الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

فاطمة برناوي 1/2.. الأسيرة الأولى تتحدث لـ"البوابة": لم أندم على ما فعلت ولو عاد بي الزمن لفعلت أكثر من ذلك

الأسيرة الأولى تتحدث..
الأسيرة الأولى تتحدث.. فاطمة البرناوي تستعيد ذكرياتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
  • كنت أبحث عن خاتم سليمان لإنقاذ شعبي فوجدت قرشين
  •  بالكعب العالي.. نفذت عملية "سينما صهيون" لخداع اليهود
  • تهجرنا للأردن وعدت إلى القدس وأنا طفلة مختبئة تحت مقعد باص
  • ساعدت الجنود المصريين في الهروب من براثن الاحتلال
  • نفذت عملية سينما صهيون برفقة شقيقتي لكن القدر حال دون اكتمالها
  • لم أندم على ما فعلت ولو عاد بي الزمن لفعلت أكثر
  • لم أرْ يهودًا محبين لبلادهم أكثر من يهود العراق ومصر
  • يهودية عراقية بالسجن كانت تقول "طقت ايد بن جوروين.. وعدنا باللبن والعسل ولا في لبن ولا عسل"
  • اليهود العرب في إسرائيل اضطروا للسرقة من أجل العيش


أغلقت الباب، وأدارت وجهها.. كنت أقف أتفقد الصالون، وبابتسامة خفيفة قالت: "هنا كل حاجة فلسطينية، أنا بعرف اتكلم مصري كويس، ما احنا واحد، بس الانجليز هما اللى فرقونا.. شوف دي صورة عبد الناصر، هتلاقيها في كل مكان في البيت، أنا بحبه جدًا، تعالى ادخل هاحكيلك أكتر".
قالت فاطمة البرناوي وهي أول أسيرة تدخل سجون الإحتلال "من أين نبدأ.. ذكريات كثيرة والعمر مر وكأنه لحظة، ولم أندم أبدًا على ما فعلت، ولو عاد بي الزمن لفعلت أكثر مما قمت به في الماضي".. لم أكن أعلم، لا أنا ولا هي من أين نبدأ الحديث، ورغم أن ما ستقرأونه مرتبًا، إلا أنه في الحقيقة كانت حكايات غير منظمة وغير مرتبة في تسلسلها، فقد تركنا ذاكرتها التي لم يهزمها العمر، تقص علينا كيفما تشاء، فمن هنا قصة، ومن هناك قصة أخرى.

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث


في العام 1939؛ تحديدا في الثاني عشر من أغسطس، رزق الأب النيجيري محمد على البرناوي، بفتاة، لم يكن يدرك أنها ستكون سببًا في تخليد اسمه إلى الأبد، أطلق عليها اسم فاطمة، لتبدأ رحلتها في النضال، كما فعل والدها، والذي هاجر إلى فلسطين في بداية العشرينيات.
تبدأ الحكاية حين كانت فاطمة في سن التاسعة من عمرها، وفي نكبة 1948، احتلت إسرائيل فلسطين، وأعلنت قيام دولتها المزعومة، ما كان من والد فاطمة إلا أن اختار أن يبعد أهل بيته عن الحرب، ليتجه بهم إلى الأردن، لتبدأ من هنا الحكاية.
انتقلت فاطمة مع والدتها واخواتها– ولدان وثلاث بنات– إلى الأردن، لتسكن في مغارة، بالقرب من المدرج الروماني، وسط عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، ولصغر سنها آن ذاك، كانت تلعب فاطمة وتلهو مع غيرها من الأطفال، وكانت تجلس لتستمع الحكايات، من الجدات الكبيرات عن الأرض والكنوز.

 

رحلة البحث عن خاتم سليمان
لخاتم سليمان قصة لم تنسها فاطمة، تحكي فتقول:" كنا نجلس نسمع الحكايات كل يوم، وفي إحدى الليالي، حكت لنا إحدى الجدات، عن معجزات خاتم سليمان، وقتها قررت أن أبحث عنه، لأعيد به شعبي إلى أرضه فلسطين، خرجت في اليوم التالي، وبكل جدية بدأت أبحث عن ذاك الخاتم، في رمال المدرج الروماني، وكنت قد نذرت أن ما سأجده سيكون نصفه لي، ونصفه الآخر لشعبي، ظللت أبحث فوجدت قرشين، فادخرت واحدًا لي، وبالثاني اشتريت تمرًا وزعته على الأطفال، الذين كانوا يعيشون معي، وفاءً للنذر، لكنني إلى اليوم لم أجد خاتم سليمان".

رحلة العودة
كانت المغارة التي تسكنها فاطمة بالجبل تكتظ باللاجئين، رفضت فاطمة أن تستسلم للأمر الواقع، فهي من فلسطين ولفلسطين، كما وصفت، فباتت تلك الطفله تتساءل كل يوم: "لماذا علينا البقاء مشردين في مغارة، ونحن نمتلك بيتًا في القدس؟ لماذا نرضى أن نعيش حياة العذاب والتشرد؟.
وقتها قررت أن تهرب من أهلها، تبتسم فاطمة، وتقول: "قررت أن أعود للقدس، وكنت وقتها طفلة، لا أعرف أي شيء، هربت من وراء أمي وإخوتي، وخرجت من المغارة، أبحث عن الباص، الذي يتجه إلى القدس، استغرق البحث مني ساعات، إلى أن نجحت في أن أصل".
وتكمل فاطمة: "حين اكتشفت أمي أمر اختفائي، شكت أنني ذهبت لأعود إلى القدس، وذلك لأنها سمعتنى كثيرًا، وأنا أطلب العودة لبيتنا هناك، إصطحبت أمي أحد ضباط الشرطة وانتقلوا سريعًا إلى حيث تقف الباصات التى تذهب للقدس، وما إن رأيتهم من بعيد، اختبأت في لمح البصر، تحت أحد المقاعد، ولم يكتشفوا أمري، ونجحت الخطة، وتوجهت بالفعل إلى القدس، واستقبلني والدي بالترحاب، وأخبر أمي أنني معه، وبعد عامين من تلك الواقعة، عادت أمي وإخوتي مرة أخرى إلى بيتنا في القدس، لنكمل حياتنا كما بدأناها".

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. تعلمت التمريض في الهلال الأحمر لمعالجة الجرحى


وفي العام 1956؛ تعلمت فاطمة التمريض في الهلال الأحمر، لتعمل سنة كممرضة، ومن ثم انتقلت إلى السعودية مع عدة ممرضات، لتعمل هناك في المستشفى اللبناني في جدة، تعلمت فيها حب الوطن أكثر، ولم يستمر وجودها في السعودية أكثر من عامين، ورفض والدها أن تعود، فاستقرت في قلقلية – إحدى المدن الفلسطينية – لتعمل بها ممرضة، لمدة ثماني سنوات، وحتى العام 1967 وهو نفس عام النكسة".
تتذكر فاطمة تلك الأيام، وتصفها بالجميلة، فقد شعرت أن قضية بلادها تكبر بداخلها، كلما رأت معاناة شعبها، وتقول فاطمة: "في فترة وجودى في القرية، اعتدت قوات الاحتلال على السكان مرتين؛ الأولى: في العام 1963، والثانية في العام 1965، دمروا فيها معظم متطلبات الحياة، من آبار المياه العذبة لمحطات البنزين، وفي نكسة 67 كان القضاء الأخير على القرية، حيث هدموا مئات المنازل، وهجروا سكانها، وتهجرت أنا إلى نابلس، وهو ما أثار غضبي وآلامي، كلما رأيت شعبي يتهجر ويشرد في كل مكان، ومن هنا قررت أن أبدا عملي النضالي".
في ذاك الوقت؛ وأثناء هجوم الاحتلال على قلقيلة، كان لفاطمة موقف عبر عن إنسانيتها، ففي أثناء تواجدها لإنقاذ الجرحى، دخل عددٌ من الجنود اليهود، مرتدين زيًا مدنيًا، يحملون صديق لهم، جُرِحَ في الحرب، وطلبوا منها ان تنقذه بإعطائه حقنة، فطنت فاطمة، وعلمت أنهم يهود، لكن حبها لوطنها لم يمنعها من أداء واجبها، كما أمر الإسلام، بألا نقترب من مريض أو جريح أو عجوز أو طفل أو امرأة، قامت فاطمة من مكانها، وأنقذت حياة ذاك الجندي، وهى تؤكد أن العمل الإنساني لا علاقة له بالأزمات والمواجهات. تقول فاطمة: "هم أعداؤنا حين تكون الحرب وجهًا لوجه، أما غير ذلك فأنا إنسانة ممرضة وواجبي أن أنقذ كلَ مريض كما أمرنا ديننا".

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. طلائع الثأر أول عمل نضالي

“ طلائع الثأر ” أول عمل نضالي 
في تلك الفترة بدأت فاطمة عملها النضالي للمرة الأولى في حياتها، فبجانب عملها مع الجرحي في المستشفى الإنجيلي في نابلس، كونت فاطمة بصحبة عدد من الشباب خلية مقاومة، أطلقوا عليها اسم "طلائع الثأر"، كان أول أعمال تلك المجموعة، كما تذكر فاطمة، هي تهريب الجنود المصريين، الذين قدموا للمساعدة والحرب في فلسطين، ولم يستطيعوا البقاء، حيث كانت تقوم فاطمة بإدخالهم إلى المستشفى، وإحراق ملابسهم العسكرية بالكامل، في مواقد الطعام في المشفى، وشراء ملابس مدنية لهم، لينجحوا في الخروج من فلسطين، دون أن يشك فيهم جنود الاحتلال.
لم يمر الوقت كثيرًا، حتى فُضِحَ أمرُ فاطمة ومن معها، وطردهم مدير المستشفى من العمل، وفي اليوم التالي، وقعت نابلس تحت الاحتلال، ليتحول معظم أهلها إلى جرحى، فتقرر فاطمة البقاء لمساعدتهم، لتنقطع أخبارها كليًا عن أهلها، حتى تيقنوا أنها استشهدت.
استطاعت فاطمة أن تعود إلى القدس، في أواخر يونيو 67، لتخبر أهلها أنها لا تزال على قيد الحياة، تبتسم فاطمة قائلة: "كانت تلك الأيام صعبة، لم يصدق أهلي أني عدت لهم مرة أخرى، في تلك الأثناء عرفت من أختي إحسان، أنها انضمت إلى حركة التحرر الوطني "فتح"، وعرضت على أن أنضم معها، ووافقت بحماس شديد، لأكمل عملي النضالي".

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. تفجير سينما صهيون

تفجير سينما صهيون بالكعب العالي
تعرفت فاطمة بعد انضمامها إلى حركة فتح، على الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، والذي كان قد تسلل في ذاك الوقت إلى القدس، تحت اسم مستعار "الدكتور أبو محمد"، لتتوالى اجتماعات الحركة مع قائدها، وفي إحدى الاجتماعات، وبقيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات، تقرر تنفيذ 7 عمليات في وقت واحد بالقدس، يقوم بها 5 رجال وفتاتان، وكانت عملية تفجير سينما صهيون من نصيب فاطمة البرناوي وأختها إحسان.
تضحك فاطمة، وهي تتذكر تلك الأيام، وتحكي تقول: "خرجت يومها متزينة، وأرتدي كامل ملابسي، حتى الكعب العالي ارتديته في هذا اليوم، وقال لي والدي "ده منظر واحدة رايحة تعمل عملية فدائية؟!"، ضحكنا، وأخبرته بأن هذا اللباس خدعة، كي لا يكتشفنا أحد".
سينما صهيون.. كانت تلك السينما التى نفذت فيها العملية فاطمة البرناوي، أحد السينمات التي أقامها جيش الاحتلال بالقدس، لعرض الأفلام، خصوصًا تلك الخاصة ببطولاته، وكان الفيلم المعروض يوم تنفيذ العملية "هو أحد الافلام التى يحكي فيها الاحتلال بطولاتها في حرب الأيام الستة" بحضور عدد من جنود الاحتلال لرفع معنوياتهم.
وضعت فاطمة المتفجرات في حقيبة يدها، وبرفقة أختها إحسان، ورفيقهما المناضل شوقي شحرور، توجهوا إلى مقر السينما، وبهدوء تام وضعت فاطمة شنطة المتفجرات تحت المقعد، وكان من المستحيل أن توافق إدارة السينما على خروج المشاهدين، إلا بعد انتهاء العرض، وما كان على فاطمة إلا أنها اتجهت نحو المسئول وسألته عن المراحيض، وتظاهرت بالتعب الشديد، وبعد أن خرجت سألته عن أقرب صيدلية، وأخبرته بأنها يجب أن تغادر فورًا لشعورها بألم شديد، وبرفقتها أختها ورفيقهما، وافق المسئول على خروجهما، وما هي إلا دقائق، وسمعوا من بعيد صوت الانفجار.
تقول فاطمة: "كان صوت الانفجار بالنسبة لنا فرحة لا تضاهيها فرحة، أنشدنا أناشيد الثورة والمقاومة مع بداية سماعنا الصوت، فرحًا بنجاح العملية، أتذكر جيدًا حين غنينا أغنية أم كلثوم "راجعين بقوة السلاح راجعين، نحرر البلاد".. تلك الأغنية غنيناها في طريق ذهابنا للسينما وبعد خروجنا.
تفرقت فاطمة وأختها ورفيقهما، وهم فرحين، ولم يكونوا يعلموا أن خلف القصة قصة، توجهت فاطمة مسرعة إلى منزلها لتبدأ في سماع الأخبار، التى يرددها الناس حولها، لتصدم بأن العملية فشلت، ومن بين مؤيد للعملية حتى بعد فشلها ومعارض، باتت فاطمة لا تصدق، كيف فشلت العملية؟، وقد سمعت صوت الانفجار بنفسها.

 

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. لحظات الإعتقال

لحظات الإعتقال
حملة أمنية كبيرة، اقتحمت حي الأفارقة بالقدس، وبأوامر عسكرية تم القبض على كل الفتيات السمراوات في الحي، وكانت فاطمة قد عادت إلى حيث كانت تعمل، في مستشفى قلقليلة، لتساعد الجرحى، وتترقب مصيرها.
وأتت الرياح بما لا تشتهى السفن، كان هناك شاب يتوجه مسرعًا إلى منزل فاطمة، حاملا معه رسالة من القائد ياسر عرفات، يخبرها فيها بأن تخرج من المنزل، وتختبئ في مكان غير معروف، شكت قوات الاحتلال في خطوات الشاب، وتتبعته لتلقي القبض عليه داخل منزل فاطمة، وتقرأ الرسالة لتعرف أخيرًا أن فاطمة هي من كانت وراء ذاك الحادث، لتعتقل والدتها وأختها إحسان.
"تفاجأت بحملة أمنية كبيرة أتت لتعتقلني من مشفى قلقيلية، ووقتها أيقنت أن العملية فشلت، وأن كل شيء انتهى".. هكذا وصفت فاطمة مشهد اعتقالها، باختزال شديد، وعلى ملامحها حزن كبير، تصمت قليلا، وتقول: "لو عاد بي الزمن للوراء لفعلت أكثر مما فعلت، ولست نادمة".
تعرفت فاطمة فيما بعد، أنه وبعد خروجها من السينما، كان يجلس وراءها صحفي أمريكي، اصطدمت قدمه بالحقيبة التى وضعتها فاطمة تحت مقعدها، وحين أخبر المسئول في السينماـ عن وجود حقيبة علموا أن الفتاة السمراء هي من وضعتها، أخذوها مسرعين إلى الخارج، دقائق معدودة وانفجرت على باب السينما، دون أن تصيب أحد، وكان الغريب والانتصار بحد ذاته، هو كيف استطاعت الفتاة السمراء أن تعبر بوابة السينما بتلك الحقيبة، حيث كان معروفا أن هناك عملية تفتيش دقيقة، كانت تحدث لكل الزائرين، وخصوصا النساء.

 

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. تفاصيل محاكمة فاطمة البرناوي

تفاصيل المحاكمة

لمعرفة تفاصيل أكثر حول المحاكمات التى تعرضت لها فاطمة ومن معها، قمنا بالبحث في أرشيف الصحف الإسرائيلية، عن عملية تفجير سينما صهيون، بالطبع كان يرون أنها إرهابية، نعتوها بالمجنونة، وتعجبت الصحافة العبرية.. كيف لتلك الفتاة أن تقدم على هذا العمل الخطير، وتتسلل للسينما، دون أن يكشفها أحد.
كان لفاطمة نصيب كبير في اهتمام الصحف العبرية لخطورة عمليتها، لكن على عكس الحقيقة تمامًا كانت تحاول تلك الصحف تصدير فكرة الندم؛ حيث أكدت ولمرات عديدة أن فاطمة نادمة على ما فعلته، وهو ما لم تقله فاطمة أبدا، فقد أخبرتنا وأثناء حديثنا معها، أنها إن استطاعت وهي في هذا العمر أن تقوم بعملية أخرى لفعلت.
"ثمانية رشاشات وبندقية وأخرى صاروخية وبازوكا و24 قنبلة يدوية صنعها الاتحاد السوفيتي، ولغم سوفيتي مضاد للمركبات، و19 إسطوانة متفجرة، وكمية كبيرة من الرصاص والمتفجرات، ومعدات عسكرية أخرى".. كانت تلك هي المواد التي زعمت محكمة الاحتلال تواجدها مع المتهمين أثناء القبض عليهم، بحسب ما قرأناه في الصحف العبرية، عن أولى جلسات المحاكمة وكيف تمت.
كانت فاطمة تقف في المحكمة شامخة، وهو ما رأيناه في الصور التى نشرتها الصحف، ولعل أبرزها صحيفة معاريف، والتي كان لها النصيب الأكبر من نشر جلسات المحاكمة– هذا البحث كان في نطاق ما استطعنا الحصول عليه من الأرشيف- 7 جلسات للمحاكمة، انتهت بالحكم على فاطمة بالمؤبد، لتبدأ أول أيام رحلتها في السجن.

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث.. بدايات السجن ويهود مصر والعراق 

بدايات السجن
حكايات خاضتها فاطمة في السجن لم تنسها، فكانت هي المسئوله عن المطبخ، وصفت أيامها في الزنزانه بتلك التي تحمل مشاعر عديدة بين الشوق للحرية، وبين اللعب واللهو والمقالب، وبين المشاكسة مع السجانين.
تقابلت فاطمة في السجن مع يهوديات عرب، تم سجنهم لأعمال إجرامية، تحكي عنهن فاطمة تقول: "كانوا مظلومين، سرقوا لأجل العيش، اتذكر منهم الكثير، وخصوصا يهود مصر والعراق، لم أرْ في حياتي محبًا لبلده من اليهود أكثر من يهود مصر، أتذكر إحدى اليهوديات العراقيات، كانت دائما تدعي على بن جوريون، وتقول: "طقت ايده، وعدنا ببلاد اللبن والعسل، ولا في لبن ولا في عسل"، تلك اليهودية اضطرت للسرقة من أجل أن تعيش، فكل الوعود التي وعدها قادة الاحتلال لليهود العرب، كانت كاذبة".
كانت تتعمد فاطمة أن تشعل بنفسها التلفاز، على أحد الأفلام العربية للسجينات، في الوقت المسموح لهم فيه بالمشاهده والترفيه، وحين سألتها عن السبب، قالت: "كانوا يروجون في السجن أنني أملك عقدة من الأفلام والسينما، لذلك اخترت أن أفجر سينما صهيون، كانوا يحاولون تشويه صورتي بأي شكل فأنا في نظرهم إرهابية".

للجزء الثاني إضغط هنا 

فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى

أحمد سعد محرر البوابة و فاطمة برناوي أول أسيرة
أحمد سعد محرر البوابة و فاطمة برناوي أول أسيرة
فاطمة البرناوي .. الأسيرة الأولى تتحدث
فاطمة البرناوي .. الأسيرة الأولى تتحدث
فاطمة البرناوي .. الأسيرة الأولى
فاطمة البرناوي .. الأسيرة الأولى
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. الإنضمام لحركة فتح
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. الإنضمام لحركة فتح
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. الشرطه النسائية
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. الشرطه النسائية
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. بدايات السجن
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. بدايات السجن
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. تعلمت التمريض
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. تعلمت التمريض
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. تفجير سينما صهيون بالكعب العالي
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. تفجير سينما صهيون بالكعب العالي
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. توفت أمي وانا في السجن
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. توفت أمي وانا في السجن
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. حب مصر
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. حب مصر
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. حرب أكتوبر وخوف اليهود
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. حرب أكتوبر وخوف اليهود
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. طلائع الثأر وأول عمل نضالي
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. طلائع الثأر وأول عمل نضالي
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. لحظات الإعتقال
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث .. لحظات الإعتقال
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث
فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى تتحدث
فاطمة البرناوي أول أسيرة
فاطمة البرناوي أول أسيرة