6 سنوات من توقف السياحة الروسية لمصر عقب سقوط طائرة ركاب أواخر 2015، ليتم استئناف الرحلات السياحية الشهر الجارى الأمر الذى عدد خبراء القطاع السياحى مزاياه من توفير العملات الأجنبية ورفع نسب الإشغالات فى الفنادق وقبلة حياة للقطاع السياحى.
ويرى خبراء السياحة أن العالم كله يعانى من اضطرابات وكوارث ما بين فيضانات أو حرائق أو عدم استقرار سياسى ما يجعل الفرصة سانحة لحيازة مصر نصيب الأسد من السياحة العالمية عبر صياغة برامج سياحية جاذبة والتركيز على أنماط سياحية جديدة وطالبو بزيادة تدريجية للأسعار خشية أن تتحول مصر للأرخص عالميًا وذكر خبراء الصحة بأن وضع مصر الوبائى جيد وتخلو مصر من المتحور «دلتا» مع ضرورة التشديد على دخول أي سائح بدون حصوله على اللقاح وتطعيم القطاع السياحى واستغلال تصنيف مصر عالميًا في التقارير الدولية مثل «الإيكونوميست» فى الترويج والدعايا للسياحة المصرية عالميًا.
كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وقع بداية يوليو الماضى، مرسومًا برفع حظر الرحلات الجوية للطيران العارض "شارتر" إلى المنتجعات المصرية، تزامنًا مع إعلان مركز العمليات الروسى لمحاربة فيروس كورونا، استئناف الرحلات الجوية من موسكو إلى الغردقة وشرم الشيخ اعتبارًا من ٩ أغسطس الجارى، على أن تكون مسارات الرحلات بين، موسكو – الغردقة وموسكو – شرم الشيخ، بـ٥ رحلات فى الأسبوع لكل مسار منهما، كما تم إرسال العديد من اللجان لمعاينة الاستعدادات المصرية لاستقبال الوفود السياحية وإعداد تقارير اللجان الروسية لتقييم الوضع الوبائى لمصر.
السياحة الروسية تمثل ٦٠ إلى ٨٠٪
يقول الدكتور عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقًا: "عودة رحلات السياحة الروسية أمر فى غاية الأهمية وله مردود إيجابيًا على انتعاش للمناطق السياحية فى شرم الشيخ والغردقة خاصة أنها تمثل ٦٠ إلى ٨٠٪ من إجمالي السياحة الوافدة لمصر وبالفعل اتخذت مصر العديد من التدابير على المستوى تطبيق الإجراءات الاحترازية وجاهزية الفنادق السياحية فى مقابل تباطؤ رد الفعل الجانب الروسى وتوقف دام ٦ سنوات".
ويضيف: هناك إجراءات تم اتخاذها سواء الـ "بتوميترية " المُطبقة بالمطار وهناك لجان عديدة روسية زارت مصر وأعطت تقييمات إيجابية للاستعدادات المصرية، ويجب الأخذ فى الاعتبار أن خلال الـ٦ سنوات الماضية وقت هجرة السياحة الروسية لمصر ذهبت لوجهات سياحية أخرى مثل المغرب وتركيا وبعض الدول الأوربية، وهناك منافسة قوية حول استقطاب السياح من جميع أنحاء العالم، وهنا يجب التطوير والتجديد تحسبًا لمنع خسارة أعداد من السياحة المستهدفة نتيجة رؤيتهم أنماط سياحية جديدة قد تستهويهم.
التعايش مع كورونا
ويواصل "عمارى": استطاعت مصر التعايش مع جائحة كورونا وتحول الاتجاه العالمى لفتح الإغلاق وعودة الحياة الطبيعية؛ كما ساهمت توفير القروض الميسرة لدعم قطاع الفنادق وتحفيف المديونيات المتأخرة وأيضًا ساهت احتفالية متحف الحضارة وموكب نقل الموميات، وبثها بشكل إعلامى ضخم؛ كلها خطوات لها مردود في غاية الأهمية للترويج الدعائي للسياحة في مصر، كما يجب استهداف رحلات أكثر من روسيا وعدم الاكتفاء بـ١٠ رحلات أسبوعيا وذلك يتوقف على فتح مناطق سياحية جديدة وعقد مؤتمرات وفعاليات دولية وعالمية وتطوير أنماط سياحية جديدة عبر خطط قصيرة وطويلة الأجل للتنوع السياحى.
ويشرح عمارى: لا بد من الرفع التدريجى للأسعار السياحية حتى يتم تحقيق هامش ربح للتغلب على رفع الأسعار وحالة الركود ولا نكون السياحة الأرخص عالميًا وسيتم التغلب على أسعار نقل السياح برحلات منتظمة ذات التكلفة الأعلى عن طريق رحلات "الشارتر" وهى رحلات عارضة تأتى مباشرة لمصر وتقوم الشركات بتأجير طائرات لنقل السياح وتعود لروسيا بسياح آخرين.
"الشارتر هو الحل"
وقالت المديرة التنفيذية لاتحاد منظمى الرحلات السياحية فى روسيا مايا لوميدزي، إن بلادها لن تسمح فى البداية إلا بتسيير الرحلات المنتظمة فقط. وأضافت أن تكلفة تلك الرحلات أعلى من رحلات الطيران العارض (الشارتر)، هُنا يقول "عمارى عبد العظيم": بأن الرحلات الشارتر عبر تأجير شركات السياحة السياحى الروسية لرحلات جوية عارضة "شارتر" تكون وجهتها مصر لنقل الوفود التركية لمصر ثم نقل السياح لروسيا مرة أخرى.
الجدير بالذكر، أن حركة الطيران بين مصر وروسيا، توقفت بالكامل فى ٢٠١٥، بعد سقوط طائرة الركاب "ايرباص-٣٢١" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" الروسية، خلال رحلتها الجوية رقم "٩٢٦٨" من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج، ما أسفر عن مقتل ٢١٧ راكبا، و٧ من أفراد الطاقم كانوا على متنها.
وفى السياق ذاته يقول باسم حلقة "نقيب السياحيين": السياحة الروسية تمثل نصيب الأسد من السياحة الواردة لمصر قبل ٢٠١٥ وذلك لأن مصر من أفضل الواجهات السياحية التى يفضلها الروس لأسباب عديدة منها قرب المسافة التى لا تزيد على ٤ أو ٥ ساعات علاوة عن مناسبة الجو مع السياح طول العام "صيف وشتاء" يضاف لها رخص الأسعار بشكل كبير بالنسبة لباقى دول العالم وارتباط الشعب الروسي بالمصريين والألفة بينهم.
ويضيف: تملك مصر العديد من الإمكانيات والمقومات السياحية سواء شواطئ أو سياحة الغوص والثقافية عبر المتاحف والمعابد التى تصب فى إمتاع السائح بوجه عام وعودة السياحة الروسية ستعظم من عائدات المصرية وتوفير العملات الأجنبية، والتزمت مصر باشتراطات الجانب الروسي لتأمين المطارات وتطبيق الإجراءات الاحترازية وتم بذل مجهودات كبيرة للوصل للتأمين على أعلى مستوى، كما ساعد التقارب السياسى بين "القاهرة وموسكو" على سرعة استئناف الرحلات.
وتابع حلقة: استعد القطاع السياحى لاستقبال الأعداد الوافدة عبر تطبيق قرار صادر من مجلس الوزراء بزيادة إشغالات للفنادق من ٥٠٪ إلى ٧٠٪ مع تطبيق الإجراءات الاحترازية لتتواكب مع الأعداد الزائدة الوافدة وتم اعداد البرامج الجاذبة وتم التواصل مع منظمى الرحلات الروسية وتم التعاقد مع عدد كبير من رحلات الطيران الشارتر لتغيير وجهات الطيران لها لشرم الشيخ والغردقة.
مصر الرابعة عالميًا
ذكرت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، احتلال مصر المرتبة الرابعة بين أكبر ٥٠ اقتصادا على مستوى العالم، في "مؤشر عودة الحياة الطبيعية" الجديد، الذى أطلقته مجلة، ليرصد من خلال عدة عوامل ومؤشرات عودة الحياة الطبيعية في بلدان العالم، بعد الآثار السلبية التى خلفتها جائحة كورونا ودفعت الدول لفرض قيود شديدة على التنقل خلال العام الماضى.
وبحسب التقرير الدولى فإن المؤشر الجديد يغطى ٥٠ من أكبر اقتصاديات العالم، تمثل مجتمعة ٩٠٪ من الناتج المحلى العالمى و٧٦٪ من السكان، موضحة أن مجىء مصر فى المرتبة الرابعة يعكس المرونة التى تعاملت بها الدولة مع جائحة كورونا، وقدرتها على الصمود فى مواجهة الأزمة من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، فى الوقت الذى تواصل فيه سعيها نحو تنفيذ رؤيتها التنموية ٢٠٣٠ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ضمن أوائل الدول
وهنا يشرح الخبير الاقتصادى الدكتور على الإدريسى، ونائب الرئيس التنفيذي بمركز مصر للدراسات الاقتصادية: "قطاع السياحة واحد من أهم المصادر الدولارية للاقتصاد المصرى، وهنا يكون استئناف الرحلات هي قبلة حياة للاقتصاد المصرى لتأثيره في توفير العملات الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة ولا يمكن النظر إلية بنظرة آحادية لأنه واحد من العناصر المتشابكة مع العديد من القطاعات مثل الصحة والأعذية والطيران".
ويضيف "الإدريسى": بحسب تقرير الإيكومنست فمصر تحتل المركز الثانى بعد هونج كونج باعتبار مصر من أوائل الدول التى تعايشت مع جائحة كورونا وطبقت خطة تعايش وكان الحظر المطبق بشكل جزئيا وليس كُليًا مثل معظم الدول وتم الالتزام بالإجراءات الاحترازية مع انخفاض معدلات الإصابة والوفيات من الفيروس بالمقارنة مع دول عديدة مما ساعد على سرعة التعافى بشكل كبير. كما نحتاج للعمل على ملف الترويج والدعايا للإعلان عن المقاصد السياحية المهمة والعالمية الموجودة فى مصر.
ومؤشر الإيكونوميست حول عودة الحياة لطبيعتها من ٨ مؤشرات فرعية مقسمة إلى ٣ مجموعات الأولى مجموعة النقل والسفر، ومجموعة الترفيه، ومجموعة مبيعات التجزئة والعمل، ومن خلال المجموعات الثلاث يتم رصد مدى عودة الحياة لطبيعتها على مستوى بلدان العالم، فى الوقت الحالى، مقارنة بالفترات السابقة التى كانت متأثرة باستمرار الإجراءات الاحترازية بسبب جائحة كورونا.
وصول ٣٠٠ إلى ٤٠٠ ألف سائح شهريًا
ذكرت غادة شلبي نائبة وزير السياحة في وقت سابق إنها تتوقع أن تستقبل مصر ما بين ٣٠٠ و٤٠٠ ألف سائح روسي شهريا بعد قرار رفع الحظر، كما تستهدف الحكومة أن تصل عائدات السياحة هذا العام ما بين ٦ إلى ٩ مليارات دولار، مقارنة بـ ٤.٤ مليار دولار العام الماضي. وبلغت إيرادات القطاع ٣.٥-٤ مليار دولار فى النصف الأول من عام ٢٠٢١، بعد أن زار البلاد ٣.٥ مليون سائح خلال تلك الفترة. وأشار بنك جولدمان ساكس في أبريل الماضي أن عودة الرحلات الروسية إلى منتجعات البحر الأحمر قد ترفع إيرادات السياحة المصرية هذا العام بمقدار ٣ مليارات دولار.
وقال الدكتور وائل النحاس "الخبير الاقتصادى": فتش عن شركات السياحة التركية التى تتحكم بشكل كبير فى السياحة الروسية وهى التى توجه الوجهات السياحية للوفود حيث ٨٠٪ من السياحة الروسية الوافدة لمصر كانت تأتى عبر شركات سياحية تركية وهى حصة لا يستهان بها.
وأضاف: يجب أن نضع في الاعتبار مردود ومستوى السياحة الوافدة الروسية لمصر، هل سياحة لها مردود اقتصادى أو مجرد تحقيق إشغالات فى الفنادق مثل السائح الذى يدفع ٤٥ يورو فقط في البرنامج علاوة عن قدومه ومعه مُتعلقاته الشخصية ما يعطى رقم إجمالي في السياحة الوافدة وفى نفس الوقت لا يحقق قيمة اقتصادية وهنا كان لزامًا على القائمين على تنظيم السياحة استقطاب الشرائح الأعلى اقتصاديًا من الجانب الروسي واستهداف السائح الروسي الذى تبلغ تكلفته ٢٠٠ دولار.
ويضيف "النحاس": العالم كله يعانى من اضطرابات وكوارث مثل الحرائق فى تركيا أو الفيضانات في ألمانيا وايطاليا أو عدم الاستقرار السياسى فى تونس وهنا كان لزامًا على التعامل مع "السياحة الطارئة" وجذب واستقطاب السياح من معظم دول العالم فالفرصة سانحة لأن أكبر المنتجعات السياحة العالمية بهها زلازل وفيضانات وحرائق.
ويواصل "النحاس": لا بد من وجود إدارة "طوارئ للسياحة" تعمل على إعداد برامج سياحية تكون لديها القدرة على الجذب ودراسة المناخ السياحة عالميًا، فالعالم كله يعانى من تقلبات. وعلى الحكومة صياغة برامج وعروض وتعلت عن تسخير مطاراتها للسياحة الطارئة وعمل سياحة الترانزيت بين الغردقة وشرم الشيخ أثناء إقامة مونديال كأس العالم ٢٠٢٢ فى قطر التى لا تملك أماكن لاستضافة جماهير كرة القدم من مختلف دول العالم.
فى السياق ذاته يقول الدكتور عاطف عبد اللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر عضو جمعيتى مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء: "السياحة بصفة عامة تعانى من الاضطراب فى الأجواء المناخية من حرائق وفيضانات وزلازل فالأمور غير مستقرة في معظم الدول السياحية فوصلت أن ايطاليا تحترق من الجنوب وتغرق من الشمال وباقى دول أوروبا في حالة اضطراب مناخى وكل ذلك تتمتع مصر بمقومات مناخية مستقرة تفرض علينا نستغل هذه الظروف وبذل جهود مضاعفة فى كيفية استقطاب وجذب أكبر عدد من السياحة خاصة أننا نمتلك كل المؤهلات والامكانات للحركة السياحية خلال هذه الفترة ومن المفترض وزارة السياحة تعمل بشكل طارئ واستثنائى".
صياغة برامج شتوية جاذبة
ويضيف عبداللطيف: يجب صياغة برامج سياحية شتوية جاذبة وأخرى فى موسم الصيف ونعلم أن السياحة الروسية ستبدأ في الزيادة من شهر أكتوبر القادم لأنهم يفضلون مناخ دول البحر المتوسط ويتعود الروس على بداية رحلاتهم بكثرة من الشتاء وليس الصيف وستبدأ ٥ رحلات أسبوعيا لشرم الشيخ و٥ أخرين للبحر الأحمر بالغردقة وتمثل بداية قوية لزيارة المنتجعات المصرية وكجس نبض للحالة المصرية والوضع الوبائى وتستثمر الزيادة بشكل تدريجيا وصولًا للذروة في شهور أكتوبر.
ويواصل عبداللطيف: نطالب بزيادة نسبة الإشغالات فى الفنادق لتتراوح بين ٧٠ لـ ٨٥٪ لزيادة القدرة الاستيعابية مع التشديد على تطبيق الإجراءات الاحترازية وضرورة عدم السماح لدخول أى سائح بدون حصوله على تطعيم لقاح كورونا بالجرعتين.
ويقول الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبى لمركز الحق في الدواء، إن الوضع الوبائي الجيد لمصر وتراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا والعمل على توفير اللقاحات لتطعيم أكبر قدر من المواطنين، كل ذلك ساهم بحيازة مصر على أماكن متقدمة فى التصنيف الوبائي ومن ثم تزداد فرص عودة السياحة واحتلت المركز الرابع في تقارير مؤسسات دولية مثل أخر تقرير صادر عن مجلة الإيكونوميست الدولية ما يمثل دفعة للاقتصاد السياحى. ويضيف "عز العرب": انتهينا بالفعل من الموجة الثالثة لجائحة كورونا وهناك انخفاض فى معدل الإصابات ومن المتوقع أن تبدأ الموجة الرابعة خلال شهر أو شهرين على الأكثر وعلينا ألا ننخدع وعلينا التشديد على تطبيق الإجراءات الاحترازية بجميع المنافذ سواء البحرية أو الجوية والبرية والتشديد فى دخول أي وافد أو سائح بدون حيازته أوراق تثبت أنه تلقى اللقاح بجرعتين سيما أن روسيا من أكثر الدول ذات النسب الأعلى فى التطعيم لضمان عدم دخول أى متحوارت جديدة مثل فيروس "دلتا" إلى جانب تطعيم كل العاملين بالقطاع السياحى.
ويواصل "عز العرب": بحسب البيانات والمعلومات الرسمية تخلو مصر من المتحور "دلتا" لفيروس كورونا خلال الموجة الجديدة خاصة أن معامل وزارة الصحة لم تعلن عن وجود هذا المتحور، رغم انتشاره بكثرة فى أغلب دول العالم سواء عربية مثل الأردن ولبنان وتونس أو أوروبية وهنا نشدد على اتخاذ الحذر ورفع أعلى درجات الطوارئ والتحوط الصحى وألا ننخدع بانخفاض معدلات الإصابة.