تضع الحكومة خطة لمنح جرعة واحدة على الأقل من لقاحات "كوفيد-19" لأكثر من ثلث السكان قرابة الــ 35 مليون مواطن في أقل من ثلاثة أشهر، حسبما ذكرت وزارة الصحة، بالتزامن مع توفير مخزون اللقاحات الكاف حيث استوردت مصر حتى الآن قُرابة 8.8 مليون جرعة وأنتجت شركة فاكسيرا الحكومية حوالي 10 ملايين جرعة من لقاح سينوفاك الصيني، كما تهدف إلى تصنيع 15 مليون جرعة شهريا اعتبارا من أغسطس الجاري.
ويرى الخبراء أننا بحاجة لزيادة مراكز التطعيم لـ 3 آلاف مراكز على الأقل وأن تحديد عدد الجرعات بحسب نوع اللقاح أن التطعيم هو إجراء وقائى لا يمنع الإصابة وإنما يقلل من أعراض الإصابة ويقلل نسب الوفيات.
وتطمح الحكومة في تسريع الجدول الزمني لمستهدفها السابق، حيث قال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي يوليو الماضي، إن الحكومة تستهدف تطعيم 40% من السكان بحلول نهاية العام. وتمنح الحكومة الآن الأولوية لتطعيم العاملين والطلاب في قطاع التعليم الجامعي، وكذلك العاملين في قطاع التعليم قبل الجامعي استعدادا للعام الدراسي الجديد.
من جانبه يقول الدكتور محمد عز العرب، استشارى الجهاز الهضمى: تسعى وزارة الصحة لزيادة أعداد الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم باللقاحات المتاحة بجرعة واحدة على الأقل لأن فاعلية اللقاحات تتوقف على نوعه فهناك فاكسين يصلح لجرعة واحدة مثل جونسون آند جونسون وتعاقدت مصر على 25 مليون جرعة منه وصل 600 ألف جرعة فقط حتى الآن، وهناك أنواع فاكسينات تتم فاعليتها خلال أسبوعين وآخر ثلاثة أسابيع، وهنا يكون تحديد عدد الجرعات بحسب نوعه سواء لقاح سيتوفاك الصينى أو استرازينكا الإنجليزى أو لقاح فايزر.
ويضيف "عز العرب": المُستهدف تطعيم ثلث سكان مصر بالجرعة الأولى بحسب أخر التصريحات للحكومة فى حين أن المُعلن سابقًا بحسب خطة وزارة الصحة هو تطعيم 40 مليون مواطن بجرعتين حتى نهاية العام وهنا يجب توفير 70 إلى 80 مليون جرعة.
ويواصل "عز العرب": الفترة المقبلة ستشهد توافر العديد من اللقاحات بمختلف الشركات ويبقى تحدى وصول الرقم المستهدف 800 ألف شخص يوميًا من خلال 580 مركز المتاحة عبر أنحاء الجمهورية؛ الأمر الذى يصعب تحقيق هذا الرقم عمليًا وهنا تكون زيادة مراكز التطعيم أمر ضرورى وحتمى على مستوى الـ27 محافظة بنحو 10 مرات المراكز الموجودة لتصل لـ 3 ألاف مركز على الأقل. بالتزامن لصياغة حملة قومية من كل الوزارات ومنظمات المجتمع المدنى لدفع وحض الناس على التطعيم فنجد المغرب تخطت الـ 25 مليون مواطن تلقى جرعات التطعيم.
وبحسب المعلومات تمكنت مراكز التطعيم المنتشرة في أنحاء البلاد من تطعيم 155 ألف شخص، ارتفاعا من 100 ألف سابقًا، وستحتاج الحكومة إلى زيادة هذه المعدلات إلى نحو 800 ألف شخص في اليوم الواحد لبلوغ مستهدفها الجديد.
ويقول الدكتور أسامة رستم، عضو غرفة صناعة الدواء: مصر استطاعت أن تصنع مزيج من الفاكسينات التى تم إجازاتها من منظمة الصحة العالمية فضلًا عن تصنيع لقاح صينى فى فاكسيرا (المصل واللقاح) وتسعى مصر لبلوغ أكبر عدد من الذين تلقوا اللقاح للوصول لما يسمى بالمناعة المجتمعية التى لا تتحقق إلا بتطعيم 70% من السكان التى تلقت جرعتين على الأقل ونسب كبيرة تكون لديهم تكوين للأجسام المناعية مما يضعف تركيز الفيروس المنتشر داخل الدولة وتكون تكونت المناعة المجتمعية وتتراجع نسب الإصابة.
ويضيف"رستم": مع بداية ظهور الجائحة كان الاتجاه العالم للتطعيم الانتقائى والفئات الأكثر عرضة أو تأثيرًا مثل الأطقم الطبية وأصحاب المرضى المزمنة نظرًا لقلة عدد اللقاح ولكن مع وفرتها وزيادة إنتاجها تغير الاتجاه للتطعيم لأكبر عدد من المواطنين، وتخطت مصر الموجات الثلاثة الأولى بسبب حسن إدارة الملف وخطط التعامل مع الجائحة.
ويواصل "رستم": يجب الوضع فى الاعتبار أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس ولكنها تسهم فى تخفيف الأعراض أو المتاعب الصحية المصاحبة للإصابة وتؤدى للتعافى بدون الذهاب للمستشفى كما تقلل نسب الوفيات، ونناشد من تلقى اللقاح بعد التراخى وتطبيق الإجراءات الاحترازية ونأمل للوصول للتطعيم الإجبارى.
ومن المتوقع وصول جرعات جديدة من سينوفاك وفايزر في أغسطس الجاري، حيث قد تصل دفعة من 2.5 مليون جرعة من لقاحات فايزر - التي كان من المقرر وصولها منتصف يوليو الماضي - خلال الأيام المقبلة.
وكان من المتوقع أيضا، أن تتلقى مصر مليون جرعة من لقاح سينوفاك أواخر الشهر الماضي، بالإضافة إلى دفعة ثانية تضم 700 ألف جرعة لقاح جونسون آند جونسون.