كشف الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، نائب المجلس السيادي في السودان، وقائد قوات الدعم السريع، عن تفاصيل جديدة عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد خلال الساعات الماضية، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى أبناء الشعب السوداني.
وقال حميدتي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "نخاطبكم اليوم والسودان يعيش مرحلة حرجة من تاريخه بعد التغيير الذي كنا نُريد أن يكون أفضل مما نشهده الآن، كلكم تابعتم المحاولة الانقلابية التي جرت أمس والتي استطاعت القوات النظامية بفضل الله إفشالها والقبض على المجموعة المدبّرة لها دون أي خسائر، وهي ليست المحاولة الأولى فقد تصدينا للعديد من المحاولات طوال الفترة الانتقالية.
وقال: "من حق المواطن أن يسأل عن أسباب هذه الانقلابات المتكررة، نقول بشكل واضح وصريح السبب هم السياسيون الذين أعطوا الفرصة لقيام الانقلابات، لأنهم أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الأساسية، وانشغلوا بالصراع على الكراسي وتقسيم المناصب مما خلق حالة من عدم الرضا وسط المواطنين ".
وأضاف:"المواطن يعاني يوميًا من أجل توفير الطعام والدواء والخبز ومياه الشرب النظيفة والمواصلات دون جدوى".
وتابع حميدتي:"بعض المواطنين هاجروا إلى بلدان أخرى، وبعضهم أجبرته ظروف الحياة على بيع ممتلكاته حتى أن بعضهم باع أنبوبة الغاز من أجل توفير ضروريات الحياة، كل هذا والمواطن صابر يقول: "غدًا سيكون أفضل".
وواصل:"نحن العسكريون منذ اليوم الأول في التغيير لم نبخل بشيء ولم (ندس المحافير) مثلما ظل يروج أصحاب الأجندة الخفية، لقد سخّرنا كل إمكانيات القوات النظامية وعملنا بكل طاقتنا دون كلل أو ملل من أجل مصلحة شعبنا الكريم واستقرار بلادنا، تنفيذًا للعهد الذي قطعناه للشعب بالحفاظ على الفترة الانتقالية وتحقيق شعارات الثورة وصونًا للشراكة التي وقّعنا عليها، ورغم ذلك لم نجد من الذين يصفون أنفسهم بالشركاء، إلا الإهانة والشتم ليلًا ونهارًا لجميع القوات النظامية، فكيف لا تحدث الانقلابات والقوات النظامية لا تجد الاحترام والتقدير.
وذكرت مصادر متطابقة أن اللواء بكراوي المتهم بقيادة المحاولة الانقلابية كان من الأعضاء النشطين داخل الجيش المنتمين لحزب المؤتمر الوطني الجناح السياسي للإخوان الذي كان يرأسه الرئيس المعزول عمر البشير.
وأعلنت السلطات السودانية، اعتقال نحو 40 ضابطا من المتورطين في المحاولة بما فيهم بكراوي.
وتزامنت المحاولة الانقلابية مع دعوات كبيرة اجتاحت الشارع السوداني بضرورة تنظيف القوات النظامية من عناصر الإخوان الذين يسيطرون على مواقع قيادية في تلك المؤسسات.
هذا وقد هاجم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في كلمة اليوم الأربعاء، القوى السياسية في البلاد، معتبرا أنها لا تهتم بهموم المواطنين وحل مشاكلهم.
وقال البرهان: "هنالك من يسعى للجلوس على الكراسي، ولم نر قوى سياسية تتحدث عن الانتخابات أو هموم المواطنين وحل مشاكلهم".