الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الداعية أحمد صابر يكتب.. الإسلام والمسيحية بالطينة المصرية

الداعية المعاصر أحمد
الداعية المعاصر أحمد صابر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكنيسة المصرية الأرثوزكسية هي رأس الإيمان المسلم به للمسيحية منذ تولى القديس مارمرقس الرسول بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأنا بصفتي قبطيا وطنًا ومسلما ديانة أعرف تماما معنى وقدر المسيحية المصرية التى تختلف عن مسيحية العالم كله. 
لهذا فإنني أعشق قبط مصر وأغار على كنيستى وبطريركى تماما مثل إسلامى وأزهري، وكذلك أيضا هناك الكثير من أقباط مصر يحبون الإسلام المصرى الذى يختلف عن إسلام العالم كله. 
ويغارون عليه بكل صدق وأمانة وبعيدًا عن زوبعة الإعلام المجوفة والشعارات المزيفة فإن سجلات التاريخ حافلة بالمحبة والرباط بين الأزهر والكنيسة وخاصة وقت الشدائد والأزمات والمحن.. وعلى وجه الخصوص أنا شاهد عيان بالعشرة العملية على أرض الواقع سرا وعلانية. وآخرها كان منذ أيام قليلة مع الأنبا رافائيل سكرتير عام المجمع المقدس وكنائس وسط القاهرة والذى كان من أقوى المرشحين للجلوس على كرسى مارى مرقص، وكان من أعلى الأصوات والأكثر محبة وشهرة وشعبية؛ لأنه كان من أقرب الأساقفة لقلوب الشعب فكان وما زال الأنبا رافائيل لا يحول بينه وبين شعبة سوى ساعات نومه القليلة تماما مثل أبويه الأنبا كيرلس السادس والأنبا شنودة الثالث لقد لاحظت ذلك بنفسى !! فمثلا وبدون أى ترتيب ولا مقدمات ولا سابق ميعاد ذهبت إلى البطرخانة القديمة وبعد القداس فوجئ الأنبا رافائيل بأن السكرتاريه يقولون له بأن هناك شيخا أزهريا جالسا بين الشعب الذى يريد مقابلة نيافتك، فعلى الفور أمر بإدخالى إليه وإذ به يفتح ذراعيه كعادته مبتسما من قلب الأب الطيب والراعى الصالح مرحبا بالابن والأخ والصديق فينك يا حبيب أبوك من زمان وحشنى جدا يا فضيلة الشيخ أحمد صابر. وهذا لايفعله معى سوى اثنين هو والقمص داود إبراهيم كاهن كنيسة العذراء بالوراق، ودار الحوار بيننا بلا أى عناوين وبتلقائية من القلب إلى القلب تحدثنا فى كل شيء وعن أى شيء ونسينا العالم لفترة طويلة جدا تحدثنا فيها عن مصر الأزهر والكنيسة !! وعن فضائل القرآن والإنجيل. 
وعن ثمار الهجرة الأولى بين النجاشى ملك الحبشة المسيحى ورسول الإسلام محمد ( ص ) وتحدثنا أيضا عن مكانة مصر بين الأمم ومجئ العائلة المقدسة وماذا قال القرآن والإنجيل عن مصر وكيف أوصى الرسول بأهل القبط ومعنى قول المسيح مبارك شعبى مصر ! وتحدثنا أيضا عن مشكلة سد النهضة وعلاقة الزعيم جمال عبدالناصر بالأنبا كيرلس السادس وحضور إمبراطور إثيوبيا هيلاسلاسى فى افتتاح الكاتدرائية سنة 1964 تحدثنا أيضا عن الأنبا أنطويوس أول الرهبان والأنبا بولا أول السواح. ومعنى قول الأنبا بولا للأنبا أنطويوس ( إسلام للنيل إسلام للحاكم إسلام للبطرك ) 
بعد غياب ٩٠ عاما عن رؤية البشر تحدثنا أيضا عن مفهوم معنى اللاهوت والناسوت والثالوث الأقدس بالنسبة للآخر؟! تحدثنا أيضا عن مراجعة كتابين من تأليفى تحت عنوان الأول ( خواطر البيان بين الأديان ). 
والثانى. تحت عنوان ( قزمان الإنسان ) تحدثنا أيضا عن الإعلام البناء والهدام وتأثيره على عقول العوام. وآفات شباكات التواصل الاجتماعى وتأثيرها على المجتمعات بكامل ثقافتها وكيف نحارب الأفكار السلبية محاربة فكر بفكر وكيف السبيل إلى حل لعدم تفشى الفتن ماظهر منها ومابطن لأن مصر مستهدفة وتحارب من الداخل والخارج. كما تحدثنا أيضا عن بعض المواقف الجميلة والوطنية التاريخية للبطاركة فمثلا من أول الأنبا كيرلس الخامس مع الأرشذياكون حبيب جرجس صخرة الكنيسة مؤسس مدارس الأحد وحتى الأنبا تواضروس الثانى الذى تحمل المسئولية فى أوقات عصيبة وفاصلة، فى تاريخ مصر المعاصر ، ولكن كان تركيزى أنا على العظيمين من البطاركة الأنبا كيرلس السادس. وهو مينا المتوحد فى الطاحونة ( طاحونة هواء مهجورة بمصر القديمة سكنها الراهب مينا )، ومن ثم جاءت قداساته اليومية وروحانياته وحياته البسيطة وغرفة نومه تشهد على ذلك زرتها بنفسى والأنبا شنودة الثالث. ومواقفه الوطنية وخاصة حياة الوحدة فى المغارة ٨ سنوات كاملة ومحنته سنة ٨١ ، الذى قال عنها إنها كانت منحة وليس محنة ولكن الجميل فى هذا اللقاء هو أنه كان بالنسبة لى أنا شخصيا لقاء تاريخي مع قمر منير بين النجوم هو نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل وكأنك تتحدث مع البابا كيرلس السادس والأنبا شنودة الثالث فى وقت واحد شخصية رفيعة المستوى ترقى إلى الملاك فى صورة إنسان بكاريزما خاصة به هو.
متعه الله بالصحة والعافية والعمر المديد آمين. 
وبإذن الله تعالى ستكون هناك لقاءات عديدة لاستكمال هذه الرسالة وهذه المحبة التى لا تسقط أبدًا لأنها أطول من العمر.