"فقدت مصر رجلا من أخلص أبنائها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن.. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق"، بهذه الكلمات نعت رئاسة الجمهورية المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام السابق للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، ورئيس المجلس العسكري الذي أدار مصر في المرحلة الانتقالية، الذي توفى عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد أن تقلد العديد من المناصب القيادية في القوات المسلحة وصولا إلى رئاسة مصر في المرحلة الانتقالية بعدما تنحى الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
ووصفه الرئيس السيسي بالأب والمعلم، حيث كتب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن، إنه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر، عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان.
محطات في تاريخ المشير طنطاوي
ومر المشير طنطاوي بالعديد من المحطات المضيئة والببارزة، حيث نشأ المشير طنطاوي وسط أسرة مصرية أصيلة تنتمي لمنطقة النوبة، حيث ولد طنطاوي في 31 أكتوبر 1935، ولم يكن يعلم أنه سيكون واحد من أبرز القادة العسكريين في تاريخ مصرن بعدما والتحق بالكلية الحربية سلاح مشاة، وتخرج في الدفعة 35 حربية مطلع شهر إبريل 1956.
مسيرة المشير طنطاوي العسكرية
حصل المشير طنطاوي على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1956، كما حصل على دورة كلية القيادة والأركان عام 1971، وشغل المشير طنطاوي عددًا من المناصب القيادية في القوات المسلحة المصرية، حيث بدأ مسيرته قائد فصيلة في أحد كتائب المشاة، ثم عضو هيئة التدريس بالكلية الحربية، وتدرج حتى وصل لقائدا للفرقة 16 مشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر1973.
وتقلد طنطاوي العديد من المناصب من بينها قائد الجيش الثاني الميداني 1987، ثم قائد الحرس الجمهوري 1988، قبل أن يصبح القائد العام للقوات المسلحة في 1991.
حروب المشير طنطاوي
وقد شارك المشير طنطاوي في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ثم في حرب عام 1967، وفي حرب الاستنزاف 1967-1970، وفي حرب أكتوبر عام 1973، ثم في حرب الخليج الثانية عام 1991، كما حصل المشير طنطاوي على لقب المشير في أكتوبر 1993.
المشير طنطاوي يدير مصر
وبعد 25 يناير، تولي المشير محمد حسين طنطاوي إدارة شؤون البلاد في الفترة الانتقالية، بعدما تنحى الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، ليفسح الطريق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي، الذي أدار البلاد حتى قدوم تولّي الرئيس السابق، محمد مرسي مهام منصبه في 30 يونيو 2012.
أوسمة المشير طنطاوي
حصد المشير طنطاوي عددًا كبيرًا من الأوسمة المدنية والعسكرية، من بينها قلادة النيل، وسام الامتياز من دولة باكستان، بالإضافة إلى وسام الجمهورية التونسي.
كما حاز طنطاوي أنواط: "الشجاعة من الطبقة الثانية بعد حرب أكتوبر، الجلاء، الاستقلال، النصر، تحرير سيناء، الواجب العسكري من الطبقة الثانية، الخدمة الممتازة وغيرها، وأوسمة: التحرير، ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، تحرير الكويت"، وفي 12 أغسطس 2012، حيث منح وقتها قلادة النيل، وعيّن مستشارًا لرئيس الجمهورية.
كما حصل المشير طنطاوى على ميدالية جرحى الحرب، وميدالية الخدمة الممتازة، وميدالية العيد لعشرون للثورة وميدالية يوم الجيش، وميدالية 6 أكتوبر وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وميدالية تحرير أكتوبر، وميدالية 25 يناير 2011.
جنازة مهيبة للمشير طنطاوي
وعصر الثلاثاء، أقيمت مراسم الجنازة العسكرية للمشير محمد حسين طنطاوي، حيث تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجنازة التي جرت بمسجد المشير بالتجمع الخامس، ومعه رئيس مجلس الوزراء ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ ووزراء الحكومة، بالإضافة لوزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، وقادة الأسلحة الرئيسية، وعدد ضخم من ممثلي الدول العربية والأجنبية وكان في استقبالهم أسرة الراحل.
وكان الرئيس السيسي قد أعلن الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام، وإطلاق اسم المشير طنطاوي على قاعدة الأوتوستراد العسكرية تقديرًا لدوره الوطني.