كم كان سيادة الرئيس السيسي رائعًا كعادته وهو يعلن بصراحة ووضوح وبكل حسم وحزم في افتتاحه لبعض المشروعات القومية خلال الأيام الماضية أن بينه وبين الباطل والشر والتعدى والظلم خصومة.
نعم! ما أجملها وما أروعها خصومة.. إنها مقولة تُكتب بحروف بارزة مضيئة، وتوضع في إطار من ذهب لتكون نبراسًا أمام كل الأجيال.. وطالب سيادته بقوة كل مسئول في مصر بعدم السكوت عن أى خطأ، والتصدى لجميع أشكال وألوان التعدى.
وأكد الرئيس بشدة أن أى ممارسات سلبية غير مقبولة، ولن يتم غض الطرف عنها، وطالب جميع المواطنين بالتعاون مع الدولة في هذا الشأن لتحقيق صالح الوطن والمواطن.
والحقيقة التى لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد أو حاسد أن مصر تفتح أبواب الأمل على مصراعيها أمام كل المصريين للانطلاق نحو آفاق رحبة لبناء الحاضر والمستقبل اللائق لكل الأجيال الحالية والقادمة.
فلقد انطلقت مصر في السباق المفتوح نحو التنمية الشاملة بعزيمة لا تلين، وبروح وطنية ليس لها مثيل، وإرادة حديدية تتحدى المستحيل.
وبالفعل تمت إنجازات على أرض الواقع فوق حد التصور غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث.
فلقد غطت المشروعات القومية العملاقة كل شبر على أرض مصر، الأمر الذى أذهل وأبهر العالم كله
والذى جعل الدنيا كلها تنظر إلى ما أنجزته مصر خلال السنوات القليلة الماضية كنموذج يحتذى، وكمثال يقتدى به.
ولا شك لكى نحقق المزيد من الإنجازات، ولكى تصبح بلادنا الغالية في طليعة الأمم علينا أن نمتلئ كرهًا للشر، وحقدًا على الفساد، وبغضًا على التعدى على أملاك ومصالح الدولة، وخصومة مع الظلم والاستبداد، وغِلًا على المغالاة في التربح غير المشروع والاستغلال واحتكار السوق، وحربًا على التهرب من دفع الضرائب وهجومًا على التراخى والكسل في أداء العمل.
نعم! يجب أن يكون لنا خصومة، بل يجب أن نشن هجومًا ضاريًا وحربًا طاحنة ضد كل الصور السلبية في مجتمعنا لكى نتخلص وننتهى منها، وتصبح من مخلفات الماضى، لننطلق ببلادنا الغالية نحو التقدم والازدهار والأمن والاستقرار.
نعم! علينا أن نعادى ونخاصم الإهمال والتراخى والكسل في تأدية العمل... يقول أديب نوبل الأستاذ نجيب محفوظ "النجاح محصلة كفاح" فلا يوجد تفوق وتميز بدون ثمن أو عرق، ومدرسة الأيام تقول لنا:" مَنْ جدّ وجد" والشاعر يقول "مَنْ طلب العلا سهر الليالى".
قرأت عن عثمان أحمد عثمان والذى كان صاحب أكبر شركة مقاولات في مصر أنه بدأ حياته فقيرًا، وعندما التحق بكلية الهندسة قدم طلبًا لإعفائه من الرسوم الدراسية لعدم قدرته على تسديدها، وبعد تخرجه بدأ رحلة كفاحه واجتهاده حتى وصل لما وصل إليه بصورة أبهرت وأذهلت الجميع.
في الوجه المقابل ماذا ننتظر من العامل الذى لا يعرف الانضباط في عمله، ولديه مهارة وبراعة في اختلاق الأعذار الكاذبة والأسباب الواهية ليتغيب من عمله، بلا شك ستكون النتيجة أنه لا يستطيع أن يحقق أي نجاحات في حياته لنفسه أو لأسرته أو لبلده " قال الكاتب الكبير أنيس منصور" نحن من أكثر الشعوب التى تمتلك ساعات ومع ذلك لا نحافظ على الوقت... علينا أن ندرك أن مَنْ يضيّع وقته يضيّع مستقبله... ومَنْ يقتل الوقت يقتل نفسه، أما الذى يعرف قيمة الوقت يعرف قيمة حياته، ويستحق أن يحياها.
علينا أن يكون بيننا وبين الغش خصومة وعداوة فهناك مثل يقول: " الغش في أفعالنا – أفعى لنا" كما أن مَنْ يسرق نجاحه لا يستمتع به... فالإنسان لا يعرف مذاق السعادة إلا إذا كان نجاحه هو ثمرة جهده وكفاحه، لأن الغش يجعل الإنسان يفقد الثقة في نفسه، وفى قدراته وإمكاناته، ويفقد مصداقيته أمام الناس، هذا إلى جانب عذاب الضمير إذا لم يكن ضميره قد مات وودعه إلى مثواه الأخير.
نعم! علينا أن نحيا بأمانة وبصدق فالإنسان الأمين كثير البركات، لأن كل ما يصنعه ينجح.
وعلينا أن نمتلئ كرهًا ونحاربه بكل سلاح للطمع والجشع الذى يتفشى في حياة البعض... فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر إنسانيته وسلامه ومبادئه وسمعته، وحب الناس له، وأخيرًا يخسر أبديته؟!.
ويبقى السؤال: ماذا سيأخذ الإنسان من طمعه وجشعه؟
هناك مثل فرنسى يقول:" إن أحدًا لم ير خزينة مليونير تسير خلف جنازته"
ويقول أبو العتاهية الشاعر العربى: "كل إمرئ عند ميتته حظه من ماله الكفن"
عبرة في عبارة:" قيمة الإنسان ليس في كم يملك؟! ولكن في كم يعطى؟!"
البوابة القبطية
الدكتور جورج شاكر يكتب: دعوة للخصومة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق