ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "إلى مركز دراسات الموصل والأساتذة الأفاضل"، للطبيب والشاعر العراقي عادل البكري، تزامنا مع ذكرى وفاته التي تحل اليوم الأربعاء.
يا مركز العلم وفصْلِ الخطاب
وجامعِ الشملِ على خير بابْ
وراعي البحث له وقفةٌ
كوقفةِ الضرغامِ في سوحِ الغابْ
والموصلياتُ لها بهجةٌ
عن سالفِ الموروثِ والمستطابْ
معالمٌ بالحسنِ موصوفةٌ
ينهضها بالدرس او بالجوابْ
صرحٌ كريمٌ دأبهُ الخير لا
يثنيه عن دأبهِ مُر الذهابْ
في همه قعساء لا يرتجى
غير أداء الحق وهو الثَوابْ
وشاهدَ الحدباء في وضعها
في ندوةِ عن سبب الانحدابْ
وقلعةُ "الطابيا" لها حصةٌ
من جانبِ التاريخِ والإنتسابْ
وقد أناب القومُ في ذكرها
أستاذاً وخيرَ من قد أنابْ
عن سامعاتِ في البِنا شُيدتْ
يُذكر تاريخها والذكرُ طابْ
رائدها "ذو النون" يهفو إلي
أوابدٍ مما جرى ثم غابْ
له أحاديثُ الرؤى إذ مضتْ
قد زانها العلمُ وحُسنَ المآبْ
تعيد للذكرى أساطيرها
منضودةً في ورقٍ أو كتابْ
"ذو النونِ" والفضل لكم جملةٌ
في غيهبِ التراثِ رغمَ الصِعَابْ
فالموصلُ الحدباءُ في مجدها
ارفع في عليائها من سحابْ
لها من التاريخ أحداثهُ
وذكريات المجد عينُ الصوابِ.