إذا صادفك السير على كورنيش أحد الشواطئ بمدينة الإسكندرية وبالتحديد قرب نفق الإبراهيمية ستشاهد صورة رائعة للإسرار والتحدي شاب في السابعة والعشرين من عمره يقف على دراجة هوائية والتي قام بتحويلها لمقهى متنقل يبيع القهوة، من خلاله بطريقة مبتكرة، بعد أن صمم صندوقه يحتوي على الفحم والرمل ليصنع قهوة بمذاق رائع.
حسن حبيب تخرج في كلية التجارة، ولكنه لم يستمر في البحث عن وظيفة كأغلب الشباب، ولكنه فضل أن يبدأ مشروعه الخاص وإن كان هذا المشروع على متن دراجة هوائية، لكنه يحلم أن تصبح فكرته مشروعا كبيرا.
أحب حسن ركوب الدراجات الهوائية، وكان يعمل في مجال السياحة وشاهد العرب في شرم، وعددا من المدن يقومون بعمل القهوة والشاي، بطريقة بسيطة وبدائية، باستخدام أدوات بسيطة مثل الخشب والرمل، ومن هنا بدأت الفكرة وقام حسن بتصميم صندوق يحمل فيه الفحم والرمل والأدوات المستخدمة في عمل القهوة، ووضع الصندوق على إحدى درجاته.
بدأ حسن مشروعه في القاهرة حيث لقيت الفكرة ترحابا شديدا من الزبائن باعتبارها فكرة جديدة، كما أن القهوة لها مذاق رائع، وتقدم بطرق مختلفة وبأشكال متعددة، واستمر حسن في شوارع القاهرة لمدة ستة أشهر، ثم انتقل إلى شرم الشيخ لمدة شهرين، وبعدها قرر العودة لمسقط رأسه في الإسكندرية ليبيع قهوته على شاطئ البحر.
لقيت فكرة حسن ترحابا كبيرا من الأسرة فقاموا بمساندته ودعمه واثقين أن حلمه سيتحقق ذات يوم خاصة أنه لم يستسلم، ولم يقع مصيدة للبطالة، خاصة أنه يؤكد استمراره في هذا العمل ولا يعتبره مصدرا مؤقتا للدخل، بل يعمل على تطويره ونشره في أماكن أخرى، من خلال سلسلة خاصة به تحمل اسم مشروعه "القهوة سر السعادة".