثر من 20 عاما، فعندما كانت الفكرة مجرد نبتة نشأت في الأذهان بتضع أمام القارئ العربي أول موسوعة متكاملة في فن المسرح.
"الإقلاع عكس الزمن"
تناولت "موسى" في كتابها "الدليل الصغير في كتابة المرأة العربية" الذي نشر في لندن عام 1992، وقد صدرت الطبعة الثانية منه عن المركز القومي للترجمة، في 2009، وترجمه للعربية كل من محمد الجندي، إيزابيل كمال، في هذا الدليل لكتابات المرأة في العالم، واختيار عدد محدود نظرا لضيق المساحة، ومن بينهن: الكاتبة اللبنانية إميلي نصر الله، التي جمعت في روايتها بين موضوعين الأول "هجرة اللبنانيين"، والثاني "الحرب الأهلية"، يحل بطل روايتها شيخ يُدعى "رضوان" وهو رجل فلاح بسيط يسافر إلى كندا لزيارة أحد أبنائه، وعندما يستمع لأخبار سيئة بالحرب الأهلية ببلدته، يصر على العودة إليها، وبعد رحلة سفر شاقة، يقتل هذا الشيخ على أيدى أحد العناصر المسلحة المجهولة فور وصوله، حتى يجد أهل القرية جسده مصلوبا في أحد مفارق الطرق، فيحضر جنازته كثير من الناس بينهم بلا شك مئات من القتلة، يلمح أبناؤه على وجهه ابتسامة ويتخيلونه يهمس "أبانا، اغفر لهم فهم لا يعلمون".