تتوالى ردود الأفعال الدولية على القرارات الاستثنائية للرئيس التونسي قيس سعيد، وذلك لمواجهة الاحتقان السياسي في تونس واستجابة لدعوات الشارع التي طالبت بتفعيل الفصل 80 من دستور البلاد الذي يخول للرئيس "اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود خطر داهم" والذي تسببت فيه جماعة الإخوان.
وأكدت الأمم المتحدة أنها تتابع تطورات الأوضاع في تونس منذ إعلان الرئيس قيس سعيد، وتأمل في أن يبقى الوضع هادئا، مطالبة جميع الأطراف بضرورة حل جميع المخاصمات والخلافات عبر الحوار والامتناع عن العنف، وداعية الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، حرص المنظمة على أمن واستقرار تونس ودعمها الكامل للشعب التونسي، متمنيا لها سرعة اجتياز المرحلة الحالية وعودة الاستقرار والهدوء وتحقيق تطلعات الشعب لما فيه الخير والاستقرار.
في الوقت نفسه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة الكامل للشعب التونسي، وأعرب أبو الغيط عن تمنياته بسرعة اجتياز المرحلة المضطربة الحالية، واستعادة الاستقرار والهدوء وقدرة الدولة على العمل بفعالية من أجل الاستجابة لتطلعات ومتطلبات الشعب.
وطالب الاتحاد الأوروبي الأطراف التونسية المختلفة بالحفاظ على الهدوء وتجنب العنف والحفاظ على استقرار البلاد.
وأشارت المتحدثة باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أن بروكسل تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في المشهد التونسي.
وقالت الخارجية الإيطالية في بيان، إن الوضع في تونس يحظى باهتمام روما والاتحاد الأوروبي في ضوء آخر التطورات المقلقة هناك، ودعت باريس إلى احترام سيادة القانون في تونس في أسرع وقت ممكن.
كما دعت الخارجية الفرنسية كل الأحزاب السياسية في تونس إلى الامتناع عن العنف والحفاظ على الإنجازات الديمقراطية، وأعربت الخارجية عن أملها "بعودة المؤسسات إلى عملها الطبيعي" في تونس "في أقرب وقت"، وذلك بعد قيام الرئيس سعيد بتعليق عمل البرلمان وإقالة رئيس الوزراء.
كما التقى الرئيس التونسي قيس سعيّد، بقصر قرطاج، ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتّعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وسلم وزير الخارجية المغربي، إلى الرئيس التونسي رسالة شفوية من عاهل المغرب الملك محمد السادس، وأكد بوريطة، خلال اللقاء، على روابط الأخوة القوية بين القيادتين في البلدين، وعزمهما المشترك من أجل مواصلة العمل سويا لتوطيد علاقات التعاون الثنائي.
وتأتي زيارة بوريطة في أعقاب زيارة، رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائري، لتونس منذ قرارات رئيسها، وسلم لعمامرة إلى الرئيس التونسي خلال اللقاء الذي عقد بقصر قرطاج، رسالة شفوية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون.
كما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حرص المملكة على أمن واستقرار وازدهار الجمهورية التونسية الشقيقة ودعم كل ما من شأنه تحقيق ذلك، وذلك خلال تلقى وزير الخارجية السعودي اتصالا هاتفيا من نظيره التونسي عثمان الجرندي، حيث جرى خلال المكالمة "استعراض العلاقات الأخوية التي تربط البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات".