بالرغم أننا أصبحنا في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية، يبقى لدينا من تراث الأجداد وعبق الماضي، صناعات وهوايات تأثرنا بجمالها وبساطتها، من بين هذه الصناعات فن "الخيامية"، أو فن الرسم والكتابة على «الخيام» باستخدام مجموعة من الألوان الزاهية والخيوط البارزة.
وفي ذلك؛ يقول أحمد على زكي، أعمل في هذه المهنة منذ نحو ٤٠ سنة، فورثت هذه المهنة عن والدي، وأحببتها كثيرا، فبعد انتهاء دوام المدرسة، أذهب لمساعدة والدي في العديد من الأشياء الخاصة بمهنة "الخيامية" إلى أن أتقنتها.
وأضاف «أحمد» لـ«البوابة»: «بدأت هذه المهنة من أيام الفاطميين، وفي البداية كان الشغل الفرعوني هو الأصل الذي يقوم على هذه المهنة، ثم بعد ذلك اتجهنا إلى عمل الخدديات، عربي وإسلامي وفرعوني».
وأوضح «أحمد»، أنه تم ادخال انواع من الشنط والتي عليها رسومات عديدة، بالإضافة إلى التابلوهات والآيات القرآنية وآيات الخط الكوفي، وأحب أغاني أم كلثوم، فدائما ما أسمعها أثناء عملي، وهي من أهم ما أكتبه على الخيامية، مثل انت عمري وحيرت قلبي معاك.
وتابع «أحمد»: «أرجو أن تساعدنا الدولة في الاشتراك في المعارض بسعر رمزي، لأن بعض الاشتراكات باهظة الثمن، ولا نقدر على دفعها نحن كصغار الصناع، والمهنة ليست مربحة، لعدم الإقبال على حركة الشراء، وذلك بسبب عدم وجود السياح بكثرة، بسبب وباء كورونا».
من جانبه؛ يقول حنفى محمود: «أعمل بحرفة الخيامية، منذ أكثر من أربعين عامًا، وهي حرفة مصرية أصيلة؛ منوهًا بأن فن الخيامية في الأساس فرعوني، ويوجد آراء أخرى، أن المصريين عرفوها في عصر المماليك، بينما يشير آخرون إلى أن هذا الفن ظهر في مصر مع بداية الفتح الإسلامي».
وأضاف «حنفى»، لـ«البوابة»، أن المصريين القدامى برعوا في عمل الخيام، وزخرفتها بتصميمات وألوان رائعة، ثم بعد ذلك برعوا في عمل السرادقات، إلى أن دخلت الطباعة على هذه الحرفة فقضت على السرادقات المشغولة يدويا. وتابع «حنفى»: «وبسبب دخول الطباعة، دعانا ذلك إلى استحداث منتجات أخرى، كى لا تندثر هذه الحرفه، كبعض الحرف الاخرى التى اندثرت ولم تقم لها قائمة، فشرعنا في عمل اللوح والتابلوهات المزخرفة بالقماش والخيطان، فكان يقبل عليها السياح الأجانب والمصريون أيضا».