الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن؟".. على مائدة ملتقى الهناجر الثقافي

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عقد قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، ملتقى الهناجر الثقافي الشهري تحت عنوان "تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن"، مساء أمس الخميس، بقاعة الدكتورة هدى وصفي بمركز الهناجر للفنون، تحت إشراف الفنان شادي سرور، بحضور الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، وأدارات اللقاء الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي، وذلك مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.

الدكتورة ناهد عبد الحميد

ناهد عبدالحميد: الشخصية المصرية موضوع لا ينتهى الحديث عنه

بدأ الملتقى بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقبه رحبت الناقدة الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس ملتقى الهناجر للفنون المنصة والحضور الكريم، وبفرقة باهر للآلات الشعبية بقيادة الموسيقار محمد باهر.

قالت عبد الحميد، إن ندوة هذا الشهر تحمل عنوان "تأملات في الشخصية المصرية.. من نحن"، ذلك السؤال الذي يأتي بعنوان من نحن؟ ليطرح نفسه على الساحة الثقافية في الوقت الراهن، فهناك محاولة للإجابة على هذا السؤال الحائر الذي يأتي ويذهب لكن لا نودعه عبر كل العصور.

وأضافت عبد الحميد، أن الشخصية المصرية من الموضوعات المهمة، التي لا ينتهي الحديث عنها، فهو موضوع متعدد الجوانب والرؤى وأكبر من أن يحتويه ملتقى ثقافي واحد او عدة ملتقيات، لأنه من الموضوعات التي اهتم وانشغل بها الكثيرون من الباحثين، والدارسين، والعلماء المصريين والأجانب.

وأوضحت عبد الحميد، أن الشخصية المصرية لها أبعاد كثيرة ومتعددة، سواء كان تاريخيا أو جغرافيا أو مكانيا أو زمانيا أو سياسيا أو ثقافيا وغيرها، فالشخصية سواء بحكم القدم في التاريخ أو يحكم روافدها التاريخيه او والجغرافية والأنثربولوجيا التي ساهمت في تكوينها أو بحكم ما ساهمت به الشخصية ذاتها.

الدكتور وسيم السيسي

وسيم السيسي: العرب أحفاد هاجر وإسماعيل وزوجته

أعرب الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، عن سعادته لتلبية دعوة الدكتورة ناهد عبدالحميد في حضور هذا اللقاء والإجابة أيضًا على سؤال "إحنا مين؟"، والشكر أيضًا للدكتور أسامة الأزهري، على مشاركته في هذا اللقاء، وعندما يحضر في ذهني اسم الدكتور أسامة والاستماع إلى أحاديثه أتذكر مقولة "فولتير" على رجال الدين قائلا: "إن رجل الدين الجاهل يُثير احتقارنا.. ورجل الدين المتعصب يُثير اشمئزازنا، أما رجل الدين المثقف الواعي فهو جدير بحبنا واحترامنا"؛ مشيرا إلى مقولة "سقراط" اعرف نفسك بنفسك، حتى لا يختلط الفكر ولم نعرف من نحن، مضيفا أن أحد الفلاسفة أيضا يرى أن كل إنسان أربعة: الإنسان كما يري نفسه، كما يراه الناس، كما يراه أقرب الناس إليه، كما يراه الله سبحانه وتعالى.

وقال السيسي: من نحن من قطع التاريخ ومن هم المصريين ما قبل التاريخ؟ يجيب عن هذا السؤال بحث أعده ثلاثة علماء بعنوان "المصريين فينا جميعا" الذي استغرق 10 سنوات من العمل، ويهدف إلى أين اتجهت البشرية لآسيا وأوروبا، هل من الحبشة، أم مصر، وقد نشر هذا البحث في مجلة أمريكية  بعنوان "أمريكان جورنال" بتاريخ 25 يونيه 2015، مؤكدا خلاله أن الجينات المصرية موجودة في الآسيويين والأوروبيين عبر 55 ألف سنة مضدت، فنحن منذ أيام العصر الحجري القديم ومنتشرين بسرعة كبيرة.

وأشار السيسي إلى بحث آخر للأمريكية "مارجريت كاندل" ردا على من نحن جينيا؟ أعدت خلاله دراسة على جينات اليهود، بأن يهود روسيا مثل الروس، وكذلك يهود أمريكا مثل الأمريكان وهكذا ، فالأوروبيون يعتنقون الديانة اليهودية، وكاد السامريون أن ينقرضوا منذ حوالي 30 أو 40 عامًا، حتى وصل عددهم إلى 300 فرد، فسمحوا بالزواج من المسلمات والمسيحيات حتى أرتفع عددهم إلى ما يقرب من 850 فرد، وقد يصلوا الآن إلى 1000 فرد، ويطلق عليهم بني إسرائيل، أما باقي العناصر المتواجدة في إسرائيل ليسوا من بني إسرائيل، ولكن هم أوروبيون أعتنقوا اليهودية وحضروا إلينا، وأطلقوا على أنفسهم أنهم من بني إسرائيل، وقد تناولت دراسة البحث عينات من مدن وقرى ونجوع مصر من المسلمين والمسيحيين، وكانت النتيجة أن 97.5% من جينات المصريين المسلمين والمسحيين واحده، أي شعب واحد فأعتنق المسيحيون المسيحية، وجاء المسلمون فأعتنقوا الإسلام أيضا، وتصبح الفئتان هما شعب واحد.

وأكد السيسي، مصر اُحتلت أكثر من 2500 عامًا من قبل الغزاة، وهذا دليلا أنها مطمعًا للعالم أجمع، وعلى الرغم من 2500 سنة احتلال إلا أنه كان تغيرًا فكريًا ولم يكن تغيرًا جنسيًا، فالجين المصري كما هو في سر قوته، وأن 87.6 % من جينات توت عنخ آمون موجودة داخل المصريين جميعًا، فأنتم أحفاد هؤلاء العظماء، وهذا ما أكده بحث اللواء الدكتور طارق طه أيضا ليؤكد هذه النسبة بنسبة 98.5% على الجين المصري في العام 2015.

وتسائل السيسي من نحن من ناحية الهوية؟، نحن عرب مصريين، لأننا نتحدث العربية، مشيرًا إلى المادة الثانية في الدستور التي تنص على أن مصر دولة إسلامية، لأن الدين أو العقيدة لا يُنسب إلى كيان، ولكن للإنسان، والكثير من الدول الإسلامية لا تستطيع أن يطلق عليها عرب، ولكن العرب الفعليين هم المصريين، إذن الهوية ليست باللغة، والدين، ولا بفترة احتلالية، وإنما الهوية تكمن في الأرض ذاتها، فالعرب هم أحفاد هاجر وإسماعيل وزوجته. 
  

الدكتور أسامة الأزهرى

أسامة الأزهري: ما زالت كلمة بناء راسخة في وجدان الناس

من ناحيته قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، إن كتاب "الشخصية المصرية" يحمل قصة وحكاية استغرقت عدة سنوات، بدأت رحلتي مع هذا الكتاب بجمع كل ما أستطيع الوصول إلية من كتابات ومؤلفات، التي كُتبت عن تحليل ودراسة شخصية الإنسان المصري، فهي قائمة طويلة وممتدة بدء بالمدونة الخالدة للعبقري الدكتور الراحل جمال حمدان "شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، وصولا إلى كتاب "التحولات في الشخصية المصرية" للدكتورة عزة عزت، وكتاب "تشريح الشخصية المصرية" للدكتور أحمد عكاشة، وكتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" للدكتور ميلاد حنا، وكتاب "ماذا حدث للمصريين في الخمسين عامًا الأخيرة" للدكتور جلال آمين، وعدد كثير من الكتابات التي عكفت على قراءتها لعدة سنوات مضت، بل بدأت في اتساع الدائرة في اقتناء كل ما يمكن أن أقف عليه من المؤلفات التي تحلل الشخصيات القومية والوطنية لدول الجوار، فعكفت على قراءة عدة كتب أقتنيتها حول الشخصية التونسية، والفلسطينية حتى تتسع الدائرة برصد كل نقاط الجوار والوعاء الأوسع الذي يحيط به عالمنا العربي الذي نعتز به كثيرًا.

وتابع الأزهري: أن هذه القراءات أثمرت لدى، لقد بدأت أن أرى في هذه الكتب قدر كبير من دراسة بعض مظاهر التراجع أو التصحر في الشخصية المصرية، وعدد من هذه الكتب المذكورة تعددت وتخصصت في هذه الجزئية، كما هو العنوان الصريح لكتاب الدكتور جلال آمين "ماذا حدث للمصرين في الخمسين عاما الأخيرة"، ولكن قررت الابتعاد عن هذا الاتجاه في الدراسة، وأن أُنحيه تمامًا، فنحن كمصرين درسنا ما يمكن في النواحي السلبية بالعقود الماضية، استطاعنا خلالها أن نضع أيدينا على مفاتيح ذلك، وقررت الابحار أيضا في هذا الاتجاه المعاكس متسائلا أين المقومات، والمفاتيح، والشفرة الدراسية، والخبرة المصرية العريقة المتراكمة عبر قرون؟، وأين المقومات الذي استطاع بها الإنسان المصري أن يصنع هذا العطاء الوطني النادر غير المتكرر، وأين المرتكزات والأعمدة والمفاتيح والنظرية والقيم والخبرة المركزية المؤسسة التي صنعت شخصية الإنسان المصري.

وأضاف: في الحقيقة كنت شغوفًا أن أضع يدي على هذه الشفرة الورقية، والمفاتيح، والأعمدة وأستطيع تلخيصها في موقفين، فكنت أقرأ عن الحضارة المصرية القديمة وعن الهرم الأكبر على وجه الخصوص، ووقعت في يدي كتابات لا حصر لها في هذا من الكتابات العربية، ولكن استوقفني كتاب شديد الأهمية يحمل عنوان: "أنوار علوي الأجرام في الكشف عن أسرارالأهرام لـ الشريف أبي جعفر محمد بن عبد العزيز الحسيني الإدريسي، الذي يحتوى على آثار نادرة ومواقف مزهلة تتعلق بالأهرام، لكن استوقفتني كلمة عجيبة أن خوفو بني الهرم الأكبر حينما شُيد هذه الهرم قال: "هذا الهرم شيدته وبنيته على مدى سنوات فمن استطاع هدمه فليفعل"، فالعجيب الذي يدل على عبقرية هذا الإنسان المصري هذه الكلمة الذي تحدث بها السلطان حسن بن الناصر قلاوون حينما بدأ تشييد مسجده العريق "مسجد ومدرسة السلطان حسن"، قائلا: "هذا مسجد شيدته في ثلاث سنوات فمن استطاع هدمه في 30 سنة فليفعل"، مشيرًا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما حضر إلى زيارة مصر كان من ضمن جدول زيارة مسجد السلطان حسن تحديدا، الأمر الذي استدعاني بسؤلا لماذا يزور الرئيس الأمريكي هذا المسجد تحديدا؟ هذا دليلا على العمق والعزيمة والإصرار، والعلم، والقيمة، والثقة في المنجز المصري.

وأكد الأزهري، الإنسان المصري واثقًا ومتحديًا، ومتسلحًا بالعلم، ممتلئ بالإتقان، قادرًا على تحدى الزمن، والتوفيق في الوقت اللازم للإنجاز، لذلك من نحن في الحقيقة كمصريين، نحن أناس من أيام الفراعنة، والقدماء المصريين، مشيرًا لكتاب الدكتور نديم اليسار الذي يحمل عنوان "المصريون القدماء أول الحنفاء" وهو دراسة علمية موثقة وقراءة منفردة ومتميزة في تاريح المصري القديم، وكيف كان الإنسان المصري عبر هذه الأسر المصرية القديمة، بالإضافة إلى كتب الدكتور وسيسم السيسي أيضا الذي تطرقت هذا الشأن أيضا.

وتسائل الأزهري من نحن؟ ومن نكون؟ وما المستقبل الذي نسعى للوصول إليه؟، موضحا أن مجموعة القيم المركزية التي صنعت الإنسان المصري منذ أن بنى الهرم إلى أن بني مسجد السلطان حسن، والسد العالي أيضا، إلى أن يظل الفلاح المصري البسيط المتواضع يسعى من أجل البناء، وما زالت هذه الكلمة راسخة في وجدان الناس، بل ما زالت مكون أصيل وعميق في نفسية الإنسان المصري، وفكرة الانتماء والاعتزاز بالوطن وتسليم الرايات من جيل إلى جيل مرفوعة فوق الرأس. 

فرقة باهر للآلات الشعبية

 

واختتمت فرقة باهر للآلات الشعبية، بقيادو المايسترو د. محمد باهر، الندوة بباقة متنوعة من الأغاني الدينية والتراثية والفلكلور الشعبي منها: "وكلتك محامي"، "رنيت ترانيم الكنائس"، "بلدي" الذي تفاعل معها الحضور بترديد الكلمات.

IMG-20210924-WA0014
IMG-20210924-WA0014
IMG-20210924-WA0013
IMG-20210924-WA0013
IMG-20210924-WA0019
IMG-20210924-WA0019
IMG-20210924-WA0012
IMG-20210924-WA0012
IMG-20210924-WA0011
IMG-20210924-WA0011