الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

شهود عيان: الجيش اللبناني وأد محاولات بث الفتنة في خلدة

جانب من الأحدث في
جانب من الأحدث في خلدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت منطقة خلدة (جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت) هدوءا حذرا اليوم غداة أعمال عنف سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى بينهم عسكريون كادت أن تتحول إلى فتنة طائفية بين السنة والشيعة وأدها الجيش اللبناني أمس "الأحد" بتدخله الحاسم وفرضه للهدوء في المنطقة الحيوية التي تعد من أبرز المقاصد السياحية والساحلية في العاصمة بيروت، وخصوصا أنه لا يفصلها عن مطار رفيق الحريري الدولي – المطار الوحيد في لبنان – سوى بضعة كيلومترات قليلة.

ورصد مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت اليوم هدوء يسود المنطقة، حيث انتظمت حركة المرور على الطريق الساحلي الذي يربط العاصمة بيروت بمدن الجنوب اللبناني لا سيما مدينتي صيدا وصور، وذلك بعد سقوط عدد من المصابين بين رواد الطريق الذين تصادف مرورهم أثناء إطلاق النار العشوائي.

وأغلقت اليوم أغلب المحال في محيط أعمال العنف - التي وقعت أمس - أبوابها وخصوصا المطاعم والمنشآت التجارية التي طالها وابل من الرصاص وأدى إلى تهشيم واجهات زجاجية وترك ثقوب في جدران تلك المحلات، فيما بقيت آثار الدمار في محيط موقع الأحداث، وخصوصا بعد اشتعال النيران في إحدى السيارات التي كانت متواجدة في محيط أعمال العنف، كما انتقلت النيران إلى الأشجار المحيطة.

ولا تزال قوات الجيش اللبناني تفرض سيطرتها على المنطقة عبر نقاط ارتكاز ثابتة عند مداخل ومخارج الشوارع الرئيسية المؤدية لمنطقة خلدة السكنية، فيما تواصل الدوريات المتحركة أعمال التمشيط والمداهمة بحثا عن المطلوبين، ولطمأنة سكان المنطقة الذين أصابهم الذعر مما حدث أمس.

وأعلن الجيش اللبناني اليوم إلقاء القبض على أحد المتورطين في إطلاق النار العشوائي أمس، حيث داهمت دورية من جهاز مخابرات الجيش منازل عدد من المطلوبين في منطقة خلدة، وأوقفت أحد المتورطين في إطلاق النار، مؤكدا استمرار المتابعة لضبط باقي المتورطين.

وأفاد شهود عيان في المنطقة بأن أعمال العنف التي حدثت في خلدة أمس كانت خلفيتها جريمة قتل ثأرية مساء أمس الأول، حيث قام شخص ينتمي لعرب خلدة (المحسوبين على المذهب السني) بإطلاق النار على الشاب علي شبلي (المحسوب على حزب الله اللبناني الشيعي) أثناء حضوره حفل زفاف داخل مسبح بمنطقة الجية التابعة لمحافظة جبل لبنان - والتي تبعد قرابة 23 كيلومترا جنوبي العاصمة بيروت - مما أدى إلى مصرعه، وذلك في عملية ثأر لأخيه حسن غصن الذي قتل قبل عام في اشتباكات كادت أن تتحول إلى فتنة طائفية آنذاك.

وأضاف شهود العيان في منطقة خلدة أن الأجهزة المعنية قامت بإلقاء القبض على الشخص المتهم بإطلاق النار، فيما أصدرت التجمعات العربية السنية في خلدة بيانات ومناشدات لاعتبار الحادث عملية ثأر دون أن يكون لها أي تبعات تهدد السلم الأهلي في المنطقة التي عانت من توترات طائفية في أوقات سابقة.

وأكد شهود العيان أنه يوم أمس، ووسط تحذيرات الأهالي، أصرت أسرة المتوفى علي شبلي على تشييع جثمانه من منزل العائلة في منطقة خلدة إلى مثواه الأخير في بلدته "كونين" بالجنوب اللبناني رغم طول المسافة بين المنطقتين.

وأثناء الجنازة التي شارك فيها عناصر من حزب الله وأنصار التيار الشيعي، حمل عدد من المشاركين الأعلام الصفراء التي تميز حزب الله والرايات السوداء مرددين هتافات حماسية يستخدمها أبناء الطائفة الشيعة.
وجابت الجنازة عدة مناطق بخلدة قبل أن يُسمع دوي إطلاق نار كثيف على المشيعين من مصادر متعددة، حيث تضاربت الروايات بين إطلاق النيران من فوق أسطح منازل بتلة عرب خلدة وبين قيام مسلحين بإطلاق النيران من دراجات نارية، إلا أن المؤكد سماع دوري إطلاق نار كثيف من جهات ومصادر متعددة، فيما وصف البعض مشاهد كر وفر بين الطرفين، مما أدى إلى تفريق المشيعين وسط تبادل لإطلاق النار تطور إلى اشتباكات مسلحة بأسلحة آليه تطاير رصاصها في جميع الاتجاهات دون تمييز، فيما احتمى عدد من أهالي المتوفى ومعهم الجثمان في منزلهم بخلدة حتى تمكنت قوات الجيش اللبناني من تأمين خروجهم من منطقة خلدة مساء.

وعلى الفور، وصلت وحدات من الجيش اللبناني إلى موقع الأحداث وبدأت في التعامل مع الأمر مما أدى إلى إصابة أحد العسكريين، ومع تطور الاشتباكات، وصلت تعزيزات متتالية إلى خلدة وخصوصا بعد إصابة مدنيين وإطلاق النار بشكل عشوائي وإغلاق الطريق الساحلي الرئيسي وسط حالة ذعر بين السكان ورواد المناطق، وبين جميع اللبنانيين مع مخاوف من أن تؤدي هذه الأحداث إلى فتنة طائفية بين السنة والشيعة تمتد إلى مناطق أخرى في البلاد.

وأوضح شهود العيان أن الجيش اللبناني وأد محاولات بث وإذكاء الفتنة الطائفية التي كانت تهدد المنطقة، حيث نشر وحدات المغاوير – القوات الخاصة - في مختلف أنحاء المنطقة وأقام ارتكازات ثابتة ودوريات متحركة تجوب أنحاء المنطقة حتى فرض الأمن والسيطرة وبث الطمأنينة لدى سكان المنطقة والمواطنين العابرين على الطريق.

وحذرت قيادة الجيش من أنها سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر.

وفي صباح اليوم، أعلن الجيش اللبناني إلقاء القبض على أحد المتورطين في إطلاق النار العشوائي أمس، مؤكدا استمرار المتابعة لضبط باقي المتورطين، فيما دعت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والتيارات والقوى السياسية والمؤسسات الدينية اللبنانية إلى التهدئة ومنع الانزلاق إلى الفتن وخصوصا في ظل الظروف التي تشهدها البلاد.

كما باشرت السلطات القضائية المختصة اليوم التحقيقات الأولية والتحريات والاستقصاءات اللازمة، في أحداث خلدة، بدءا من قتل المواطن علي شبلي، وصولا إلى الاشتباكات التي حصلت أمس، وتحديد هويات المسلحين الذين اشتركوا في الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط ضحايا وإلقاء القبض عليهم، بالإضافة إلى إجراء مسح ميداني لمسرح الاشتباكات.