ربما كان حدث تعطل مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ٦ ساعات في كل دول العالم أمس، كاشفة للعديد من الأشياء، ليس فقط وقف التواصل بين البشر في كل مكان والمتابعة لكل الأحوال في الأسرة والعمل والروتين اليومي للحياة، وإنما أيضا حياتنا أصبحت لا شيء بدونهم!
فضلا عن تعطل العديد من المصالح الاقتصادية حول العالم وتحقق خسائر فادحة للموقع الأصلي والمصدر الرئيسي وهو الفيس بوك نفسه، الذي تراجعت قيمته التسويقية حول العالم فضلا عن خسائر في البورصة العالمية بنسبة ٥.٥% وخسائر لصاحب الفيس بوك نفسه مارك زوكر بيكر والذي خسر حوالي ٧ مليارات دولار في ٦ ساعات!
فضلا عن خسائر كيانات اقتصادية كبرى تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونية والدعاية والإعلانات، وهو ما أعطى إشارات بالغة الخطورة على أن معظم اقتصياديات الدول المعتمدة كليا على مواقع التواصل الاجتماعي وهي الدول النامية والعالم الثالث التي ننتمي إليها، بالطبع، ستكون تحت رحمة هذه الكيانات الكبري المتقدمة في عالم التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الصناعي وهو ما يهدد بكوارث في المستقبل بسبب التحكم في هذه المواقع التي اصبحت جزء اساسي ليس في حياة دول الشرق الاوسط فقط بل العالم كله،ولن يستطيع احد الاستغناء عنها باي حال من الاحوال !!
وخلال فترة الانقطاع لعمل مواقع التواصل الاجتماعي شعر عدد كبير من الناس بالاغتراب والضيق والملل بسبب عادة الاطلاع علي الاخبار عبر هذه المواقع والتسلية احيانا ونشر بوستات او ارسال رسائل هامة عبر تقنية ماسنجر او الواتس اب او متابعة الاعمال البسيطة وغيرها من الاشياء التي جعلتنا ننتظر ان يتم اصلاح العطل او الايقاف المفاجيء لكي تعود الحياة الينا مرة اخري عبر وسائل التواصل الاجتماعي !!
وهذه الساعات الستة،اثار موضوع الحياة وجمالها قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك بكل ايجابياته وسلبياته وهذا ما دعا عدد من الافراد الي محاولة مقاطعة هذه الوسائل التي نجحت في ان تسرق اوقاتنا وتغسل عقولنا احيانا وتحقق مكاسب مادية غير طبيعية من استخدام الانترنت والمواقع المدفوعة كاليوتيوب واعلانات الفيس وبرامج التيك توك وانستجلرام وتويتر وغيرها من الوسائل التي جذبت الملايين حول العالم عبر تقنيات حديثة ومتطورة بشكل يومي تقريبا وربما لحظي !
ناهيك عن الحوادث التي انتشرت مؤخرا نتيجة الفيس بوك وسوء استخدامه،بصرف النظر عن مميزاته في التواصل وارسال رسائل وتقارير عمل ولكن الأمر اختلف كثيرا،مع ظهور تقنيات أخرى اكثر حداثة وهو ما يطرح تساؤل بعد واقعة انقطاع المواقع عن العمل لمدة ٦ ساعات بصورة غير مسبوقة باي حال،وهو هل ستقوم مواقع التواصل الاجتماعي بالزام المستخدمين بدفع فاتورة شهرية مقابل تقديم الخدمات لتحقيق المزيد من المليارات الدولارات حول العالم ؟ وهذا وارد ربما،والامر الثاني هو ان كافة المعلومات الشخصية والمستندات والأوراق الخاصة والرسائل الصوتية عبر الواتس اب او الفيس بوك اصبحت لدي ادارة الفيس بوك ومخترقة بالطبع ويمكن بيعها لأي جهات تطلبها، حتى بمجرد اعتيادك علي البحث عن موضوعات معينة عبر جوجل او غيره،يتم إنزال هذه الموضوعات لك في حسابك عبر اليوتيوب او الفيس بوك،ربما من خلال الاعلانات الممولة في الفيس بوك او اليوتيوب !
ليست الخسائر الاقتصادية الجمة وحدها هي التي لحقت بإدارة الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لها وإنما هناك خسائر اجتماعية أخرى لحقت بها وربما ستلحق بها في المستقبل القريب لا يعلمها إلا الله ثم إدارة الفيس بوك التي نجحت في تحقيق أهدافها ومآربها الاقتصادية والاجتماعية والاستراتيجية الحربية بدون طلقة رصاصة واحدة!