أبدى عدد من المحللين السياسيين تخوفهم الشديد من انتقال الحرب الأهلية الإثيوبية إلى السودان، بعد تصاعد المواجهات المسلحة بين العرقيات الإثيوبية المختلفة في الآونة الأخيرة، خاصة بين عرقية التيجراي والأمهرة، ونزوح اللاجئين المنتمين لـ"الأمهرة" إلى مخيمات اللاجئين في السودان، حيث نزح خلال الأيام القليلة الماضية حوالي 3 آلاف لاجئ من مناطق الأمهرة إلى ولاية القضارف السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية، بعد اندلاع اشتباكات جديدة في إقليم أمهرة الواقع شرق إثيوبيا.
ونقلت إذاعة "صوت أمريكا" في تقرير لها نشرته عبر موقعها الإليكتروني عن المحلل السياسي السوداني أحمد عبد الغني قوله إن التدفق من منطقة أمهرة قد يؤدي إلى توتر بين الأمهريين والتيجراي في مخيمات اللاجئين، مضيفا أن ذلك يمثل تحديًا بسبب الخلافات السابقة بين المجموعتين العرقيتين، حيث تدعم المجموعة الأمهرية الحكومة الفيدرالية لإثيوبيا في حربها ضد شعب تيجراي.
وأكد المحلل السياسي أن استقبال اللاجئين الجدد في نفس المخيمات قد يكلف السودان الكثير إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات أمنية لتجنب أي تفكك بين الجماعات المتصارعة.
وقالت السلطات السودانية، إن ما لا يقل عن 3000 لاجئ إثيوبي فروا إلى السودان هذا الأسبوع بعد أن امتدت الحرب في منطقة تيجراي الإثيوبية إلى منطقة أمهرة المجاورة، وأوضح رئيس لجنة طوارئ بولاية القضارف السودانية المسؤولة عن مخيمات اللاجئين، الفاتح مقدم، إن العدد المسجل لطالبي اللجوء الجدد هو 1058.
واندلعت الحرب في إثيوبيا في نوفمبر الماضي بين الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيجراي، بعدما زعم رئيس الوزراء آبي أحمد أن قوات تيجراي هاجمت معسكرات الجيش الفيدرالي.
وتقول وكالات المعونة الإنسانية مثل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 5 ملايين شخص في منطقة تيجراي بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية. وفر حوالي 60 ألف إثيوبي إلى السودان ويعيشون في المدن الشرقية المتاخمة لإثيوبيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول سوداني قوله "نتوقع عبور 5000 لاجئ إثيوبي الحدود إلى السودان في الأيام المقبلة هربًا من الصراع الدائر بين منطقتي تيغراي وأمهرة الإثيوبية".
وقالت الحكومة السودانية في بيان "إنه مع اشتداد القتال، نتوقع وصول 5000 طالب لجوء خلال الـ 48 ساعة القادمة"، وذكر المسؤول السوداني أن ثلاثة إثيوبيين حاولوا عبور النهر بين البلدين لقوا حتفهم بسبب الأمطار الغزيرة.
وتصاعد العنف في إثيوبيا وقطعت جماعة مسلحة، أمس الأربعاء الطريق البري وخط السكك الحديدية الواصل بين ميناء جيبوتي والعاصمة أديس أبابا، وقالت حكومة منطقة الصومال أمس الثلاثاء، إن ميليشيات من منطقة عفار المجاورة هاجمت ونهبت بلدة في أحدث تصعيد في نزاع حدودي محلي بين الصومال وعفار وتسبب في مذبحة قتل خلالها المئات من المدنيين، ما يزيد من حدة التوترات في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي.