بدأت منذ صغرها فى تعلم وحفظ القرآن الكريم والسيرة النبوية ودراسة فقه الدين والمذاهب الأربعة بالأزهر الشريف، وتربت على يد أبيها شيخ مشايخ القرية وإمام وخطيب بالمساجد، حيث تعلمت منه الكثير عن أصول المهنة وآدابها.
تحكى ولاء رفعت العقبى، 42 سنة، مأذونة شرعية، من مواليد محافظة الجيزة بقرية الشوبك الغربى- البدرشين لـ«البوابة نيوز» أنها نشأت من أسرة مُحفظة لكتاب الله أبا عن جد ويدرسون الفقه والقرآن، وهى خريجة كلية الدراسات الإسلامية والعربية 2005، وتولت منصب المأذون بقرار وزاري من وزارة العدل 2019، وعن ما كان يحدث فى القرى والريف تقول: ما جرى فى المذاهب الدينية والعرف أن الرجل هو يقوم بعمل المأذون على مدى أعوام وعقود متتالية، ولكن بعد أن ترشحت المرأة على مقعد البرلمان وفى ساحات القضاء، أصبحت من أقوى النماذج المشرفة للمرأة المصرية، وشجعنى أبى وأهلى فقررت أن أترشح للعمل كمأذونة عن قرية الشوبك الغربى ونزلة الشوبك بمدينة البدرشين وخضت معركة شرسة مع مجموعة من الرجال للترشح على مقعد المأذون وكنت أنا المرأة الوحيدة التى فازت وتولت المنصب بجدارة، بعد عشر سنوات بدون مأذون رسمى، حيث أثارت ضجة واسعة فى القرى والأحياء المجاورة عن امرأة تتولى منصب مأذون وتجوب البيوت لعقد قران أبناء عائلات وشخصيات لها فكر وأصول وعادات وتقاليد قديمة لا تتغير.
وأضافت: النجاح بالنسبة لى ليس حصولى على اللقب كأول امرأة فى القرى والريف، لكن عندما مارست العمل من خلال قريتى والقرى المجاورة حظيت بنجاح كبير لم أتوقعه، وكان فى توقعى أن يستغرب أهل البلدة بقيامى بدور المأذونة لكن ظهر عكس ذلك من تشجيع المرأة والوقوف بجانبها، حيث وضحت لهم الفكرة بأن الشرع والقانون يسمح بتأدية عملى كمأذونة شرعية.
واستطاعت أن تكسب ود وتعاطف الكثير من الأهالى وليس الدخول لمنازلهم فقط ولكن تشاركهم فى افراحهم وأحزانهم أى أصبحت كما يقال حلال مشكلات، فضلا عن تقديم الاستشارات الدينية والاجتماعية.
وأكدت أن الزواج له فصول معينة ومواسم فى السنة، مثلا فى فصل الصيف يتزايد عقود الزواج نظرا لارتباطه بالاعياد وإجازات آخر العام وعودة الشباب المصريين من الخارج، بالإضافة إلى طقوس وعادات قديمه متوارثة من الأهل اعتادوا عليها مثل الاستعداد للعرس قبل أسبوع من موعد الزفاف.
وفسرت «ولاء العقبى» ارتفاع حالات الطلاق والخلع فى الفترة الأخيرة بسبب البطالة، والفقر والظروف المعيشية الصعبة واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بالطريقة السيئة والتعارف على «الشات» من قبل أشخاص مجهولين والاختلاط معهم.
واختتمت حديثها عن رسوم عقد الزواج توضح قائلة: المأذون لا يتقاضى أجرا من المحكمة ولكن يأخذ أتعابه من العريس وحسب ظروفه المادية، ويكون 800 جنيه للزواج ونفس القيمة للطلاق، بالإضافة إلى 10% من قيمة مؤخر الصداق المحرر فى عقد الزواج كأجر لمأذون.