تسبب الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، فى توافد عدد كبير من العناصر الداعشية لأفغانستان، وجهتهم الجديد البديلة عن سوريا والعراق، مستغلين الفراغ الأمني.
وكان وزير الدفاع الروسى سيرغى شويجو، قد حذر من توافد عناصر تنظيم داعش، من سوريا وليبيا وعدد من الدول الأخرى إلى أفغانستان.
والهجوم الإرهاربى الضخم الذى شنه التنظيم فى أول أيام عيد الأضحى المبارك على القصر الرئاسى فى كابول، أثار مخاوف دولية عديدة من عودة التنظيم بقوة، خاصة بعد فشله فى استرجاع نشاطه فى كل من سوريا والعراق.
كان الوجود الداعشى فى أفغانستان فى بداية عام ٢٠١٥،بعد ظهوره فى سوريا والعراق بعام، وأطلق عليها بـ«ولاية خرسان»، وبدأ فى ذلك الوقت يدخل فى منافسات شرسة من حركة طالبان، التى يعتبرها التنظيم تخالف شرع الله، لأنها تعتمد فى تمويلها على زراعة المخدرات وبيعها، وتتعاون مع الأمريكان، بحسب زعمهم، ووفق ما جاء فى دراسة أعدها «المركزالأوروبي» بعنوان«داعش أفغانستان».
وانحسر عدد التنظيم فى عام ٢٠١٦إلى ٨٠٠شخص فقط وذلك بسبب عدد كبير من الانشقاقات والخسائر التى وقعت صفوف التنظيم بين الجيش الأفغانى وحركة طالبان والقوات الأجنبية، حيث أدى قتل زعيم داعش فى البلاد والذى يدعى « عبدالحسيب»، ومعه المئات بعد إلقاء القوات الأمريكية أكبر قنبلة غير نووية والمعروفة باسم « أم القنابل»، إلى تقلص عدد العناصر.
وتنوعت هجمات التنظيم ما بين عمليات إعدام بشعة لوجهاء القرى وقتل موظفى الصليب الأحمر وشن هجمات انتحارية وسط الحشود، بما فى ذلك تنفيذ سلسلة من العمليات الانتحارية الدموية ضد أهداف مرتبطة بأقلية الهزارة.
وبعد أن كان وجود التنظيم يقتصر فى بادئ الأمر على عدد محدود من المناطق على الحدود مع باكستان، أنشأ جبهة ثانية رئيسية فى الأقاليم الشمالية بما فى ذلك «جاوزجانوفارياب»، بحسب مركز مكافحة الإرهاب فى ويست بوينت.
ومن بين أهداف التنظيم فى الآونة الأخيرة مساجد صوفية وأبراج كهرباء وشاحنات لنقل الوقود وركاب حافلات.
فرصة للتخلص من طالبان
ويقول عبد الخبير عطا الله: إنداعش الآن أصبح يفكر فى فرصة واحدة، وهى استغلال الفرصة للقضاء على طالبان فى عقر دارهم، مستغلًا فى ذلك الفراغ الأمنى الذى تركتيه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد عطا الله، أن طالبان تُسيطر فى الوقت الحالى على ٨٥٪من أراضى أفغانستان، وداعش يريد أن ينافسها على تلك المساحة، لذلك نجده يرتكب العديد من عمليات الاغتيال والذبح لعناصر طالبان ويشن العديد من الغارات عليهم فى معاقلهم.
وأكدت كثير من تسجيلات التنظيم فى وقت سابق أهمية تطهير أفغانستان من الحكومة وحركة طالبان المرتدين وفق عقيدة داعش.