فى إحدى الغُرف شديدة الهدوء، داخل مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، يجلس شخص ما، لا يعلم عن العالم الخارجى شيئا، مغيب عن الوعى دائما يلقبون المريض النفسى بالمختل، ولكنى لست مصابا بالجنون، أنا فقط لم أتحمل خذلان العالم أجمعين لي، لم أتحمل العالم الخارجي، فهو مؤذ بشكل بشع، فقط أتاثر بكل شيء يحاوطنى، هذا ما كان يدور بعقلى وأنا داخل غرفتى المظلمة مُربوط بقيود حديدية، كنت أنظر دائمًا حولى على تلك الجدران التى تحاوطنى قبل أخذ المُهدئ الذى يجعلنى أغيب عن الوعى تمامًا، فأنا لا أهدأ أبدًا كلما اِنتهى مفعول المهدئ أستمر فى الصراخ؛ فبداخلى صراع، لا أحد يعلم من أنا حتى الآن أنا قتلت طفلتى الصغيرة باثنتى عشرة طعنة، بسبب صراخ زوجتى ثم قتلتها هى الأخرى، ومن وقتها وأنا فاقد الوعى عن الحياة، الضغط العصبى جعلنى أقتلهما دون حق لي، لم أقصد إنهاء حياتهما، أنا كنت أحبهما، ولكنى الآن أكره نفسى وأكره العالم بأكمله، وأريد الانتقام من الجميع؛ لذلك قيدونى بالحديد ومنعوا زيارتي، أنا لست مجنونا، أنا هُزِمت من العالم أجمعين.
