٥.١ مليار جنيه إجمالى التمويل.. و٢٥ ألف مستفيد من صغار المربين والمزارعين
الإنتاج المحلى من اللحوم الحمراء يغطى ٨٥% من الاستهلاك
خارطة طريق لمستقبل الثروة الحيوانية
يستهدف تقليل الفجوة بين العرض والطلب وتوفير فرص عمل لصغار المربين والمزارعين
نتوقع أن يصل الإنتاج المحلى من اللحوم الحمراء ٥٦% عام 2025
توفير الأمن الغذائى يرتبط بشكل كبير بأمن مصر القومي، لهذا وضعت الحكومة خارطة طريق لتوفير احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء، بإطلاق المشروع القومى للبتلو، والذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، منتصف عام ٢٠١٧، بمبلغ ١٠٠ مليون جنيه، وتم إضافة ٤٠٠ مليون جنيه خلال عامى ٢٠١٨، ٢٠١٩.
وتم إضافة ٤،٦ مليار جنيه، خلال عام ٢٠٢٠، وحتى مارس ٢٠٢١، ليصبح إجمالى المبلغ المخصص للمشروع القومى للبتلو الآن ٥،١ مليار جنيه، وتم تمويل ٤ مليارات جنيه لتربية وتسمين ٢٧٢ ألف رأس ماشية، استفاد منها ٢٥ ألف مستفيد، من صغار المربين والمزارعين.
وللتأكد من سير المشروع حسب المخطط له؛ تم تشكيل مجلس إدارة المشروع القومى للبتلو وفق لائحة وضوابط واضحة، والمشروع حقق زيادة فى توفير اللحوم الحمراء البلدى بنسبة ٦٠٪، فبعد أن كانت العجول تذبح فى سن صغيرة ولا تعطى سوى ٤٠ كيلو صافى لحوم، أصبحت اليوم تعطى عشرة أضعاف الإنتاج، لأن قرارات منع ذبح العجول فى سن صغيرة، حققت زيادة طبيعية فى نسبة توفير اللحوم الحمراء البلدى.
كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارات: «التجارة والتموين والزراعة والبنك والمشروع»، بالإضافة للبروتوكول الأول، بين جهاز المشروعات والبنك والوزارة، والهدف من ذلك سرعة تحقيق الاكتفاء الذاتى، وتوفير احتياجات السوق.
ونجحت الحكومة من خلال وزارة الزراعة، فى بداية عام ٢٠٢٠، فى إنتاج ٥٢٪ من احتياجات المواطنين من اللحوم الحمراء، وبنهاية العام، وفى ظل المشروعات القومية التى تقدمها الدولة، زاد إنتاجنا المحلى من اللحوم الحمراء إلى ٥٨٪، ومن المتوقع أن يصل إلى ٦٥٪ عام ٢٠٢٥.
ومنذ فترة قصيرة؛ وافق مجلس إدارة المشروع القومى للبتلو برئاسة السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، على اعتماد مبلغ ٤١٧ مليون جنيه لنحو ٢،٩١٣ مستفيد من صغار المربين لتربية وتسمين أكثر من ٢٧ ألف رأس ماشية محلية ومستوردة ليصبح إجمالى ما تم تمويله للمشروع حتى الآن نحو ٤.٥ مليار جنيه لنحو ٢٨ ألف مستفيد، لتربية وتسمين ما يقرب من ٣٠٥ آلاف رأس ماشية.
ويهدف المشروع القومى للبتلو إلى توفير لحوم حمراء بالسوق بسعر عادل ومناسب لكل من المنتج والمستهلك، وتقليل الفجوة بين المعروض والطلب على اللحوم الحمراء، وتحقيق التوازن فى الأسعار، وتوفير فرص عمل لصغار المربين والمزارعين، بالإضافة إلى توازن وثبات الأسعار فى الأسواق «سواء كانت الرءوس الحية للمواشى أو أسعار اللحوم الحمراء».
من جانبه، أشاد عبدالغفار غراب، خبير تنمية الثروة الحيوانية، بالمشروع القومى للبتلو، الذى طرحته الحكومة عن طريق وزارة الزراعة، والذى بدأ تنفيذه منذ عام ٢٠١٧ حتى اليوم، بتخصيص مبلغ ٥.١ مليار جنيه للمشروع.
وأكد«غراب»، أن المشروع القومى للبتلو، وإجراءات التحسين الوراثي، يمثل مشروعا قوميا لتوفير احتياجاتنا من اللحوم الحمراء، والقضاء على المستورد؛ موضحا أن المشروع نجح بالفعل فى توفير اللحوم الحمراء البلدية بأكثر من ٥٠ ألف طن ما ساهم فى تقليل أعداد الرءوس المستوردة الحية بأكثر من ٥٠ ٪ لعام ٢٠٢٠.
وأوضح«غراب»، أن المشروع أيضا ساهم فى توفير آلاف فرص العمل للشباب والفلاحين وصغار المربين بفتح مشاريع لهم، وذلك بعد أن وفرت وزارة الزراعة لهم السلالات المحسنة والرعاية البيطرية وتطوير مراكز تجمع الألبان لزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير الوزارة اللقاحات المطلوبة لتحصين الماشية ضد الأمراض الوبائية كالحمى القلاعية وحمى الوادى وغيرهما فى مواعيدها عن طريق قوافل الطب البيطرى بالمحافظات.
وأشار، إلى أن التسهيلات التى قدمها المشروع تتضح فى صرف قروض بفائدة لا تزيد علي ٥ ٪ من فروع البنك الزراعى المصري؛ موضحا أن المشروع حقق نجاحا كبيرا، وأشاد بجهود الحكومة فى ملف الثروة الحيوانية، خلال الفترات الماضية، ما ساهم فى زيادة نسبة اللحوم الحمراء للمستهلك وتقليل المستورد.
وأشار«غراب»، إلى أن الإنتاج المحلى من اللحوم الحمراء غطى ٥٨٪ من احتياجات الاستهلاك المحلى، ومن المتوقع أن تصل نسبة مساهمة الإنتاج المحلى من اللحوم الحمراء للاحتياجات إلى ٦٥٪ عام ٢٠٢٥.
وأضاف، أن مصر لا تستورد سوى ما يغطى الاحتياجات، ولا تصدر إلا ما يزيد على الاحتياجات، وحققنا ارتفاعًا فى تلبية الاحتياجات المحلية من منتجات اللحوم البيضاء من الدواجن بنسبة تزيد على ٩٨٪ من الدواجن، و١٠٠٪ من بيض المائدة.
وأوضح، أنه تم تسجيل مصر من الدول التى تعتمد المنشآت الداجنة المعزولة طبقًا لضوابط ومعايير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية«OIE» فى يونيو ٢٠٢٠، وبالفعل صدرنا العديد من المنتجات الداجنة لعدد من الدول، بعد توقف دام أكثر من ١٤ سنة، كما صدر القرار الجمهورى باعتماد ٩ مناطق للاستثمار الداجنى، فى الظهير الصحراوى، بعيدًا عن زحام الوادى والدلتا.
وأشار عبدالغفار غراب، خبير تنمية الثروة الحيوانية، بالمشروع القومى للبتلو، إلى أنه يتم تنفيذ عدة إجراءات، من أجل التنمية المستدامة للثروة الحيوانية والداجنة، من خلال مساعدة صغار المربين ودعم المزارع النظامية.
وأكد أن أسباب استقرار اللحوم، يرجع إلى التسهيلات المالية الكبيرة التى تقدمها الحكومة للراغبين فى تربية المواشي، بفائدة بسيطة لا تتعدى ٥٪، فيما يعرف بمشروع البتلو، فضلا عن جهود الحكومة المستمرة فى توفير اللحوم المستوردة، لسد العجز ما بين الإنتاج والاستهلاك، وتوفير منافس حتى تمنع استغلال التجار للفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك ورفع الأسعار.
وأضاف«غراب»، أن الحملات المستمرة والمفاجئة التى تقوم بها الحكومة للتفتيش على مراكز الأدوية البيطرية وضبط الأعلاف المقلدة والمغشوشة حفاظا على الثروة الحيوانية المحلي، إضافة إلى حملات التحصين الدورى للماشية بجميع أنحاء الجمهورية، والتى حصنت حتى الآن ما يقارب من ٢ مليون رأس، ضد الجلد العقدى والحمى القلاعية، مما سبب استقرار أسعار اللحوم؛ مطالبًا بأن يكون هناك دعم بالعلف الجاف والأخضر والأمصال واللقاحات.
وكشف الخبير الاقتصادي، عن أنه استفاد من مشروع البتلو ما يزيد علي ٢٠ ألف مزارع، ووصل عدد الرءوس ٢٢٤ ألف رأس، بقيمة مالية بلغت ٣.٦٠٠ مليار جنيه، وخلال الشهور المقبلة، يصل المعدل المالى المتوقع ٤ مليارات جنيه، مما يؤكد نجاح المشروع وزيادة الإقبال عليه.