قمت بتهنئة الفنان لطفي لبيب بعيد ميلاده 18 اغسطس الاربعاء الماضي منذ ايام عبر التليفون كان واجبًا انسانيًا باعتباره صديقي الحميم والفنان الذي يدهشني بفنه وثقافته ومواقفه الوطنية وتعاملاته الانسانية الراقية وباعتباره احد نجوم قواتنا الناعمة الوطنية فضلا عن حبه الخاص للسويس.
لا يستطيع ان ينكر احد حجم الاعمال الهامة الفنية والمحببه التى قدمها هذا الفنان والتى تزيد عن 350 عملًا فى كافة الاعمال الفنية " المسرح – السينما – التليفزيون والاذاعة ".
من بينها 9 مسرحيات هامة " الملك هو الملك " للكاتب سعد الله ونوس اخراج مراد منير بطولة صلاح السعدني وماجدة منير والمطرب محمد منير " وما يزيد عن 121 فيلمًا..
فضلا عن 106 مسلسلًا تليفزيونيًا منهم 6 " اعمال ست كوم " فضلا عن 8 مسلسلات اذاعية منها " هيما فى البريمة وفلول وطعمية ".. وغيرها ولعل معظم اعمال لطفي لبيب تستهدف اسعاد المواطنين دون اسفاف ودون عبارات خادشة للحياء تقدم رسائل اجتماعية انسانية وسياسية هامة للمجتمع.
كما لا يمكن لاي منصف ان ينكر الاعمال المتفردة في فيلمي " السفارة فى العمارة والنوم فى العسل " مع الفنان عادل امام والحوار المحدد الكاشف للامراض الاجتماعية التى تهدد الوطن فى الخارج والداخل والتى كتبها " الوحيد حامد " المؤلف المبدع.
وقدمها لطفي لبيب بمهارة وبساطة عبر حضور انساني واداء متقن لا يهمه طول الدور او ترتيبه داخل العمل مكتفيًا ومتمسكًا بدوره والتخديم عليه سواء بتمثيل الدور الثاني او موقع الوسط بعيدًا عن البطولة متمسكًا بعمق الشخصية وتأثيرها المقنع.
وهنا نتذكر ادوار الكوميديانات المميزين امثال " استفان روستي – ابو بكر عزت وسعيد ابو بكر وغيرهم ".
ولعل الاهم من وجهة نظري عند لطفي لبيب هو الوجه الاخر حيث ثقافته الواسعة ومواقفه الوطنية الواضحة التى ليست محل من المزايدة او الافتعال والتى اكتسبها من الروح المصرية من اصالة صعيد الوطن فى بني سويف ومن الجنوب الاصيل والوجه البحري حتي الاسكندرية...
ولعل الوجه الاخر يتمثل فى كتاب لطفي لبيب الذي يحمل عنوان " الكتيبة 26 " التابعة للجيش الثالث الميداني بالسويس والذي يتحدث فيها عن تجربته الشخصية باعتباره جندي خلال ما قبل وبعد حرب اكتوبر وعلاقة لطفي لبيب بابناء السويس فى تلك الفترة من حرب الاستنزاف والى نصر اكتوير.
متذكرًا مواقفه الوطنية والانسانية معً بائع الخضر " عم السهولي " الذي كان يبيع الخضروات والفاكهة فترة الحرب بجوار مسجد السيد البدوي بشارع احمد عرابي بحي الاربعين وكان لنا شرف استضافة الفنان والمؤلف لطفي لبيب منذ 11 عامًا بقاعة فندق جرين هاوس بالسويس فى صالون سواسية الثقافي الذي اتشرف برئاسته لمناقشة كتابه " الكتيبة 26 ".
فى ندوة موسعة بحضور كوكبه ونخبة من المثقفين ابناء السويس الذين احتفوا به وناقشو معه دوره المتميز فى مسلسل ابو ضحكة جنان الذي جسد فيه دور والد الفنان اسماعيل يس ابن السويس.
ولعل الدور الاهم فى الوجه الاخر للفنان لطفي لبيب برز فى لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونخبة من الفنانين والمبدعين المصريين حيث اتسم حديث لطفي لبيب مع الرئيس بالمصارحه والمصداقية حول مستقبل الوطن واهمية الفن والترشيد والعمل والانتاج الجيد.
ويضاف قبل ذلك رفض لطفي لبيب تكريمه ودعواته من السفارة الاسرائيلية بالقاهرة عن دوره فى فيلم السفارة بالعمارة مؤكدًا على وطنيته دون افتعال او مزايدة متمسكًا بالثوابت الوطنية للشعب المصري الرافض للتطبيع...
كما يأتي موقف لطفي لبيب مؤكدًا على تطبيق اللامركزية وتطوير المحليات رافضًا للتعصب والطائفية والارهاب حيث اعلن وهو المسيحي رفضه القاطع لتعيين محافظًا مسيحيًا فى تجربة تعيين " محافظة قنا " اثناء حكومة عصام شرف الدين رئيس مجلس الوزراء الاسبق.
مبررًا ذلك بقوله " ليس هناك كوته تجبر على تعيين اقباط محافظين وان الدور المهم للمحافظ يأتي من حيث الاداء المهني والانساني تجاه المواطنين فى محافظته بغض النظر عن ديانته ".
فضلا عن رأي الفنان لطفي لبيب الذي انتقد فيه مشاركة " ماسبيرو " بحصة 51 % من نسبة مدينة الاعلام معلل ذلك بان ماسبيرو بها خسائر.. فضلا عن انها تعاني من سوء الادارة وتحتاج لتطوير الاداء.
وبعد ان الوجه الانساني والثقافي المنحاز للوطن هو وجه مشرق مهم للفنان.
وتبقي تحية لأسرة لطفي لبيب للسيدة زوجته باعتبارها وراء كل رجل عظيم امرأة وبناته " كرستينا – كاتيا وكارمن " واحفاده وتبقي تحية للقوة الناعمة المصرية التى بها امثال الفنان لطفي لبيب.