افتتح الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، فعاليات المؤتمر الدولي السادس “الآفاق المستقبلية لوقاية النباتات”، والذي ينظمه معهد بحوث وقاية النباتات، خلال الفترة من ١٠ الى ١٢ اكتوبر الجاري، تحت رعاية السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبحضور المنظمات الإقليمية والدولية والمتخصصين فى مجال وقاية النباتات والصحة النباتية.
وأكد الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، خلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أهمية المركز، باعتباره الصرح العلمي الأول في مصر المتخصص في إجراء البحوث التطبيقية والأكاديمية المرتبطة بالإنتاج بهدف توليد فيض مستمر من التكنولوجيا الزراعية التى تكفل الارتقاء بالإنتاجية وخفض تكلفة الإنتاج ونقل التكنولوجيات الجديدة إلى حقول التطبيق من خلال الإرشاد الزراعي ومتابعة تطبيقها وتطويرها، لافتا الى انه يضم الآلاف من الخبراء والباحثين فى 16 معهدا ً، بالإضافة إلى المعامل المركزية و المحطات البحثية المنتشرة فى ربوع الوطن.
وأشار الى ان مركز البحوث الزراعية له دور رائد فى التنمية الزراعية المستدامة فى مصر ولا زال يقدم من خلال أبحاثه المستمرة والتى تترجم إلى حلول تطبيقية للكثير من التحديات التى تواجه الزراعة المصرية، لافتا الى ان هذا المؤتمر يعد نتاج عمل باحثى المركز مع تبادل خبراتهم مع العلماء بالخارج والداخل.
وأضاف سليمان، أن صحة النبات وسلامته تعني فى المقام الأول خلوها من الآفات والمبيدات والكيماويات الغريبة عليه؛ والخلل فى صحة النبات له مردود سلبي مؤثر على استدامة الزراعة على نحو كبير، مشيرا الى انه قد أصبحت الحاجة ماسة للوقوف على أهم المعوقات والتحديات التى تواجه الصحة النباتية بالكيفية والفهم الذي يحقق الحفاظ على الثروة الزراعية بالداخل والحفاظ على أسواق الصادرات بالخارج ، خصوصاً بعد تزايد الطلب عليها، وأصبح لها أسم عالمي يشار إليه وارتفعت قيمة صادرات مصر من الحاصلات الزراعية للدول العربية والإفريقية والأوربية والآسيوية والأمريكتين خلال هذا العام، ما يؤكد خلو الصادرات الزراعية من الملوثات و سلامتها داخليا و خارجيا هو مطلب حيوي.
ومن جهته قال الدكتور أحمد عبدالحميد، مدير معهد بحوث وقاية النباتات، إن مجال وقاية النباتات يعد أحد الأعمدة والركائز التي يقام عليها القطاع الزراعى فى مصر بل والعالم أجمع، وأن صحة النبات وخلوها من الملوثات الضارة ضرورة حياتية واقتصادية وداعم رئيس للأمن الغذائى القومي الذى يعتبر قاعدة لبناء استقرار ورخاء الدول، لافتا الى ان ذلك قد دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تقرر عام 2020 هو "العام الدولي لصحة النبات" وجاء فى وثيقة القرار ان " النباتات الصحية السليمة تشكل الأساس الذى تقوم عليه كافة أشكال الحياة على وجه الأرض "، وهو ما يؤكد إن وقاية النبات والصحة النباتية هى مفتاح التنمية الزراعية المستدامة .
واشار عبدالمجيد الى أن معهد بحوث وقاية النباتات، هو أحد المعاهد البحثية العلمية العريقة والمنوط به التوصل إلى أحدث وسائل مكافحة الآفات ذات الأمان على صحة الإنسان والبيئة بمشتملاتها نحو توجه زراعي حديث وهو الزراعة النظيفة الخالية من المبيدات قدر الإمكان تراعى فيه كافة معايير الصحة النباتية لما تشكله من أهمية فى استدامة الزراعة ومن ثَم استدامة التنمية فى مصر.
وتابع ان المعهد يستهدف مواجهة المعوقات والتحديات التى من أهمها الآفات الغازية والتى تسبب فقد كبير فى الإنتاج الزراعى حول العالم فى حال عدم السيطرة و الإدارة الجيدة لمكافحتها، فضلا عن دوره فى مجال المكافحة الحيوية وذلك من خلال تنمية الكائنات النافعة وتعظيم الاستفادة منها بتشجيع الإكثار الكمي للطفيليات والمفترسات فى البيئة الزراعية المصرية والمساعدة على انتشارها محليا وذلك للعمل على خفض كميات المبيدات قدر الإمكان، فضلا عن دوره فى نشر ثقافة انتاج الحرير الطبيعي، والحفاظ على السلالات الجيدة من نحل العسل والإكثار من طوائفه.
وأشار مدير المعهد إلى أهمية هذا المؤتمر حيث يضم جلسات علمية بمشاركة فعالة لأكثر من 500 عالم وباحث من مركز البحوث الزراعية ممثلا فى معاهده ومعامله المركزية ، وبحضور وبمشاركة فعالة من مركز بحوث الصحراء و المركز القومي للبحوث و تسعة عشر جامعة مصرية ، ومشاركين ببحوث من الخارج من السعودية ؛ ليبيا ؛ السودان ؛ الجزائر ؛ اليمن ؛ المغرب ؛ سوريا ؛ فلسطين ؛ نيجيريا ؛ غينيا ؛ باكستان ؛ بنجلاديش علاوة على تمثيل لمنظمتى الفاو والإيكاردا.