قال محمد طاهر، الباحث السياسي، إن مستقبل أفغانستان مرهون في كيفية تعامل طالبان مع المجتمع الدولي وقدرتها على احتواء الهواجس والمخاوف بشأن قدرتها على الإنتقال من إدارة المليشيات لإدارة الدولة ومؤسساتها، بالإضافة إلى قدرتها على احتواء باقي القوى السياسية والمدنية والتعامل مع العلمانيين الأفغان.
وأضاف طاهر في تصريحات للبوابة نيوز، أن هذا هو التحدي الأصعب ومفترق الطرق اللي هيحدد مستقبل حكم طالبان وقدرتها على عودة الهدوء والاستقرار السياسي في الدولة، والمجتمع الدولي ينتظر ليرى ما في جعبة تنظيم طالبان ليحدد مدى تقبله للحكومة الجديدة في أفغانستان وبناءًا عليه تطوير العلاقات مع النظام الجديد، أم أن طالبان لن تنجح في التعامل مع التحديات المنتظرة بشكل إيجابي، خاصة في مسائل الديمقراطية وحقوق الأقليات والمرأة وحقوق الإنسان بشكل عام، فكل هذه القضايا جنبًا إلى جنب قدرتها على حفظ الأمن وبسط سيطرتها على كامل الأراضي الأفغانية.
وقال إن الدول الغربية تدرك أن لا يوجد هناك بديل يمكن التعويل عليه في حكم كابول سوى تنظيم طالبان، لذا ترك حلف الناتو والولايات المتحدة الملعب خاوٍ للتنظيم لإستعادة الحكم في البلاد طالما أن التنظيم لن يرعى أي تنظيمات إرهابية تستهدف الدول الغربية كما حدث في السابق في عهدة طالبان عام ٢٠٠١.
فكما أشار أن الأوضاع الميدانية والسياسية أقرب أن تستتب لصالح التنظيم، والمجتمع الدولي يدرك هذا السيناريو، ولكن مستقبل احتواء نظام طالبان داخل المجتمع الدولي مرهون بما سيقدمه التنظيم من نظام حكم على الأقل غير جهادي حتى وإن كان نظام إسلامي، والتأكد من أن أفغانستان لن تحذو حذو النموذج الإيراني في الحكم.