السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

الفريق مهاب مميش في حواره لـ "البوابة نيوز": طرحت فكرة ازدواج القناة فلم ينم الرئيس.. لم أسع لهذا المنصب.. وقرأت تاريخ الهيئة جيدًا

الفرق مميش في حواره
الفرق مميش في حواره للبوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عطل بسفينة كان سببًا في التفكير بازدواجية القناة.. وهذا مخطط الحفر بعد تقليص المدة لعام واحد
أكدت أمام الرئيس المعزول على عدم التفريط في نقطة مياه واحدة
السيسي اهتم برؤية العالم لإنجاز المصريين.. وقمنا بتوثيق المشروع في كتاب يحمل اسم "قناة السويس الجديدة"
واجهنا 3 تحديات كبيرة.. والشعب مهما غضب أو ثار لديه خطوط حمراء

 

تحل علينا اليوم الذكرى السادسة لافتتاح قناة السويس الجديدة، والتي شهدت ملحمة مصرية رائعة تكللت بنجاح باهر، وعمل عظيم يدل على إرادة المصريين، وما يستطيعون تحقيقه من إنجازات.. «البوابة» التقت مع الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس ورئيس هيئة قناة السويس السابق والمنطقة الاقتصادية ليكشف عن تفاصيل وكواليس مشروع حفر القناة الجديدة، حيث أكد الفريق مهاب مميش، أن فكرة ازدواجية قناة السويس، جاءت بعد عطل في إحدي السفن المارة في بورسعيد، وعند سؤاله عن الإجراء الذي يتم اتباعه، تم إبلاغه توقف الملاحة لحين سحب السفينة وإصلاح العطل الذي حدث وتعويمها مرة أخرى.


وتابع مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس، أنه عقب انتهاء حكم الجماعة الإرهابية، واستقرار الأوضاع في مصر، تم وضع مخطط على أسس علمية لحفر قناة السويس الجديدة، ثم طلبت لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعرضت عليه فكرة المشروع.. وإلى نص الحوار:


■ كيف بدأت علاقتك بقناة السويس؟
- كنت أشغل منصب قائد القوات البحرية إلى جانب المجلس العسكري وعقب تولي الرئيس المعزول محمد مرسي رئاسة الجمهورية تم إحالتي إلى المعاش ضمن مجموعة من القيادات العسكرية، وسعدت جدا بهذا القرار وعدت إلى منزلي لاستكمال حياتي كمواطن مصري لكن بعد ذلك تم إبلاغي بتعييني رئيسا لهيئة قناة السويس، ومن المضحك أني لم أكن أعلم طريق مبنى إدارة الهيئة بالإسماعيلية لكن كان أكبر ما يشغل تفكيري هو قراءة تاريخ قناة السويس منذ بداية حفرها وبالفعل عكفت على قراءة كل ما له علاقة بقناة السويس وحركة التجارة العالمية والتوكيلات الملاحية التي تستهدف العبور في القناة، كل شيء ذكره التاريخ أو وسائل الإعلام قرأته باهتمام.
وأثناء طريقي إلى مبنى الإرشاد "إدارة هيئة قناة السويس" بالإسماعيلية تلقيت مكالمة أبلغتني بتوقف الملاحة في قناة السويس بسبب عطل في إحدي السفن المارة في بورسعيد سألت عن الإجراء الذي يتم اتباعه وعلمت أنه يتم توقف الملاحة لحين سحب السفينة وإصلاح العطل الذي حدث وتعويمها مرة أخرى، هنا جاءت لي فكرة ضرورة وجود ازدواجية في قناة السويس لمواجهة أية طوارئ محتملة. 


■ إذن جاءت الفكرة أثناء حكم الإخوان فلماذا لم تنفذ؟ 
- بالتأكيد الفكرة كانت بداخلي منذ اليوم الأول لكن كوني رجلا عسكريا في المقام الأول، كنت أعلم خطورة المرحلة التي نعيشها في عهد الإخوان هذا بالإضافة إلى انتشار أخبار بشأن فصل منطقة القناة عن باقي الجمهورية والحديث عن بيعها لقطر، وذلك قررت عدم الإفصاح عن هذا المشروع، وفي زيارة الرئيس المعزول لقناة السويس أكدت في كلمتي أمامه أن قناة السويس مصرية، وحفرت بأيادي المصريين وستظل مصرية ولن نفرط في نقطة مياه واحدة، وكان الإخوان يبحثون عن أي إنجاز ينسب لهم لذلك رفضت الإفصاح عن فكرة المشروع.

 

■ أذكر لنا تفاصيل أول يوم عقب توليك منصب رئيس الهيئة؟
- مثلما ذكرت، لم أكن أعرف طريق مبنى إدارة هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، وهذا يعني أني لم أسع لهذا المنصب لحظة، وكان في استقبالي الفريق أحمد فاضل الرئيس الأسبق لهيئة قناة السويس ليطلعني على تفاصيل العمل داخل الهيئة، ومن خلال دراستي لتاريخ هيئة قناة السويس التي خاضت مصر من أجلها الحروب وتعتبر نبض العالم أجمع، كان أهم ما يشغل تفكيري هو الضرورة الملحة لتطوير قناة السويس، لكن بعد اجتماع على مدى ساعتين مع الفريق فاضل وجدت أحد العاملين في الهيئة يطلب مقابلتي، وكان شخصا ملتحيا وأعتقد أنه ينتمي للإخوان، وظهر ذلك في حديثه المتشدد فقال لي "إحنا مش عايزينك"، سألته عن السبب قال كل شوية يجيبوا لينا واحد من بره يتحكم في ناس عاشت عمرها كله في الهيئة ولم يعرف مشاكلنا أو احتياجاتنا، وكان ردي، أنا جاي الهيئة بأمر، وأنا أسأل عن من يدلني على طريق الوصول إلى مبنى الإرشاد، ولم أسع إليها، قالي لي أنا أبلغتك برغبة العاملين في الهيئة، وغادر مكتبي، ومنذ ذلك اللحظة قررت أن أدخل وسط جميع العاملين بالهيئة وأتعرف عليهم عن قرب وأشعر بحياتهم واحتياجاتهم وحملت أمانة حل مشاكلهم مهما كانت وتوفير مطالبهم.

 


■ وما رد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي على فكرة مشروع حفر قناة السويس الجديدة؟
- عقب انتهاء حكم الإخوان واستقرار الأوضاع في مصر عقدت عدة اجتماعات مع مهندسي وقيادات هيئة قناة السويس، واستعرضنا خرائط المجرى الملاحي، وتم وضع مخطط على أسس علمية لحفر قناة السويس الجديدة في 3 سنوات، ثم طلبت لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعرضت عليه فكرة المشروع ومخطط التنفيذ وكان رد الرئيس وقتها مقتضبا جدا، حيث قال لي فقط "شكرا"، ورجعت إلى منزلي حزينا جدا معتقدا أن الفكرة مرفوضة لكن في تمام السادسة والنصف صباحا تلقيت مكالمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي يسألني "أنت نائم" أجبت نعم فقال لي، أنا لا أستطيع النوم بسبب فكرة المشروع الجديد وكان ردي "الفكرة قابلة للتنفيذ من بكرة الصبح"، وعقب ذلك تم عقد عدة لقاءات مع جهات معنية لاستعراض الكثير من التفاصيل الفنية حول المشروع وإمكانية تنفيذه، وكان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه بالتزامن مع حفر قناة السويس الجديدة سيتم تنفيذ عدد من الأنفاق أسفل قناة السويس والكباري العائمة لتسيير حركة عبور المواطنين بين ضفتي القناة، وتحملت قناة السويس تكلفة شراء ماكينات حفر الأنفاق.


■ لماذا تغير مخطط تنفيذ المشروع من 3 سنوات إلى عام واحد؟
- بعد الانتهاء من الدراسات حول المشروع ووضع خطة التنفيذ والمخطط الزمني الذي كان محدد له 3 سنوات، كان سيتم تكريك القناة الجديدة بكراكات هيئة قناة السويس فقط، لكن توفيرا للجهود وزمن التنفيذ كان قرار رئيس الجمهورية تنفيذ المشروع في عام واحد وكان ذلك أثناء حفل تدشين المشروع، حيث توجهت لاستقبال الرئيس عقب وصوله إلى الإسماعيلية وفي الطريق إلى مكان الاحتفال، أبلغني أن هناك مفاجأة سيتم الإعلان عنها خلال الاحتفال، وأثناء كلمتي أمام الرئيس على الهواء، والإعلان عن تفاصيل المشروع، وأنا أقول ينفذ المشروع خلال 36 شهرا أي 3 سنوات، جاء رد الرئيس المفاجئ للجميع ولي شخصيا "عام واحد"، ولم أجد ردا غير "تنفذ يافندم"، هكذا تعلمنا في المدرسة العسكرية تنفيذ الأوامر تحت أي ظروف.


■ بعد تقليص المدة الزمنية للمشروع كيف تطور المخطط؟
- تم وضع مخطط حفر 72 كيلو مترا، يشمل حفر المجرى الملاحي الجديد بطول 35 كيلو مترا، وبعمق 24 مترا وعرض 320 مترا عند سطح المياه وبغاطس 66 قدما، بالإضافة إلى توسيع وتعميق التفريعات الغربية بمنطقة البحيرات الكبرى بطول 27 كيلو مترا والتفريعات الغربية للبلاح بطول 10 كيلو مترات وتنقسم أعمال الحفر في المشروع إلى قسمين أولهما عمليات إزالة للرمال المشبعة بالمياه من خلال أعمال التكريك بكميات نحو 250 كيلو متر مكعب حفر تحت منسوب المياه بتكلفة تقديرية 15 مليار جنيه، وثانيها أعمال حفر جاف قامت به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بكميات نحو 250 مليون متر مكعب وبتكلفة تقديرية 4 مليارات جنيه، وتطلبت أعمال التكريك بالمشروع الاستعانة بكراكات هيئة قناة السويس مع الكراكات الأجنبية التي تم الاستعانة بها من خلال تحالفين الأول هو تحالف التحدي بقيادة شركة الدرافات البحرية الوطنية الإماراتيه، ومعها شركتان هولنديتان هما شركتا بوسكالس وفان اورد، ومعهم شركة جان دو نيل البلجيكية، والتحالف الثاني هو تحالف الأمل ويضم شركتي دريدجينج انترناشيونال البلجيكية وجريت ليكس الأمريكية.


■ وكيف جاءت فكرة تمويل المشروع؟ 
- في الحقيقة كانت فكرة رئيس الجمهورية بعرض شهادات استثمارية على المصريين لشرائها مقابل تمويل مشروع قناة السويس الجديدة، وفي غضون 8 أيام فقط كانت حصيلة التمويل أكبر مما توقعنا، فقد أثبت الشعب التفافة حول قيادته السياسية لدعم وطنه بدفع 64.5 مليار جنيه، لصالح قناة السويس الجديدة، وتم سداد الفوائد كل 3 أشهر لحاملي الشهادات حتى تم استرداد قيمتها بشكل كامل في سبتمبر 2019.


■ هل للقناة الجديدة الفضل وراء تطوير الأسطول البحري؟
- بالفعل أثناء تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة وجدت أن كراكات وقاطرات الهيئة في حاجة شديدة للتطوير ومواكبة التطور السريع في صناعة السفن وحركة الملاحة العالمية لذلك قبل انتهاء مهامي كرئيس هيئة قناة السويس تعاقدت على بناء كراكتين من أحدث كراكات الشرق الأوسط حاليا، والذي تم إطلاق اسمي على إحداهما والأخرى تحمل اسم المشير حسين طنطاوي، ومازالت قناة السويس تحتاج المزيد من سفن القطر واللانشات والكراكات، فالمجرى الملاحي هو شريان الحياه للعالم أجمع ونحمل أمانة الحفاظ عليه وتطويره.


■ هل تأثرت بالشائعات التي أحاطت قناة السويس الجديدة؟
اتذكر أحد الأشخاص قال لي "دقني أهي لو حفرتها"، وآخرين كانوا يرددون أنها ترعة، وكثير من الشائعات التي كان في ظاهرها الإحباط للجميع، لكن كانت بداخلها تحمل لي ولأبناء هيئة قناة السويس التحدي لإثبات قوة وعزيمة المصريين وعلى صنع المستحيل، وأنا أؤكد أن قناة السويس الجديدة أكبر مشروع قومي أدر دخلا من العملة الصعبة لمصر، وبسببه التف الشعب المصري حول قيادته، وكان عاملا أساسيا في وجود حالة من الوطنية خلال فترة عصيبة عاشها الوطن والمصريون عقب حكم الإخوان، كما أنها كانت نواة لحزمة المشروعات القومية التي غيرت من خريطة مصر خلال السنوات الأخيرة.


■ كيف استقبلت وقائع العثور على رفات جنود مفقودة أثناء أعمال الحفر؟
- أنا كمصري كان قلبي بيوجعني لما أعرف أن هناك مصريا مفقودا منذ سنوات تم العثور عليه، وكانت قناة السويس الجديدة سببا في العثور عليهم، كما أن هذا المشهد كان له زاوية أخرى، حيث أثبت بالدليل القاطع على تضحيات المصريين لفداء الوطن على مر العصور؟


■ حدثني عن أصعب المواقف التي واجهتها أثناء الحفر؟
- كانت الكراكات تسابق الزمن لإنهاء مهمة الحفر، وكان ناتج الحفر يتم وضعه في مكان يسمى أحواض ترسيب وقبل أيام من إجازة العيد، امتلأت الأحواض، وبدأت تتحرك من مكانها، وكان ذلك سيتسبب في ردم كل ما تم حفره، وتم الاستعانة بإحدي شركات المقاولات لتفريغ أحواض الترسيب خلال أيام العيد. 
وأتذكر موقف آخر عندما انتشرت شائعة وفاة 250 عاملا بسبب انهيار أحد أحواض الترسيب، وتدفق المياه من القناة الأم إلى الجديدة، وكانت الحقيقة هي تسرب المياه من أحد الجسور المؤدية لحوض الترسيب رقم 12، نتيجة قوة تدافع المياه من مواسير الطرد الخاصة بالكراكة، لكن الحادث لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر في الأرواح، وتم السيطرة على الموقف وإيقاف تدفق المياه من الفتحة التي حدثت بالجسر، لكن حجم الإشاعة كان كبيرا وصادما للجميع مما جعلني أدعوا جميع وسائل الإعلام لزيارة الموقع والتأكد من سلامة الموقف، وطبيعة سير العمل بأنفسهم.
الأمر الآخر عندما جاء العاملون الأجانب للمشاركة في الحفر خرجوا في شوارع الإسماعيلية دون أي خلفية لديهم بعاداتنا وقوانين البلد فبدأوا بفعل عدد من المخالفات، كانوا يواجهون مصير الحبس فتدخلت لدى السلطات الشرطية للعفو عنهم وأمرت بتنفيذ كرفانات للإعاشة لهم طوال مدة تواجدهم في مصر وتوفير كافة احتياجاتهم اللوجيستية، وذلك إلى جانب صعوبة ومشقة مهمة تنفيذ المشروع في وقت قياسي، حيث كان لدينا صعوبة في تواجد 45 كراكة في وقت واحد، وقد وصل عدد العاملين الأجانب إلى 30 ألف عامل، في حين وصلت العمالة المصرية مباشرة أو غير مباشرة لنحو مليون.


■ متى أبحر الرئيس السيسي أول مرة في قناة السويس الجديدة؟
- كان الرئيس دائم التواصل والمتابعة للمشروع، وكان هناك العديد من الزيارات لموقع العمل، وفي مارس 2015 فاجأني بزيارة لم يتم الترتيب لها وعقب لقاء استعرضت فيه ما وصل إليه العمل في المشروع، طلب الرئيس المرور على العاملين بالسيارة لكني أكدت له أن الجولة هذه المرة ستكون بحرية لم يصدقني وبالفعل اصطحبته في جولة بحرية من قناة السويس الأم وعبر قنوات الاتصال، ودخلنا إلى قناة السويس الجديدة، وكانت فرحته غامرة ويردد الله أكبر ما شاء الله المصريين رجالة وعدوا ووفوا، هنا لم أفكر في نفسي أبدا لكن مصريتي كانت تحركني، وأنا على علم تام بالخير الذي سيعود على وطني من هذا المشروع.


■ وماذا عن تفاصيل التشغيل التجريبي للقناة قبل الافتتاح؟
- سألت أحد القيادات عن موعد تسليم المشروع فقال لي قبل الافتتاح بـ4 أيام، وكانت المغامرة صعبة جدا فطلبت إعطائي فرصة للتجربة قبل الافتتاح بوقت كاف لتلافي أي أخطاء قد تظهر أثناء عملية التجريب، وبالفعل تم تنفيذ التجربة على مسئوليتي في يوليو 2015 بدخول 3 سفن عملاقة المجرى الملاحي الجديد وعقب انتهاء التجربة تواصلت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لإبلاغه نجاح التجربة، لكنه أبلغني أنه كان يشاهد التشغيل التجريبي على الهواء مباشرة من خلال تصوير الطائرات الهليكوبتر التي كانت تحلق فوق المجرى الملاحي، وقال لي مبروك عليكم وعلى الشعب المصري، بلغ رجال هيئة قناة السويس شكري لهم على جهودهم.


■ كيف كان الترتيب للحفل الأسطوري لافتتاح القناة؟ 
- الرئيس عبد الفتاح السيسي كان مهتما أن يرى العالم أجمع إنجاز المصريين في حفر شريان جديد لنقل حركة التجارة العالمية، وفي نفس الوقت كنت لا أرغب أن تتحمل الدولة تكلفة الحفل، لذلك تواصلت مع رجال الأعمال للمساهمة في تكاليف الحفل التي وصلت 7 ملايين جنيه، لم تتكلف الهيئة أو الدولة منها جنيها واحدا، وخرج الحفل بالصورة التي تليق بمصر.


■ هل هناك خطوات لتوثيق مشروع قناة السويس الجديدة؟
- نعم لم تكن خطوات فحسب، لقد قمت بتوثيق المشروع منذ أول لحظة في كتاب يحمل اسم "قناة السويس الجديدة" يضم أسماء جميع العاملين المشاركين في المشروع وكل المواقف والذكريات التي مرت على الحفر منذ أول لحظة للتدشين وحتى الافتتاح بالصور والوثائق لحمايته من مدعي البطولة ومزيفي التاريخ، حتى يكون لأبنائنا بعد سنوات مرجعا لتاريخهم يحفظ حقوق أبطالنا وتكريمهم وهم أحياء يفرحون بإنجازهم.


■ كان لديك اهتمام ملحوظ برفع مستوى معيشة العاملين في الهيئة؟
- عندما أرى أحد المديرين على المعاش يبكي طالبا للعلاج الذي هو حق مكفول للجميع، كان لا بد لي من وقفة لتغيير اللوائح، وأتذكر أثناء مروري على مستشفى هيئة قناة السويس، وجدت رجلا يجري خلفي وينادي على ويحكي لي عن مرض زوجته والتكلفة الكبيرة التي يتحملها لعلاجها، حيث كان يدفع 750 جنيها للتحاليل، وقيمة معاشه شهريا 2000 جنيه، وعندما سألته لماذا لم يحصل على علاجها من مستشفى الهيئة، أكد لي أنه عقب خروج موظف الهيئة للمعاش يسلم بطاقته العلاجية، وتتحول رعايته الصحية للتأمين الصحي على الفور، فطلبت من مدير المالية، وضع ميزانية لتحمل الهيئة تكلفة علاج أصحاب المعاشات والتي قدرت وقتها 64.5 مليون جنيه سنويا، وتقدمت بطلب إلى وزير المالية لتحمل الهيئة نفقات علاج أصحاب المعاشات تم اعتماده ووافق عليه رئيس الوزراء، ويتم العمل به حتى اليوم وهذا حق أصيل لجميع المواطنين.


■ هل تنازلت عن راتبك كرئيس هيئة قناة السويس؟
- بالفعل طوال مدة خدمتي رئيسا لهيئة قناة السويس رفضت الحصول على راتبي، وأمرت بتوزيعه على الفئات الأولى من العاملين في الهيئة، وكان يتم توريده لصالح صندوق العاملين في الهيئة.
كان لدى عقيده أنني أحمل جميلا للدولة فهي من علمتني وصرفت على بيتي وأولادي ووصلت إلى هذا المنصب من أجلها، وأنا شخصيا لا تحكمني الماديات ولا تلعب أي دور في حياتي، ولا أحمل أي طموحات مادية، وكنت أرغب في رد ولو جزء بسيط من هذا الجميل.


■ كيف جاء تكليفك بمتابعة أزمة السفينة إيفير جيفين؟ 
- أنا مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس، كنت منذ اللحظة الأولى أتابع الأزمة بدقة شديدة، لكني لم أتدخل بشكل رسمي في البداية، إلى أن طلب مني الرئيس متابعة عمل اللجنة التي قام بتشكيلها لدراسة الوضع على أرض الواقع، والتي تضم بعض أساتذة الجامعات، وعدد من التوكيلات الملاحية بناء على طلب أعضاء اللجنة.
كانت «إيفير جيفين» العملية رقم 17 لي في الإنقاذ البحري، وقمت بدراسة الموقف، ووجدت أن هناك حركة مد عالي تحدث كل 3 أشهر، ويجب تكثيف الأعمال خلال هذه المدة للاستفادة في عملية التعويم مع التكريك وقوة الشد، والعلم يقول ذلك ليست مجرد تكهنات، وخرجت في وسائل الإعلام أعلنت عن موعد التعويم وبالفعل كما تم حسابه بالساعة، وتم تعويم السفينة فجرا.
كل المشكلات البحرية يتم حلها بالتراضي مع شركائنا، خاصة أننا في هذه المرحلة نحتاج إلى دعم العالم من أجل قضية سد النهضة، واليابان كانت شريكا داعما لنا كثيرا فهي ساهمت في تطهير قناة السويس عقب الحرب وبناء كوبري السلام وغيرها من الأعمال لصالح مصر، وكان من الصعب خسارتها.


■ ماذا عن الحديث الدائم بشأن مشروعات لبدائل عن قناة السويس؟
- لا داعي لأي تخوف، لأن قناة السويس توفر الوقت والأمان للسفن العابرة، وتقدم عروضا مستمرة لتحفيز التوكيلات الملاحية على العبور من خلال قناة السويس.
أما بالنسبة للحديث عن قناة إسرائيل، فالمشروع تم تخطيطه للربط بين ميناء إيلات وحيفا بمسافة تصل 320 كيلو مترا وللوصول إلى ميناء إيلات يجب المرور خلال ميناء العقبة بمسافة 180 كيلو مترا وقد تصل تكلفة المشروع 550 مليار دولار، ناهيك عن الوقت الكبير الذي يستغرقه العبور قد يصل إلى أسابيع، لذا فهو مشروع غير مجد وستظل قناة السويس أهم مرفق ملاحي عالمي.


■ نعود بالزمن للخلف قليلا لنسأل عن حقيقة اختراق وحدات أمريكية المياه الإقليمية أثناء 25 يناير 2011؟ 
- أثناء وجودي في القوات البحرية تم إبلاغي برصد وحدتين بحريتين يحملون مجموعة من السفن والطائرات الهليكوبتر، فأمرت بخروج القوات البحرية واعتراض طريقها لخروجها من المياه الإقليمية، والتعامل العسكري معهم في حالة الرفض، وبالفعل حاصرتهم القوات، وأبلغت المشير طنطاوي وقتها وأيد قراري، وبالفعل اضطرت الوحدات الأمريكية للانسحاب، وكان هناك موقف آخر لإحدى السفن الإيرانية التي كانت تحمل سلاحا إلى روسيا واكتشفت أمريكا الأسلحة، وطلبوا منع دخولهم قناة السويس، لكننا رفضنا طلبهم لأننا تحكمنا اتفاقية القسطنطينية التي تنص على عدم اعتراض أي سفن مهما كانت جنسيتها إلا إذا كانت محملة بمخدرات أو رقيق أو تابعة لأي دولة في حالة حرب مع مصر.


■ نود أن نتعرف على كواليس الصورة الشهيرة لك أمام مبنى القوات البحرية في الإسكندرية؟
- لا أحد كان يعلم حقيقة ما يحدث في البلد وقتها، ولم يطلق عليها ثورة، كان الكثير يعتقد أنها مجموعة مظاهرات وعلينا الحفاظ على الوطن ومكتسباته ومنشآته الحيوية.
كنت وقتها عضوا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفوجئت أثناء أحداث يناير بمظاهرة كبيرة أمام مبنى القوات البحرية في الإسكندرية ويتدافع المتظاهرون لاقتحام المبنى، وأول قرار اتخذته هو سحب الأسلحة من قوات التأمين الخارجية للمبنى وخرجت للمتظاهرين للتحدث معهم، وأكدت لهم أن الاعتراض حق مكفول للجميع لكننا الآن طرف واحد، ولا يجب أن نكون طرفين، وهذا يعني أن الحفاظ على الوطن مسئولية شديدة الخطورة تتعلق في رقابنا جميعا، ووضعت خطا أمام بوابات مبنى القوات البحرية واللي هيعدي الخط ده على جثتي وعملت سياج حديدية حول المبنى ووقفت أنا واللواءات في الصف الأول والعمداء في الثاني ثم العقداء وفي الأخير الجنود، وعلمت أن سبب الهجوم على مبنى القوات البحرية وصول معلومات إليهم أن الرئيس محمد حسني مبارك متواجد داخل القوات البحرية استعدادا للرحيل مثلما حدث مع الملك فاروق، أثناء ثورة 23 يوليو، لكن من المواقف التي لا تنسى قيام أحد المواطنين بإبلاغي بتواجد عناصر إخوانية وسط المتظاهرين واختبائهم داخل إحدي المدارس المقابلة لمبنى القوات البحرية، وأمرت على الفور التعامل معهم والقبض عليهم من قبل قوات الصاعقة كما أن أهالي الإسكندرية خرجوا للالتفاف حول القوات البحرية والتضامن معنا.
هنا نكشف عن وطنية وبسالة الشعب المصري الذي مهما غضب أو ثار لديه خطوط حمراء، وهي الحفاظ على وطنه ومقدراته.

الغريق مميش في حواره للبوابة..
الغريق مميش في حواره للبوابة..
الغريق مميش في حواره للبوابة .
الغريق مميش في حواره للبوابة .
الغريق مميش في حواره للبوابة...
الغريق مميش في حواره للبوابة...
الغريق مميش في حواره للبوابة
الغريق مميش في حواره للبوابة
الغريق مميش في حواره للبوابة
الغريق مميش في حواره للبوابة