أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي كتاب "رحلة في حضرموت: بلد بني عيسى وبلد حَجْر عام 1843 م" للرحّالة الألماني أدولف فون ڤريده، ونقله إلى اللغة العربية د. أحمد إيبش.
ووفق بيان صادر عن المشروع فإن هذا الكتاب يذكر دومًا بين مؤلّفات الرّحّالين الغربيّين في جزيرة العرب، لم تتاح الفرصة لقراءة نصّه لدى الكثيرين، إذ لم يُترجم إلى لغة الضّاد أو غيرها حتّى يومنا هذا.
ولعلّ أهمّ عمل قام به فون ڤريده في حياته كان رحلته الشّائقة والفريدة إلى حَضْرَمَوت /صيف عام 1843/ في اليَمَن، الذي كان آنذاك واحداً من مجاهل الأرض التي لم تطأها قدم رحّالة أو مستكشف أوروپي قطّ. تتألف الرّحلة من جولات قام بها المؤلّف غالباً في وادي دَوْعَن، متّخذاً من الـخُـرَيْـبَـة مكاناً لإقامته، وكان قدومه أصلاً من بلدة بُـرُوم السّاحليّة، جنوب غرب الـمُـكَـلّا /ميناء حَضْرَمَوت الرّئيس/ فزار عدّة مواقع في هضبة حَضْرَمَوت الجنوبيّـة، ثمّ تابع في جولات أخرى إلى جهة الغرب، في محافظة شَبْوة الحاليّـة، وفي مواقع أخرى شمالي حضرموت.
كان فون ڤريده أوّل غربـي يجول بداخل اليَمَن، ويصف أحواله الطّبيعيّـة وآثاره وشؤونه الاجتماعيّة والسّياسيّـة، وكان أوّل من وصف ظاهرة الرّمال المتحرّكة ووجود النّفط في صحراء الأحقاف. ومن أهم ما قام به نسخه لنقش "عُبنة" النّادر بقلم الـمُسـند الحِميَري، ويضمّ الكتاب شرحاً وافياً له.
أدولف فون ڤريده؛ رحّالة ألماني عاش في القرن التّاسع عشر، ولد عام 1807 في مقاطعة مُنستر، وأغرم في صباه بالمشرق، فسافر إلى مصر وتركيا واليونان، وتعلّم العربية في مصر في عهد محمّد علي باشا حتى أجادها تماماً. أهمّ عمل قام به رحلته الشّائقة والفريدة إلى حَضْرَمَوت /صيف عام 1843/ في اليَمَن. وتوفي في إسطنبول عام 1863.