يصدر قريبًا عن دار الآداب الترجمة العربية للجزء الثالث من رواية "يوميات طائر الزنبوك" للكاتب هاروكي موراكامي، ترجمها إلى العربية أحمد المعيني. وكانت الدار قد أصدرت الجزء الأول والثاني في يوليو الماضي.
وفي تقديم الرواية، يقول الناشر:" حكايةٌ تبدو للوهلة الأولى قصةً بوليسية، أو روايةً عن علاقةٍ زوجيَّة تتمزَّق، أو تنقيبًا عن أسرارٍ دفينة من خبايا الحرب العالميَّة الثانية، البطل هو تورو أوكادا: شابّ يابانيّ يبحث عن قطّ زوجته المفقود. غير أنَّه سرعان ما يَجدُ نفسه في رحلة بحثٍ عن زوجته نفسها في عالمٍ آخر خفيّ. يتقاطع بحثُه عن القطّ مع بحثه عن الزوجة، فيلتقي زمرةً غريبةً من الأصدقاء والأعداء الذين يأتي كلّ واحدٍ منهم ومعه حكاية: بدءًا من الفتاة المرحة، والسياسيّ الحقود، وانتهاءً بمقاتل سابق.
ومن أجواء الفصل الأول نقرأ:"لم أجد متنفساً لانفعالي، فأخذت أحدق في سماعة الهاتف التي في يدي إلى أن تذكرت السپاغيتي. عدت إلى المطبخ، فأطفأت الغاز وصببت محتويات القدر في مصفاة. بسبب المكالمة انطبخت السپاغيتي فترة أطول مما يلزم لتبلغ مستوى الدينتي، لكن الطبخة لم تفسد. أخذت أتناول طعامي، وأفكر. نفهم بعضنا بعضاً؟ نفهم مشاعر بعضنا بعضاً في عشر دقائق؟ ماذا تقصد؟ لعلها مكالمة من مكالمات النصب والاحتيال. لا يعنيني ذلك على أي حال. بعد الغداء عدت إلى كتابي الذي استعرته من المكتبة، أسترق النظر بين الفينة والأخرى من أريكة الصالة إلى الهاتف. ترى ما الذي يفترض أن نفهمه عن بعضنا بعضاً في عشر دقائق؟ ما الذي يمكن أن يفهمه اثنان عن بعضهما في عشر دقائق؟ بدت واثقة جداً من تلك الدقائق العشر؛ فهي أول ما قالته في اتصالها. كما لو أن تسع دقائق لا تكفي، وإحدى عشرة دقيقة أطول من اللازم".