في هذه الأيام انتشرت ظاهرة تداول قتل الأزواج لبعضهم البعض بشكل فج ومستفز، قصة حب تنتهي بقتل الزوج على يد زوجته؛ بسبب خلاف على المصروف، وطبيب أسنان يطعن زوجته الطبيبة 11 طعنة ويقتلها بسبب خلافات منزلية.. وغيرها من العناوين التي أصبحت حديث الشارع المصري و"كوميكسات" سخرية من الأمر، و"كوميكسات" تحذير للرجال، وأخرى للسيدات، وكأن القرآن الكريم لم يذكر: «وَجَعَلْنَا بينكُمْ مَوَدَّة وَرَحْمَة»، وفي آية آخرى: «فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ». فمن لم يقدر على الحياة مع شريكه فإن الانفصال لا محالة هو الحل في حالة استحالة العِشرة بينهما، وذلك قبل حدوث الكارثة يوم لا ينفع الندم؛ فقد شرع سبحانه وتعالى الطلاق، وإن كان ذلك مكروهًا.
أما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي وما تتناوله بالنسبة لهذه الأمور والقضايا، فعليكم أن تعلموا أن القاتل والقاتلة لم يقتلا بدافع الإجرام مطلقا، ولكنها زلة وسقطة كانت سببًا في ضياعهما على الرغم مما كان بينهما من محبة وسعادة.
عليكم أن تعلموا أن القاتلة ربما كانت تعشق زوجها فعلًا، وأن القاتل ربما كان يعشق زوجته حقًّا، ولكنه الغضب؛ ذاك الذي يُعمي ويُصم، ويجعل الإنسان لعبة بيد الشيطان يُزيِّن له القتل والكبيرة، ثم لم يمكث إلا أن يفيق نادمًا بعد لحظات من القتل. وبخصوص الدراما التلفزيونية والأفلام فلها دور كبير فيما يحدث الآن؛ فالأفلام والمسلسلات الهابطة تزرع غريزة داخل الطرفين مُغايرة للواقع، توصل الخلافات بين الأزواج لهذه الدرجة من الجنون والتي تنتهى بالقتل، فمنذ قديم الأزل ومع بداية الخليقة قتل قابيلُ هابيلَ، وكانا أخوين، وروى القرآن الكريم قصتهما وكيفية دفن قابيل لهابيل عن طريق الغراب الذي بعثه الله للتعليم، هكذا أمرنا الله أن نواري سوءة أهالينا ولا نفضحهم.
فمشكلة العنف الأسري وتزايد حالات القتل بين الأزواج ترجع إلى التغيرات الكثيرة التي طرأت على الشخصية المصرية بشكل عام والأسرة بشكل خاص، وجرائم القتل الزوجي ليست ظاهرة، فهي ما زالت في حيز الجرائم الفردية، على الرغم من مستوى الثقافة والتعليم في الجرائم الأخيرة، مما يجعلنا نقف كثيرا للتفكير بأن هذه الحالة المتطورة حالة نفسية اجتماعية أكثر منها سلوكًا إجراميًّا، كما أن من الأسباب الأخرى للعنف الأسري، وهي الأهم، الأسباب الاقتصادية؛ مثل: فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة، بالإضافة إلى غياب ثقافة الحوار الراقي بين أفراد الأسرة كما حدث مؤخرًا في جريمة طبيب الأسنان الذي اعتاد أن تكون لغة حواره السائدة مع زوجته طبيبة الأسنان أيضًا التطاول والتجاوز باللفظ والضرب، فـ "بلاش هري" في مثل هذه الأمور، ودعوا المجتمع يفكر في كيفية معالجتها كما ينبغي، ولنطالب بضرورة مواجهة انتشار العنف الأسري عن طريق حملات توعية كبيرة في وسائل الإعلام وفي جميع المراكز الخاصة بالأسرة.
آراء حرة
"كوميكسات".. قتل الأزواج
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق