(وعزة نفسي مانعاني) جملة تكررها أم كلثوم وتنهى بها كل كوبليه فى رائعتها (حيرت قلبى ) كلمات رامى وألحان رياض السنباطى، ولكنها فى الواقع أكثر من مجرد جملة فى أغنية ، فهى تحمل الكثير من المعانى والقيم التى كانت - وللأسف لم تعد كما كانت .
حديثى هنا عن عزة النفس وأعنى عزة النفس فى المطلق وليس فقط فى الحالة العاطفية التى صورها رامى . عزة النفس هى قمة الترفع ورقى الإحساس واحترام الذات والاعتزاز بالكرامة ، وهى التى تمنع من يتمتع بها من الخنوع بأى شكل من الأشكال ومن أن ينحنى لأى شخص أو حتى أى كيان للوصول إلى هدف ما أو لتحقيق مصلحة معينة .
عزة النفس هى التى تعطى من يتمتع بها الإحساس بانه أكبر من اى مصلحة أو من أى هدف يستدعى الوصول إليه أن يتنازل عن كبريائه أو يقبل أشياء يمكن أن تمس أو تجرح كرامته الشخصية أو حتى المهنية . عزة النفس هى التى تمنعك أن تأخذ أكثر من حقك أو أن تجور على حقوق الآخرين . عزة النفس هى ميزان العدل بداخلك وهى الفرامل التى تكبح ذلات النفس .
إذا غابت عزة النفس يزداد وينتشر النفاق والتملق والرياء - النفاق للمسؤولين وأصحاب السلطة . إذا غابت عزة النفس تنقلب الموازين ونقبل مالا يجب قبوله ويتحول الباطل إلى حق أمام أعيننا ونحن نؤيد وندعم ونصفق طالما أن ذلك يحقق المصلحة المنشودة . إذا غابت عزة النفس تختفى الأخلاق والمبادئ ويسود الظلم ويتحول أى نجاح إلى فشل وينتشر نموذج محجوب عبد الدايم الذى يبيع أى شيء من أجل المصلحة . أهم وأغلى قيمة يمكن أن تزرعها فى أبنائك هى عزة النفس فهى التى تمنع كما قالت أم كلثوم ، وهى بحق المعنى الحقيقى للكبرياء والكرامة والشموخ .