كشف محمد عامر، الباحث والمحقق فى التراث الإسلامى، عن أن هناك بعض المخطوطات والكتب الإسلامية فى التراث الإسلامى، كانت تناسب الفترة التى أنتجت فيها ولا تناسب كل موضوعاتها وقضاياها العصر الحالي، بالتالي تنقية التراث أصبحت ضرورة وليس إلغائه أو الإجهاز عليه، أو التشكيك فيه كما يطالب ويفعل البعض.
وقال «عامر»، إن الإمام الشافعى في كتابه الأم غير بعض فتاويه التى كان يفتى بها في العراق، عندما جاء إلى مصر، لاختلاف الزمان والمكان والأشخاص والعادات والتقاليد؛ لافتا إلى أن الانطلاقة القوية إلى الأمام تتطلب الرجوع إلى الخلف، عبر التراث وتنقيته وإعادة تحقيقه وصياغته وشرحه بصورة تناسب العصر والمكان والتطور الرهيب الذى وقع فى المجتمع.
وأشار إلى أن تجديد الخطاب الدينى يتطلب النظر إلى الذين يبحثون في هذا التجديد، وهم مؤسسة الأزهر الشريف جامعته، ومجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء، ووزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، جميعهم بهم علماء كبار، لكن بعص السلفية مدعى العلم اقتحموا المجال وجاءوا بفتاوى من التراث دون وعى لا تصلح لهذا الزمان ولا ذاك المكان.
ونوه، إلى أن معظم الكتب الموجودة فى المكتبات الإسلامية فى منطقتي الأزهر والحسين، غير مراجعة، ومعظم من كتبوها غير جديرون وغير متخصصين فى العلم ولم يحصلوا العلم الشرعي، لافتا إلى أن لدينا ٤٠٠ مكتبة إسلامية، تقلد بعضها البعض، في وضع كتب معينة لعلماء بعينهم ويفرضونها على العقل الجمعى العربى، لقراءة كتب هؤلاء العلماء فقط، وهذا إهدار لتجديد الخطاب الدينى الذى يطلبه الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وشدد على ضرورة اختيار الموضوعات البحثية فى الجامعة، التي تناسب وتنفع المجتمع، لافتا إلى أن بعض رسائل الدكتوراه والماجستير، ليس لها علاقة بالمجتمع ويضيع فيها جهد ووقت ولا نفع به، وإنما تراثية وليس لها علاقة بالزمان والمكان الراهن.
وأشار، إلى أن الوعى يبنى وليس مجرد وجود علم شرعى أو لغوى، وإنما باختبار الثقافات فى العالم، والتى تختلف عن بعضها البعض، وبالتالى عندما نصدر خطابا لهذه الثقافات المختلفة، لا بد أن نضع في الحسبان ضرورة أن يناسب ويتواكب مع هذه الثقافات؛ لافتًا إلى أن بعض الكتب والخطابات تركت طابع سيئ عن الإسلام والمسلمين فى الغرب.
وأضاف أن الاجتهاد لم يمت، ويجب على العلماء جميعا أن يجتهدوا لعلاج مشكلات المجتمع عبر الاجتهاد فى الفتاوى والقضايا التى تؤرق المجتمع، وبالتالى تجديد الخطاب الدينى سيعمل على إصلاح المجتمع، وهنا نحتاج إلى تفنيد جميع الدعاوى الخارجة عن الدين السمح الوسطى، الذى استوعب المسيحية واليهودية والبوذية، عبر الوعى وفهم الدين، وهذا يتطلب تكتاتف جميع الفئات في المجتمع لتحصين الأجيال القادمة بالفهم والوعى الدينى وتعايش الأديان.
وأوضح، أن العلماء نوعان، أحدهما صالح والأخر مصلح، وشتان فيما بينهم، فالمصلح وهو من يصلح من نفسه ومجتمعه، وتجديد الخطاب الدينى يتطلب العلماء المصلحون، وهم قليلون، وهم على مر التاريخ تعرضوا للهجوم والاضطهاد، وهذا ما يخشاه كثيرا من العلماء الحاليين.