رُزق «إبراهيم» الموهبة، فعمل على تطويرها وتنميتها حتى أصبحت أعماله تنطق بالحيوية والحركة بإبداع فنى غير مسبوق، يحول فيها بأنامله الذهبية «أسنان القلم الرصاص» إلى تحف فنيه رائعة.
يقول إبراهيم بلال، الذى يبلغ من العمر ٣٠ عاما: «بدأت تلك الموهبة لدى منذ ثلاثة أعوام ونصف بعدما شاهدت منحوتة على قلم رصاص لفنان تايوانى على موقع (إنستجرام)»، مضيفًا: «فأعجبتنى الفكرة ووجدت فيها صعوبة لتنفيذها، فكيف أنحت على تلك المساحة الصغيرة بتفاصيل دقيقة، ومن هنا أصابنى الفضول فقررت أن أخوض تلك التجربة، ونجحت بعد المحاولة الـ٢٠، بنحت شكل قلب، ومن هنا أخذت الثقة خاصة وأن القلم لم يتعرض للكسر، فقررت أن أحاول وأعمل على إبراز التفاصيل أكثر فأكثر».
ويواصل: «فى البداية كان الموضوع بالنسبالى تمضية وقت فراغ وتسلية، ولكن بعد نحت العديد من المجسمات عرفت كيفية التحكم فى التفاصيل والتعامل مع تلك الخامة وعرفت الأبعاد والصعوبات وأيضا كيفية تفادى كسر سن القلم».
ويتابع: «بدأت التفكير خارج الصندوق حتى وصلت إلى فكرة إعادة صياغة الأثار الفرعونية بمجسمات متناهية الصغر والدقة، وبدأت أشتغل على التفاصيل أكثر، ونحت حجر رشيد، ثم اتجهت لنحت تماثيل من التاريخ الفرعونى، مثل تمثال نفرتيتى، وقناع توت عنخ آمون وتابوته وتمثال إخناتون، وتمثال أنوبيس وتمثال خفرع».
ويكمل: «كان هدفى فى البداية بسيطًا، هو أن يشاهد الناس أعمالى، وتنال إعجابهم، لكننى اكتشفت أننى أنافس عالميًا من دون أن أدرى، فلا يوجد اسم عربى معروف فى هذا الفن على المستوى العالمى، فقررت أن أكون أول شخص عربى اسمه يسطع عالميًا فى هذا المجال، وأحببت أيضًا أن أقدم الآثار المصرية وتراث مصر بشكل استثنائى».
وعن نحته للبرج الأيقونى يقول «إبراهيم»: «السبب فى اختيارى البرج الأيقونى يرجع لتوثيق وتخليد الإنجازات الحالية وتحويلها إلى آثار، كى يعرفها الناس بصورة أفضل وأكب».
وبالنسبة للوقت الذى يقضيه «إبراهيم» عاكفًا على منحوتاته حتى الانتهاء منها يقول: «يتفاوت الوقت باختلاف التفاصيل والمجسمات إللى بشتغل عليها، ولكن المتوسط يترواح ما بين ٣٠ إلى ٤٠ ساعة فى القطعة الواحدة».
وبعد أن فاق إبداعه كل الحدود الجمالية والفنية، عرضت عليه إدارة متحف الفن الإسلامى عمل معرض داخل المتحف، فيقول: «تواصلت معى إدارة متحف الفن الإسلامى لعمل منحوتات لها علاقة بالتاريخ الإسلامى، وبالفعل نحت ٢٠ قطعة من أبرز القطع الموجودة فى متحف الفن الإسلامى واستمر المعرض لمدة أسبوعين».
ويختتم كلامه، أحلم باقامة أول متحف للمصغرات فى الوطن العربى تعرض فيه منحوتاتى التى تمثل تاريخ مصر كله، فرعونى وإسلامى ورومانى، كما أحلم بعمل معرض سنوى تكون مهمته تعريف الناس بالآثار الفرعونية والإسلامية وجميع الحقب التى عاشت بها مصر على فترات الزمان وأن أعرض كافة منتجاتى بالعديد من الدول حول العالم .