السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

البطريرك الراعي بالدييمان يبحث الأوضاع الراهنة مع رئيس لبنان

البطريرك الكردينال
البطريرك الكردينال مار بشارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تلقى  البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 10 أغسطس  2021، اتصالا هاتفيا من  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تم خلاله التداول بالاوضاع الراهنة والمستجدات الأخيرة، كما تم التطرق الى ما تعرض له المقام البطريركي وشخص البطريرك من "حملات مدانة ومرفوضة من أي جهة أتت وتحت أي ذريعة أو حجة". 

كما شدد الرئيس عون على أن "حرية الرأي والتعبير مصانة بموجب الدستور، وأي رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السياسي ولا يجنح الى التجريح والاساءة حفاظا على الوحدة الوطنية ضمانة الاستقرار العام في البلاد.
وبعد ظهر اليوم اوفد الرئيس مستشاره السياسي انطوان قسطنطين الى الديمان ناقلًا الى البطريرك الراعي رفضه وشجبه واستنكاره التعرض الى مقامه. وقال بعد اللقاء: "نقلت الى البطريرك تحيات رئيس الجمهورية والموقف الواضح والصريح الرافض والمدين لأي اساءة لمقام غبطة البطريرك كما لأي مقام آخر بسبب رأي أو اختلاف في الرأي وأن أي إساءة على نحو ما جرى هي مرفوضة وليست من عادات لبنان واللبنانيين في النظام الديمقراطي الذي نتبعه. كما كانت مناسبة اطلعت فيها البطريرك على مجمل التطورات من وجهة نظر رئاسة الجمهورية وكان هناك بحث في المسار المتبع لعملية تشكيل الحكومة، وفخامة الرئيس يأمل بالطبع ان تتشكل باسرع وقت الحكومة القادرة على النهوض باعباء المرحلة وهي كثيرة وابرزها المشاكل والازمات المعيشية والمالية والطبية ورئيس الجمهورية هو من اكثر من يتحسس يوميا متاعب اللبنانيين ويبذل كل جهد حتى نخرج من النفق الذي ادخلتنا فيه التطورات الكثيرة

وكان البطريرك الراعي قد استقبل قبل ظهر اليوم المجلس الجديد لراهبات القربان الاقدس المرسلات بحضور راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون والمرشد الروحي الاب مالك بو طانوس وقدمت الرئيسة العامة الجديدة الام ماغي اضباشي للبطريرك برنامج المجلس الجديد والأنشطة التي سيقوم بها في لبنان والبرازيل ثم القت كلمة استهلتها بالقول" ايها الآب،اجعلهم كلهم واحدا ليكونوا واحدا فينا، مثلما انت فيَ وانا فيك، فيؤمن العالم انك ارسلتني." واضافت: "أتينا إلى غبطتكم حاملات في قلوبنا وافكارنا كل دعم وتقدير كبنات الى ابيهن، وكلنا ثقة انك لنا ولكل ابناء وبنات الكنيسة المارونية في لبنان وفي العالم شاهدا للحقيقة والمحبة والسلام ".
وشكرت للبطريرك دعمه واحتضانه ومساندته لكل الأعمال التربوية التي يقمن بها في لبنان والبرازيل مؤكدة تكملة المسيرة التي ابتدأها المونسينيور اميل جعارة المؤسس. وختمت: "ادامكم الله ابا وراعيا لجمعيتنا وللكنيسة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر فيها العالم ولبنان ونعدكم بالصلاة الدائمة لغبطتكم كما نطلب صلاتكم وبركتكم لنا."
ورد غبطته بكلمة هنأ فيها المجلس الجديد والام الرئيسة مثنيا على الذي سيقمن بتحقيقه ودعاهم الى المثابرة ومواصلة العمل على الاسس والمبادئ التي أرساها المونسينيور المؤسس اميل جعارة والمجالس المتعاقبة شاكرا الرئيسة العامة على كلمتها ومؤكدا ضرورة تشجيع الشباب على التمسك بالقيم وبلبنان الرسالة ودعوتهم الى عدم الهجرة والى شبك السواعد من اجل انهاض لبنان مما يتخبط فيه، كما فعل العديد من المواطنين الذين تعرضت بلادهم الى نكبات وازمات. ومنح البطريرك البركة للمجلس الجديد وللراهبات متمنيا لهن التوفيق في كل الاعمال التي سيقمن بها."
بعدها استقبل غبطته السيدة نادين ماينزا رئيسة اللجنة الاميركية للحريات الدينية والبروفسور الكسي مكرزل. 
وظهرا استقبل البطريرك الراعي رئيس المجلس التنفيذي ل"مشروع وطن الانسان" النائب المستقيل نعمة افرام الذي اعرب عن استنكاره للتطاول على البطريرك الراعي. وقال بعد اللقاء: "قمنا بزيارة طارئة لغبطة البطريرك في الديمان وتباحثنا في مجمل الامور خصوصا التي شهدناها في اليومين الاخيرين، واكدت له اهمية الرسالة التي اطلقها في عظة الاحد لأنها مبنية على الحق والواقع والتاريخ خصوصا واننا شعب لا يحب الحرب بل يحب السلم، ونحن منفتحون ونتوق الى التواصل مع العالم والاثبات على ذلك اغترابنا والانتشار اللبناني  واهميته في العالم وتحدثنا ايضا عن اهمية قرار السلم والحرب وحصره في يد الدولة اللبنانية وهذا امر اساسي في بناء الاوطان، وعندما يفقد الوطن هذه القدرة لا يمكن تسميته بدولة. ومن هنا اهمية عظة غبطته التاريخية خاصة وانها في الاسبوع الذي شهد ذكرى كارثة 4 آب ونحن نعتبر ان ارواح شهداء الانفجار هم ذبيحة عن كل لبنان وبموتهم يجب ان تفتح كل الملفات التي اوصلتنا الى ما نحن عليه والانفجار ليس عابرا انما هو مشروع يزيد عمره عن 30 او 40 سنة  من تدمير الدولة اللبنانية وادارتها وآلية اخذ القرار فيها. وارتكاب الخطيئة التي تسمح باتخاذ قرار الحرب والسلم بعيدا عن الدولة المركزية ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية والجيش اللبناني هي نفسها الخطيئة التي ادت الى انفجار 4 اغسطس.
وأضاف افرام: "نحن نعتبر ان ردة الفعل على كلام غبطته غير مقبولة لأنها تدل على الخلل في مفهوم الحق والباطل وهنا المشكلة خصوصا وان الحق يكون في ان تأخذ الدولة اللبنانية وحدها قرار الحرب والسلم والحق هو بان يعيش اللبناني بسلام كي يتمكن من تطوير حياته وكل شيء آخر باطل لأن لبنان بني من اجل الانسان وسعادته وحريته وانفتاحه وتحقيق ذاته ".
وختم: "نحن نعتبر ان ردة الفعل اظهرت المستوى المتدني الذي لا يليق الرد عليه بنفس المستوى ولا يكون الرد الا بنشر الحق والحقيقة التي تشكل الضوء الساطع الاقوى من عتمة الصور والافكار والكلمات النابية التي لا تليق بهذا الصرح وبمخاطبته. واتمنى ان نقف جميعا الى جانب البطريرك في مسيرته التي بدأت منذ آلاف السنين من هذا الوادي المقدس وستستمر، ونحن في هذا الشرق مستمرون ولن نخاف اي ترهيب او ترغيب ولن نترك هذا الوطن.