مرت أيام قليلة على تسريبات شركة فيسبوك، والتي توضح أهمية الالتفات لتغول “فيسبوك”، وها نحن نواجه تعطل جديد له، وشلل عالمي في خدمات هذه الشركة بالكامل متضمنة "فيسبوك" وخدمة "واتساب" للمراسلة التي كانت شركة "فيسبوك" قد اشترتها منذ أعوام، و"انستجرام" لمشاركة الصور، و"مسينجر" للمراسلة، جميع هذه الخدمات مملوكة لشركة "فيسبوك" حاليا، وكانت الشركة تعمل منذ فترة على دمج هذه الخدمات العملاقة لتعميم الاستفادة وتعظيم الربح.
هل "فيسبوك" لا يعمل حقًا؟
نعم خدمات (فيسبوك، وتساب، انستجرام، مسينجر) لا يمكن الوصول اليها الآن من مناطق متفرقة حول العالم كما هو الحال هنا في مصر، كما أعلنت الشركة ذلك في منشور صغير على موقع "تويتر" بحذر شديد وبدون ابداء أي تفاصيل، فيما يبدو أن هذا العطل الذي بدأ منذ عدة ساعات، شبه خارج عن سيطرة الشركة، بدأت العديد من التكهنات حول الأمر بدون أي اعلان رسمي من الشركة حتى الآن حول الاسباب.
و يظهر العطل في عملية تعذر وصول نظم التسيمة DNS للخدمات، وهو عطل سهل التعامل معه، لكن استمرار هذا العطل لساعات بدون سيطرة ينم عن أن هناك شيئًا مريب خلفه.
ترى ما السبب لهذا العطل؟
ذهبت بعض التكهنات والتوقعات غير المؤكدة الى اختراق فيسبوك ونظامه، وهو ما استبعده بعض الخبراء التقنيين نظرا لأن التقنيات المستخدمة في تلك الخدمات ليست ذات قاعدة موحدة.
ويرى عدد من المحللين أن هناك تسريبًا ضخمًا لبيانات المستخدمين الخاصة، والتي يتم بيعها حاليًا على الأسواق السوداء على الانترنت والتي تساعد على نشر الجريمة الالكترونية، وفي حالة تأكيد حدوث شئ مثل هذا، فإن التوقف قد يكون متعمدا من قبل الشركة، نظرًا لخطورة هذا الأمر، فقد تكون قد توصلت الى ثغرات أمنية في نظامها، أو تتوقع وجود هذه الثغرات ونظرًا لخطورتها، قامت بايقاف الخدمة والبحث عن تلك الثغرات ومحاولة اصلاحها في أسرع وقت قبل البدء في اعادة تشغيل الخدمة مرة أخرى، ولذا يستغرق هذا الأمر وقتهًا.
فيما بدأ الأمر يؤثر بشكل مباشر على الشركة واقتصادها، فقد هبطت أسهم الشركة بشكل حاد في البورصة، الا أن هذا يجعلنا نعيد النظر في أهمية تلك الخدمات، خاصة أننا لانملك البدائل الحقيقية لها، ونجد أنفسنا في حالة من الشلل والتشتت خلال هذا العطل.
هل هناك خطورة من هذه العطل؟
بالطبع هناك خطورة، فالتكهنات حول اختراق او تسريب بعض البيانات أقرب الى التأكيد الآن، وهذا يعني أن كثير من بياناتنا الخاصة ورسائلنا المحددة أصبحت متاحة في العراء، ما قد يعرض الكثير مننا للأذى والضرر الشخصي والنفسي والخسائر العملية والمادية.
كما أن عدم توفر بدائل قوية حقيقية لهذه الخدمات يجعلنا مضطربين وقد نخسر الكثير بفعل هذا التوقف فقط، خاصة أنه مستمر لساعات ولم يتم الاعلان بشكل رسمي حتى الآن عن أسبابه والمدى الزمني لحله واعادة التشغيل.
الوقت القليل القادم سيكشف المزيد بالتأكيد، فهذه المرة بالأخص بعد أيام قليلة من التسريبات التي كشفت حقائق مخيفة عن هذه الشركة وطريقة ادارتها، يوجد ما يكفي من علامات القلق والريبة حول هذا التوقف، وماذا قد يكون سببه، وهل سيتم حتى الاعلان عن الأسباب الحقيقية أم لا.
ولا يزال علينا أن نتذكر، أهمية هذه الخدمات في حياتنا ومدى خطورتها في نفس الوقت، والبدء في اتخاذ خطوات جادة نحو التحرر من سيطرتها على حياتنا بإيجاد البدائل الفعالة لها، الأكثر أمنًا وأقل ضررًا.