الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مفكر إسلامى يكشف أسباب تأخر تجديد الخطاب الديني

المفكر الإسلامى الدكتور
المفكر الإسلامى الدكتور محمد داود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف المفكر الإسلامي الدكتور محمد داود، أن التجديد يعبر عن مرونة الشريعة الإسلامية وتفاعلها مع ظروف الناس ومتغيرات الحياة؛ مؤكدًا أن التجديد مصطلح إسلامى أصيل ورد فى السنة النبوية بلفظه فى الحديث النبوى الشريف: «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها»، وذلك لتغير الوقائع والأحوال وظهور مستجدات حديثة فى كل عصر تتطلب أحكاما من الشرع الحنيف.

وأشار «داود»، فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إلى أن التجديد والتحديث معنى أكده القرآن الكريم، فى الآية الكريمة: «إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِى هِيَ أَقْوَمُ»، فالتجديد ضرورة حياتية ومطلب قرآنى متجدد، حتى لا يصاب المجتمع بالجمود والعزلة، والعزلة موت، ومن لم يتجدد يتبدد، ومن لم يتقدم يتقادم.

وأكد أن المتدبر لسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرى أنه كان يعطى إجابات مختلفة عن السؤال الواحد، بحسب حال السائل، فالشاب له إجابة، والشيخ العجوز له إجابة، والمرأة لها إجابة، والمسافر له حكم، والمريض له حكم، وهكذا، هذا في الوقت والزمن الواحد فما بالنا إذا تغير الزمان والمكان، ولذلك غير الإمام الشافعى كثيرا من أحكامه وفتاويه لما جاء من الشام إلى مصر.

وأضاف أن التأخر في تجديد الخطاب الدينى كل هذه السنوات، أمر يتعلق بالقدرة، والقوة الفكرية فى المؤسسات التى تصنع الفكر، لكن الواقع مؤلم، حيث إن هذه المؤسسات في صدام ونزاع فكرى وهى «الثقافة، الأوقاف، التربية والتعليم، الأزهر»، وليس عندنا مشروع فكرى تجتمع عليه هذه المؤسسات وتتعاون فى إنجازه.

وقال: «نحتاج لتفعيل التجديد واحيائه لقرارات ثلاثة، وهى قرار علمى يملك الرؤية والتخطيط، وقرار اقتصادي للتمويل، وقرار سياسى سيادى للتمكين، أيضا نشر ثقافة بأهمية التجديد وأنه قرار مجتمع يريد التخلص من الجمود والتخلف وينطلق فى مسيرة التنمية والحضارة».

وشدد «داود»، على أن تخلف الأمة ليس بسبب دين الإسلام، بل كان بسبب البعد عن الإسلام، وعدم اتباع هدى الإسلام، الذى أمر بالعمل، ولم نعمل!!، وأمرنا بالإتقان والجودة، ولم نحسن!، وأمرنا أن نتعاون، وأمرنا بالتنافس في فعل الخيرات، وأمرنا بأن نكون يدًا واحدة.. قوتنا في وحدتنا.. وأمرنا أن يكون لنا مثل وكالة ناسا، «ولم نفعل»، كما أمرنا بالعلم وأمة «اقرأ» لا تقرأ!!

وأضاف، أن الإسلام أمرنا بتحقيق الصلاحية فى أمر الدين والدنيا لنستحق الحياة الطيبة، ولم نفعل، واقتصرنا فى معنى الصالحية على العبادات فقط، فهذا ينفق عشرات الآلاف فى عمرة تتكرر، أو في حج يتكرر، ولا ينفق على بناء العقل المسلم في المعامل والبحوث الجادة... إلخ، كما أمرنا بإعمال العقل والتفكير العلمى؛ فاشتمل على ١٢٦٠ سؤالًا للعقل البشرى.. ولم نفعل!! بل كان منا الجمود العقلي، ولم ينشط العقل المسلم لإنتاج نموذج فكرى من القرآن والسنة يُظهر به هُويته الحضارية.

وأشار، إلى أن التاريخ يشهد أن هذه الأمة «أمة الإسلام» فترات قوتها حين تقبل وتهتدى وتستجيب للقرآن، وأن فترات ضعفها حين تتخلى عن القرآن، وأنه سرعان ما تبعث فيها القوة والتمكين والسيادة حين تعود إلى قرآن ربها؛ لافتا إلى أن الذى ينبغى علينا الآن الثبات.. وأن نعلم أولادنا الدرس.. أملًا فى تحقق بشرى ووعد سيدنا رسول الله ﷺ بحسن العاقبة والنصر للإسلام.